يتأمل الأشقاء الثلاثة، أحمد وجنى وصبا حبيب، الصور التي تحملها أمهات الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في خيمة الاعتصام المقامة وسط ساحة كنيسة المهد بمدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة.
يلحظ الأطفال الثلاثة معالم القلق على أمهات الأسرى الذين دخلوا يومهم العاشر في إضرابهم المفتوح عن الطعام لتحقيق جملة من المطالب، وببراءة طفولتهم يشيرون بأصابع أيديهم نحو الصور، ثم يتهامسون عن أي من الأسرى يرافق والدهم خلف القضبان.
تختفي ملامح الابتسامة عن وجوه الأطفال، يواصلون مهمة البحث عن ملامح والدهم المعتقل إداريا في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية مارس/ آذار الماضي، ثم يداهمهم الشوق لحضن والدهم في تلك الخيمة.
"جاي أتضامن مع الأسرى"، يقول أحمد (6 سنوات)، لـ"العربي الجديد"، ويضيف: "مشتاق لأبوي وأنا بحبه كثير، وبدي يطلع من السجن"، يأتي أحمد برفقة شقيقتيه إلى الخيمة في أيام متقطعة من أجل رسالة التضامن مع الأسرى.
أما صبا (4 سنوات)، فلا يسعفها صغر سنها في نسج عبارات توضح فيها سبب مجيئها إلى الخيمة، فهي تنتظر حرية الأسرى، بحسب ما أشارت برأسها لوالدتها، في الوقت الذي جاءت فيه تنتظر عودة والدها الذي لم يحتضنها منذ ثلاثة أشهر، مع قلق جميع أفراد العائلة من أن يجدد الاحتلال اعتقاله الإداري وتطول الغيبة.
في المقابل، يغلب الحياء على جنى، توأم صبا، التي لم تردد سوى عبارات حب لوالدها وللأسرى المضربين عن الطعام، وأنها تتمنى لهم الحرية بمساعدة والدتها، التي قالت لـ"العربي الجديد"، إنها تأتي وأطفالها لدعم مطالب الأسرى والتضامن معهم في معركتهم لنيل حقوقهم المشروعة والمطالبة بالاستجابة لها.
يخوض والدهم الأسير المعتقل إداريا إياد حبيب، إضرابا تضامنيا مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ويأتي الأطفال الثلاثة برفقة والدتهم من أجل رسالة الطفولة المهمة التي يجب أن تصل للعالم: أن الاحتلال يحرم الأطفال من والدهم ويحتجزه خلف القضبان.
للأسير إياد حبيب ستة أبناء، ملك (13 عاما)، وآية (11 عاما)، وبتول (9 أعوام)، يتضامنون أيضا مع الأسرى في مدارسهم، بينما يفضل أحمد وشقيقتيه جنى وصبا القدوم إلى خيمة الاعتصام لمشاركة أهالي الأسرى قلقهم ولوعة فراق أبنائهم.