لا يكاد مستشفى تونسي يخلو في أولى أيام عيد الأضحى من المصابين بالآلات الحادة، وتستقبل أقسام الطوارئ الطبية سنويا العشرات من "ضحايا السواطير" أو ما يصطلح عليه عند الأطباء بـ"ضحايا الأضحية " الذين يصابون أثناء ذبح الخرفان، أو تقطيعها لعدم الإلمام بأسرار هذه المهنة أو لقلة التدريب.
وتسجل أقسام الطوارئ في أيام العيد إصابات مختلفة بالآلات الحادة تتراوح بين الجروح الطفيفة وبتر الأصابع، في ما يتواصل استقبال المصابين إلى الأسابيع الأولى التي تلي الأضحى نتيجة التعفنات التي تصيب بعض المتغافلين عن حسن الإحاطة بجروحهم.
وتحصي الجمعية الطبية لجراحة اليد سنويا ما بين 50 و70 إصابة بأدوات الذبح أيام عيد الأضحى تطاول الجنسين، بحسب ما أكده رئيس الجمعية الدكتور مهدي دغفوس لـ"العربي الجديد".
ويقول دغفوس إن الأرقام المسجلة لدى الجمعية الطبية تظل تقديرية لأن بعض الإصابات تعالج محليا وبطرق تقليدية، مشيرا إلى أن وتيرة استقبال "ضحايا الأضحية" كما يصطلح عليه عند الأطباء تبلغ ذروتها في اليومين الأولين للعيد، ولكنها تمتد إلى الأسابيع التي تليها نتيجة إصابة بعض الجروح بتعفنات قد تتسبب لاحقا في مضاعفات طبية خطيرة، لا سيما لدى مرضى السكري.
ويضيف رئيس الجمعية الطبية لجراحة اليد أن الإصابات تطاول الجنسين، ولكن خطورتها تبقى أقل لدى النساء نظرا لنوعية الأشغال التي تقوم بها المرأة في عيد الأضحى والتي تقتصر عادة على الأعمال المنزلية وتقطيع لحم الأضحية، مؤكدا أن أخطر الإصابات تسجل لدى من يمتهنون الذبح الموسمي بمناسبة العيد.
وأكد دغفوس أن سوء استعمال السواطير وعدم الدراية باستعمال أدوات الذبح تسبب قطع الأوتار أو الأعصاب أو بتر أجزاء من الأصابع أو أطرافا بأكملها، لافتا إلى أنه قل ما يسجل هذه الحوادث لدى القصابين المحترفين.
وفي عيد الأضحى يكثر القصابون العشوائيون الذين يتنقلون بين الأحياء لعرض خدماتهم على الأسر ومساعدتها على ذبح أضاحيها، بمقابل مادي يتراوح بين 25 و40 دينارا.
كما تشهد محال "سن السكاكين" إقبالا كبيرا من الأهالي، والجزارين الذين حرصوا على سن السكاكين والآلات التي يستخدمونها في الذبح.
وتمر السكاكين والسواطير بأكثر من مرحلة حتى تصل للمرحلة التي يحتاجها الجزار أو الأهالي وتكون جاهزة للاستخدام في العيد. ففي المرحلة الأولى يصلح أي إعوجاج في السكين بالطرق عليها حتى تستقيم جوانبها، وفي المرحلة الثانية، يمرر على الحجر الهاشمي لسنه وتنظيف جوانبه. ثم يشحذ السكين في مرحلة أخرى على "حجر الجلخ"، وهو الحجر المسؤول عن إزالة الطبقة القديمة عن حدّه وتسمى "الرايش".