ويتهم الطلاب المضربون عن الطعام إدارة الكلية بنهج سياسة "التسويف" معهم، وبـ"تفويت" فرصة التقديم في الدراسات العليا "عمداً" عليهم، عبر المماطلة في تسليمهم شهادات نجاحهم، والتي ينص القانون على تسلمها في آجال قريبة من إعلان النتائج.
وكانت إدارة الكلية قد نشرت إعلاناً بتاريخ 13 يوليو/تموز المنصرم، تقول فيه إنها ستمنح شهادات النجاح وبيانات النقط للطلبة يوم الـ19 من الشهر ذاته، بعد احتجاجات واعتصامات خاضوها في الكلية، إلا أن الإدارة تراجعت عن قرارها نسبياً، مانحة جزءاً من الطلاب شهادات نجاحهم وممتنعة عن مد الكل بها، ما صعد الاحتجاج وأدّى إلى خوض إضراب عن الطعام.
ويبدي الطلاب استياءهم من تعامل إدارة الكلية معهم، خاصة أنهم لا يطالبون بشيء خارج حقوقهم. وقال أحد الطلاب ويدعى محمد لـ"العربي الجديد": "من البديهي أن نحصل على شهادات نجاحنا، وفي الآجال القانونية للتقديم واستيفاء تعليمنا".
وأضاف الطالب: "هذا تعب سنة دراسية كاملة، والنتائج أعلنت وتتضمن نجاحنا في استيفاء معدلات كافة الوحدات، فلم لا نحصل على شهاداتنا؟ لماذا المماطلة؟".
هذه الأسئلة من بين أخرى حاول الطلاب طرحها على عمادة الكلية والتواصل معها، لكن الكلية أرسلت للطلاب إشارات تقول إن الاعتصام خطأ لا داعي له، وأن المسألة مسألة وقت فقط لمنح بقية شهادات النجاح للطلاب، معللة التأخر في تسليمها بعطل في النظام المعلوماتي.
وفي الحين الذي دخلت فيه العطلة المدرسية الجامعية حيز التطبيق، يستمر طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية في انتظار "الخلاص"، مهددين بالاستمرار في إضرابهم عن الطعام وتصعيد الوضع حتى إنصافهم.
ويؤازر الطلاب في الشكوى من "سوء تعامل الكلية" عدد من طلاب المغرب في عدد من الجامعات، بينها جامعة القاضي عياض في مدينة مراكش، حيث يشتكي عدد من الطلاب من عدم حصولهم على شهادات إجازاتهم بالرغم من مرور أشهر تفوق العام على نجاحهم، واكتفاء المؤسسة بمنحهم شهادة النجاح فقط، معللة ذلك بأن شهادات الإجازة لم تجهز بعد، الأمر الذي لا يبدو مقنعاً للطلاب، بل ويبدو مثاراً للسخرية.