وقد أظهرت عشرات الصور والفيديوهات، صواريخ يتم إعدادها لإطلاقها نحو الفلوجة، وعليها صور كل من رجل الدين السعودي، الذي تم إعدامه قبل فترة، نمر النمر، والقائد العسكري في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، والمسؤول العسكري لحزب الله، الذي قُتل حديثاً، مصطفى بدر الدين، والمرشد الإيراني علي خامنئي والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.
وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت يوم الأربعاء، بياناً أعربت فيه عن قلقها إزاء تقارير مقتل مدنيين بقصف صاروخي طاول منازلهم وسط الفلوجة، مطالبة بتوفير الحماية لهم.
كما انتشرت صور للعربات العسكرية التي تستخدمها المليشيات العراقية في معركة الفلوجة، مذيلة بشعارات طائفية، يخشى كثيرون أن تُترجم جرائم مذهبية، سبق أن حصلت بالفعل في عدد من المناطق التي شاركت مليشيات "الحشد الشعبي" في إخراج "داعش" منها.
ويشارك العشرات من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بصفة مباشرة في المعارك الجارية على تخوم المدينة المحاصرة منذ نحو عامين ونصف العام.
ويقول القيادي في التيار الصدري، حسين البصري، لـ"العربي الجديد"، إن "عملية الفلوجة تحرير لإعادة أهلها، وإن "بدر" مليشيات وقحة، تتبع الخارج، فلا يجب أن نعمم هذا السلوك".
ويعتبر أن "رفع صور نمر النمر وبدر الدين وخامنئي، ومن قبل شخصيات غير عراقية على الصواريخ والمدافع والعربات، أمر معيب جداً، كما أن مشاركة الحرس الثوري بالمعركة، تعطي إشارة إلى أن العراقيين غير قادرين على تولي أمورهم بنفسهم".
في المقابل، أصدرت رئاسة مليشيات الحشد بياناً يوم الأربعاء أكدت فيه أن رأي زعيم مليشيا أبو الفضل العباس، أوس الخفاجي، لناحية التحريض على "إحراق الفلوجة" كونها "ورما لا وطنيين فيه"، على حد زعمه، موقف "لا يمثل رأي رئاسة الحشد".
وأوضح البيان الذي تلقى "العربي الجديد" نسخة منه أن "التصريحات الأخيرة للشيخ أوس الخفاجي بشأن الفلوجة، لا تعبر عن رأي هيئة الحشد الشعبي"، مشيراً إلى أن "الخفاجي غير مخول بالتصريح نيابة عن الهيئة".
وفي هذا السياق، دعا المرجع الديني علي السيستاني الأربعاء أيضاً، عناصر مليشيا الحشد الذين يقاتلون في مدينة الفلوجة الى "الالتزام بالتوجيهات والتعليمات"، محذراً مما وصفه بـ"الغلو والغدر والتمثيل بالجثث"، وهو ما اعتبره كثيرون بمثابة إقرار ضمني بحصول تجاوزات وجرائم طائفية.