انتشرت الصور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى المواقع الإخباريّة الإلكترونيّة بشكل غير مسبوق. هذا الأمر، أثار حفيظة عدد من الصحافيين، فطالبوا بوقف نشرها حفاظاً على مشاعر المواطنين وأهالي الجنود.
وتُظهر الصور وحشيّة إقدام عناصر من "القاعدة"، بزعامة حارس المرمى السابق، جلال بلعيدي، على قطع رؤوس الجنود. وبرّرت "القاعدة" الأمر بالقول: إنّ الجنود حوثيّون. وكان التنظيم قد ركّز على التغطية الإعلاميّة، ونشر الصور والمعلومات على مواقع التواصل، خلال هجماته الأخيرة على محافظتي حضرموت ولحج.
ويظهر هذا الأمر اهتمام التنظيم بدور الإعلام في إمكانية تغيير قناعات اليمنيين في شأن الوضع الميداني للمواجهات بين الجيش والقاعدة. وبذلك، يقوم التنظيم بما يقوم به "داعش" في العراق وسوريا.
على المقلب الآخر، نشر الإعلام الحكومي اليمني أخباراً عن زيارات قادة في الجيش للمواقع العسكرية، وأخباراً عن استعدادات الجنود لشنّ حملات ملاحقة وتعقب لعناصر "القاعدة"، أو عن قتل عدد من مقاتلي التنظيم في هجمات قوات الجيش.
واعتبر صحافيون أنّ استمرار نشر الصور المروّعة لذبح الجنود "قد يؤثر على معنويات جنود الجيش، وهو هدف نشر "القاعدة" لهذه الصور في الأساس". وأطلق موقع "نشوان نيوز" مبادرة تتضمن عدم إعادة نشر صور أو مقاطع فيديو للتنظيم وما يماثله من التنظيمات الإرهابية، سواء من الصور والمقاطع التي يحظر نشرها قانون الصحافة اليمني والدولي واتفاقيات حقوق الانسان باعتبارها تحتوي على مشاهد قتل أو أشلاء أو ما شابه ذلك، أو الصور والمقاطع العادية التي ينشرها التنظيم بهدف الترويج لأنشطته وعملياته. وأوضح في بيان أنّ "هدف مثل هذه التنظيمات من بث هذه الصور هو إرهاب الناس وعليه من واجبنا المهني نقل الاخبار بمهنية عالية من دون الانزلاق في تحقيق هدف هذه التنظيمات".
وقال الصحافي أحمد الزُرقة لـ"العربي الجديد": القاعدة تحاول دوماً استغلال الوسائط الإعلامية للترويج لعمليّاتها الإرهابية. وأكد ضرورة "احترام الجنود الذين تعرّضوا لتلك العملية الإرهابيّة وعدم استخدام الصور على نطاق واسع أو من دون تغطية ملامح الضحايا مراعاة أيضاً لأسرهم وذويهم".
وتابع: الصور التي تحتوي على دماء وعنف يجب أن لا يتم نشرها على نطاق واسع لما لها من أضرار على السلامة النفسيّة للأطفال وصغار السن أيضاً، كما لا يجب منح القاعدة فرصة نشر تلك الصور.
وقال رئيس تحرير صحيفة "النداء"، سامي غالب، إنّ "نشر هذه الصور لها آثار نفسية واجتماعية سلبية". وأضاف: هي لا تشكل فارقاً في ما يخصّ الحرب على التطرف والإرهاب كما يتوهّم كثيرون، بل إن النشر يخدم الهدف الذي أراده تنظيم "أنصار الشريعة" من الترويج لهذه الصور.
لكنّ ناشطين على مواقع التواصل يعتبرون أنّ "نشر الصور لا يعني ترويجاً للقاعدة، بقدر إظهار بشاعة ما ارتكبوه في حق الجنود".