طالبو لجوء في فرنسا.. أوروبا حلم مبالغ فيه

كاليه (فرنسا)

الأناضول

avata
الأناضول
26 يونيو 2016
E0CAD702-84E4-4A1D-8BD2-6C8417F8AC2D
+ الخط -
أعرب مهاجرون بمخيم جانغل (الغابة) في مدينة كاليه الفرنسية المطلة على بحر المانش، عن ندمهم العميق لتركهم أسرهم وأصدقاءهم وبلادهم.

ويضم المخيم نحو 5 آلاف طالب لجوء، هرب معظمهم من ظلم حركة طالبان في أفغانستان، وحركة "الشباب المجاهدين" بالصومال، وتنظيم "داعش" في سورية والعراق، ونظام رئيس النظام السوري بشار الأسد، وكانوا يأملون في الانطلاق إلى بريطانيا عبر بحر المانش.

أحد الأفغان، يبلغ من العمر 28 عاماً، ويدعى عبد قال إنه لا يستطيع الانتقال إلى بريطانيا ولا البقاء في فرنسا، مشيراً إلى أنه قدم إلى مخيم جانغل قبل 6 أشهر.

وأضاف: "يشهد المخيم شجاراً كل مساء، ويوجد في المخيم أسلحة ومخدرات وكل شيء، هنا الكل خائف، لكن فرنسا لا تكترث لذلك، ولماذا تكترث؟ فنحن طالبو لجوء لسنا بشراً في نظرها"، مضيفاً "في كل مكان يوجد فئران المجارير، لأن جانغل مكان من أجل الحيوانات لا الإنسان".

وأوضح أنه في كل ليلة يتعرض مهاجرون يحاولون الانتقال إلى الضفة الأخرى (من بحر المانش)، للضرب على يد الشرطة الفرنسية. وأشار إلى أن سكان مدينة كاليه أسوأ من شرطتها، مضيفاً: "في حال إمساكهم لمهاجر يتجول منفرداً في المدينة، ينهالون عليه بالضرب".

وحذّر مواطني بلده أفغانستان قائلاً: "لا تأتوا إلى هنا، احذروا مغادرة بلدكم، أوروبا هي لا شيء، لا يوجد هنا عمل ولا غذاء ولا منزل ولا احترام ولا حقوق إنسان، وكل شيء هنا كذب".




من جانبه، قال المهاجر الأفغاني أحمد: "تفاجأت كثيراً، وبدأت أفكر إن كان هذا حقيقة أم لا، لم أصدق أنني وقعت في هذا المكان"، معرباً عن اعتقاده بأن أوروبا "عبارة عن حلم مبالغ فيه".

وأضاف: "هربنا من طالبان في أفغانستان لأنها تقتلنا، لكننا واجهنا هنا طالبان أخرى، التقينا الشرطة الفرنسية، فالاسم مختلف فقط".

بدوره قال "نغاله" أحد قاطني المخيم، والبالغ من العمر 23 عاماً، إن الشرطة أقدمت على كسر هاتفه النقّال، وأخذت نقوده، أثناء عودته من دائرة الهجرة، التي ذهب إليها من أجل طلب اللجوء في فرنسا.


في المقابل، يتهم أهالي مدينة كاليه، سكان المخيم بالإضرار باقتصاد مدينتهم، الأمر الذي ينفيه الموجودون بالمخيم.

ويعيش في المخيم نحو 300 طفل، تتراوح أعمارهم بين الخامسة والخامسة عشر عاماً، دون ذويهم، بحسب آخر تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف".

وبحسب المنظمة الأممية، فإن قسماً كبيراً من هؤلاء الأطفال يتعرضون للاغتصاب، بشكل ممنهج، والاستثمار الجنسي، من قبل بعض تجار البشر، لافتاً إلى أن نساء في المخيم يتعرضن للخداع بوعود تهريبهن إلى بريطانيا مقابل الجنس.

ولا تتخذ السلطات الفرنسية إجراءات تمنع الانتهاكات في المخيم، بل إنها تمنع دخول المساعدات الإنسانية إليه، بحسب عدد من سكان المخيم، ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من الشرطة.

وسبق للسلطات الفرنسية أن أوقفت في 16 يونيو/حزيران الجاري، قافلة مساعدات إنسانية مكونة من 250 مركبة قادمة من بلدة "دوفر" الساحلية في بريطانيا من أجل اللاجئين بمدينة كاليه في الإقليم، وذلك بدعوى أنها "ستخل بالنظام العام".

ونظمت مؤسسات خيرية بريطانية وقفة احتجاجية في بلدة "دوفر" الساحلية جنوب شرقي البلاد، بعد يومين من منع فرنسا، دخول المساعدات للاجئين في مدينة "كاليه".

 

ذات صلة

الصورة
شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في وقفة في اليوم العالمي للعمل الإنساني - الضفة الغربية - 19 أغسطس 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

وجّهت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، في يوم العمل الإنساني، نداء من أجل حماية العاملين الإنسانيين من استهدافات الاحتلال ووقف الحرب على قطاع غزة.
الصورة
نازح يستعد للعودة إلى سورية من البقاع اللبنانية، 14 مايو 2024 (فرانس برس)

سياسة

كشفت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في بيان اليوم الثلاثاء أن شاباً سورياً توفي في أحد مشافي دمشق إثر تعرضه للتعذيب على يد أجهزة النظام السوري.
الصورة
جنود من "نتساح يهودا" في تدريب سنوي (فرانس برس)

سياسة

قال قادة إسرائيليون إنّهم سيتصدون لأيّ عقوبات تفرض على أيّ وحدة عسكرية، بعد عزم وشنطن على اتخاذ قرار ضد وحدة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية
الصورة

مجتمع

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه ينظر بخطورة بالغة لتعمد الاحتلال الإسرائيلي توسيع حظر توريد الإمدادات الإنسانية إلى مناطق واسعة في قطاع غزة.
المساهمون