استأنف الطبيب اليمني آدم الجعيدي عمله في مواجهة فيروس كورونا بمدينة تعز (وسط) بعد تعافيه من الفيروس الذي أودى بحياة عشرات الأطباء في البلاد، كما أصاب كثيرا من العاملين الصحيين بسبب افتقارهم إلى مستلزمات الوقاية من خطر انتقال العدوى إليهم.
وعاد الجعيدي بعد أسبوعين فقط من النقاهة للعمل في مركزي العزل بالمستشفى الجمهوري الحكومي ومركز شفاك الخاص في وسط تعز، والتي تعد المدينة الثانية الأكثر تضررا بالفيروس، كما تعاني مرافقها الصحية نقصاً حاداً في الكوادر الطبية، ومستلزمات الوقاية الشخصية للعاملين.
وقال الجعيدي لـ"العربي الجديد"، إنه منذ اكتشاف أول إصابة بالفيروس، ونقلها إلى المستشفى الجمهوري، توالت إصابات كثيرة، لكنه لا يعرف هوية المريض الذي نقل إليه العدوى، أضاف: "استأنفت العمل بعد تماثلي للشفاء، ولو أصبت ألف مرة لعاودت العمل مجددا بعد التعافي كونه واجباً أخلاقيا وإنسانيا محتما علينا رغم تخاذل كثير من الأطباء عن العمل خشية العدوى".
وأوضح أنه عالج نفسه بالأدوية المسكنة والمقوية للمناعة مع تناول الأغذية الصحية والخضروات والفواكه، إلى جانب عزل نفسه في غرفة خاصة بعيدا عن العائلة والأصدقاء، إذ لم يخالط أحداً حتى استعاد عافيته.
ويحظى الجعيدي بتقدير زملائه والمسؤولين عنه، وقال رئيس مركز العزل والوبائيات في المستشفى الجمهوري، مختار المليكي، إنه من بين أنشط الأطباء الذين يتصدرون الخطوط الأمامية في الأزمات الصحية التي شهدتها المدينة، بما فيها جائحة كورونا. وأضاف المليكي: "شكل خبر إصابة آدم مفاجأة مفزعة لنا، كما فاجأتنا وأسعدتنا عودته إلى العمل بعد غيابه للعلاج وتعافيه".