إلهي: يا واهب هذه المدينة السلامَ في أزقة ليلها المتأخر. هَب أيضاً هذا المتشرّد الحزينَ أن يرقص بشكل غير مُريع كلما جاء إلى حفلة في سيوتادلِّا مساءات الأحد.
هبه الكثير من أعقاب السجائر، فهو يمتلك الكثير من الولاّعات، كي يتناغم الأمر.
وهبه، مرةً كل خمس سنوات، امرأةً عاثرة النصيب، تمنحه الملجأ والسرير، فإن فشلَ في الأخير، كغالبية أمثاله، طردته بلطف بعد أسبوع، هو المستعد لكل شيء واللامبالي بكل شيء في "بلاد بطالة الشباب" هذه.
إلهي: لقد رأيته ذات ليل موغل، هناك بالقرب من مبنى البريد المركزي، في شارع خلفي. كان مستغرقاً في النوم على كرتونة، في وضْع الجنين، مادَاً رقبته الطويلة كحصان، وبجانبه كلبه الأسود، فاحترق القلب.
سوّاح يسهرون في ترّاس البار، يشربون ويتضاحكون، فإن صدفَ ووقعت نظرةٌ من أحدهم عليه، أشاح سريعاً.
ذلك المنظر سيظل ثابتاً في شبكية العين لزمن طويل.
تلك الليلة لا يمكن أن أنجو من مضاعفاتها يا إلهي.
صديقي ألونسو اختفى منذ سنة. لم أعد أراه لا في منطقته حول البريد المركزي ولا في المسافة كلها من ساحة كتالونيا حتى البحر.
فهل تكون أخذته إليك، إلهي؟
إن يكن، فعوّضْه عن كل ما شاف.
ولئلا تقول: "أسمعتني الكثير من الصداع"، سأختزل طلباتي.
جازِه بالأخصّ عن حياته كعصفور بشريّ، اكتفى بالفتات، وجعَلَ الأرصفة أعشاشاً.
وإن لا، فهيىء له مدينة أفضل من هذه، وامرأة أقل طموحاً من تلك التي أعرف وتعرف.
إفعل ذلك من أجل خاطري يا إلهي، كيلا أظل أنبح وأنحدر في هذا الصمت البارد، طول الليل.