قبل أيام، حلت الفنانة الفلسطينية السورية شكران مرتجى، ضيفة على برنامج "ولا عالبال"، والذي يعرض على قناة "الجديد" اللبنانية. وعلى الرغم من أن البرنامج يقوم على فكرة مساعدة النجوم لحالات إنسانية، إلا أن الصورة التي ظهرت فيها مرتجى بالبرنامج كان لها بعد سياسي واضح. ففي الوقت الذي تعرض فيه الفضائيات اللبنانية باستمرار حياة اللاجئين السوريين الصعبة، دون أن تشير إلى استثناءات للفنانين أو رجال الأعمال المقيمين في لبنان، يقوم البرنامج بتقديم مرتجى كنموذج فائق لشخصية السوري، بسبب بقائها في سورية.
ففي حين يتم تصوير اللاجئين السوريين في برامج أخرى وهم يتلقون المساعدة والعطف من أبناء البلد الأصلي، فإن مرتجى في هذا البرنامج تقدم كنموذج معاكس، حيث تقوم هي بمساعدة فتاة لبنانية فقيرة.
تتحدث مرتجى في بداية البرنامج عن علاقتها الوطيدة بلبنان، ورحلاتها الشهرية إليه، لتكذب من خلال تجربتها الشخصية كل ما يذاع عن التعقيدات والإجراءات المتعلقة بدخول السوريين والفلسطينيين السوريين إلى لبنان. وتشير إلى أن الفنانين الموالين للنظام السوري، الذين يعيشون في الداخل السوري، لا يعانون من تلك الإجراءات القانونية المعقدة التي تقيد حياة اللاجئين السوريين في لبنان.
لم تحاول مقدمة البرنامج، سراة صالحة، أن تحاور مرتجى حواراً سياسياً، ولكن ذلك لم يمنع مرتجى من الإدلاء ببعض التصريحات والانتقادات لكل المحطات التي تتناول أخباراً عن الأوضاع الداخلية في سورية، وتحديداً ما يخص "الأزمة السورية"، لتؤكد دون مناسبة أنها كانت في السابق تتحفظ عن التصريح بموقفها السياسي. أما اليوم، فهي تصرح، وبكلّ فخر، بأنها مع بشار الأسد والجيش العربي السوري.
ورغم النبرة الهجومية التي تتحدث بها مرتجى، فهي حاولت خلال البرنامج أن تظهر بمظهر الموالي المتحضر والمتقبل للرأي الآخر. حيث صرحت بأنها ليست بصدد مصادرة رأي المعارضين، بما أن ذلك يصب في مصلحة سورية، وأكدت على تقبلها للفنانين المعارضين الذين اشتهرت بخلافها معهم، مثل مكسيم خليل، ولكنها أنهت محاورتها السياسية التي قادتها إلى وجود "ثوابت" يجب ألا يختلف عليها السوريون.
ولم تكتف مرتجى بتصريحاتها السياسية المستفزة في البرنامج، وإنما قامت باستفزاز الجمهور وزملائها في الوسط الفني من خلال حوارها حول مسيرتها الفنية، فعبرت عن غضبها وامتعاضها من المخرجين بسبب إسناد دور الفتاة القبيحة لها في بعض الأعمال، بعد تجسيدها لدور فتاة قبيحة في مسلسل "خان الحرير" الذي كان البداية الفعلية لها في الدراما.
وصرحت مرتجى بأنها قامت بعملية تجميل لأنفها بعد هذه العمل، وعلى الرغم من ذلك، كان هناك إصرار من المخرجين على تنميطها بهذا الدور، وأعلنت أنها غاضبة لعدم إسناد دور الفتاة العاشقة لها من قبل المخرجين، واتهمت المخرجين بالتحيز للممثلات الجميلات. وأشارت إلى امتعاضها من إسناد دور الفتيات العاشقات للحاصلات على لقب ملكة جمال، في إشارة واضحة لامتعاضها من دخول الحسناوات اللبنانيات إلى الدراما السورية. علماً أن مرتجى لم تلعب دور الفتاة القبيحة بعد مسلسل "خان الحرير" سوى بمسلسل "يوميات جميل وهناء"، ونالت شخصيتها "أمل" شعبية كبيرة حينها، ولعبت في العديد من المسلسلات دور الفتاة العاشقة، منها: "وشاء الهوى" و"المفتاح"، ولكنها لم تفلح في أداء هذا الدور.