انتهت منافسات دورة الألعاب الأولمبية في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وقدمت بعثات الدول العربية أداء جيدا إلى حد ما، حيث وصل عدد الميداليات التي حصدها نجوم العرب بشكل عام إلى 16، وجاءت جميعها في منافسات الألعاب الفردية، حيث كان النجاح خافتا على الصعيد الجماعي، خاصة في منافسات كرة القدم واليد والطائرة.
ومن الـ16 ميدالية حصد العرب 3 ذهبيات و4 فضيات وتسع برونزيات، وكان مجد الذهب لدول الأردن والكويت والبحرين، وكانت الفضة من نصيب قطر والجزائر، بينما سيطرت مصر وتونس على ست برونزيات من أصل تسع.
الأردن
حقق الأردن ذهبية تاريخية في منافسات دورة الألعاب الأولمبية، بعدما نجح نجم التايكواندو الشاب أحمد أبو غوش في منافسات وزن 68 كغم، وذلك بعد الفوز على الروسي أليكسي دينيسنكو.
وتعتبر هذه الميدالية تاريخية بالنسبة للأردن، خاصة أنها لم تفز في تاريخها بأي ميدالية أولمبية، وكانت قد حصلت على ميداليتين في منافسات التايكواندو في نسخ أولمبية سابقة، إلا أن الرياضة وقتها كانت استعراضية ولا يتم احتساب ميدالياتها، قبل أن يتغير الوضع ويتم إدراج الرياضة في منافسات دورة سيدني 2000.
الجزائر
وكان العداء الجزائري المتألق توفيق مخلوفي هو صاحب الإنجاز في منافسات الأولمبياد، حيث كان الوحيد الذي صعد على منصات التتويج في بعثة الجزائر، بعدما حصد فضيتين في سباقي 800 و1500 متر، وكان قريبا من تحقيق الذهب لولا تألق الكيني ديفيد روديشا والأميركي ماتيو سنتروفيتز. وأنهى الجزائري سباق 800 متر بزمن بلغ 1.42.61 دقيقة، خلف الكيني ديفيد روديشا البطل الأولمبي والعالمي وحامل الرقم القياسي للمسافة ذاتها؛ والذي أنهى السباق بزمن 1.42.15 دقيقة، أما في سباق 1500 متر فحقق زمن 3.50.11 دقائق، فيما أنهى الأميركي سنتروفيتز السباق خلال 3.50.00 دقائق.
قطر
حقق القطري معتز برشم الميدالية الوحيدة لقطر في الأولمبياد، وكانت فضية في منافسات الوثب العالي، محققا رقم 2.83 متر، وكانت البلاد تأمل في المزيد من الميداليات في الرماية والسباحة وألعاب القوى، إلا أن برشم كان صاحب الفرحة القطرية الوحيدة بالمنافسات.
مصر
وحققت البعثة المصرية، الأكبر في تاريخ البلاد، نتائج متواضعة إلى حد ما على عكس التوقعات التي انتشرت على لسان أعضاء اللجنة الأولمبية قبل المنافسات، ولم يكن الحصاد أكثر من ميداليتين برونزيتين في رفع الاثقال وبرونزية في التايكواندو، وهو ما يعتبر أقل مما حققته مصر في منافسات لندن 2012 وببعثة أقل.
وكانت المصرية الصاعدة سارة أحمد سمير المفتتحة لميداليات ريو بالنسبة للبعثة المصرية، بعدما حققت الميدالية البرونزية في منافسات حمل الأثقال للسيدات في وزن 69 كغم، وقدمت سارة أداء مميزا وحققت رقما بمجموع 255 وبفارق 6 كغم عن الصينية شيانغ يانمي صاحبة الميدالية الذهبية وأربعة عن الكازاخية شازيرا شاباركول الحاصلة على الفضية.
وبعدها جاء دور الرباع محمد إيهاب، الذي وعد بتحقيق ميدالية أولمبية وأوفى، ليحصد برونزية وزن 77 كغم، ويحتل المركز الثالث خلف الكازاخي نجاد راحيموف والصيني ليو جيانجون اللذين حققا مجموع 379 إلا أن الميدالية الذهبية ذهبت للأول بفضل فارق الوزن.
أما الميدالية الأخيرة فكانت من نصيب لاعبة التايكواندو هداية ملاك، وحسمت ميدالية برونزية، وذلك بعد أن فازت بمباراة المركز الثالث في مسابقات وزن 57 كغم، بتخطي البلجيكية من أصل إيراني راحلة عثماني بعد مباراة وصلت إلى النقطة الذهبية.
تونس
وسارت تونس على خطى مصر واكتفت بثلاث برونزيات في منافسات المبارزة والمصارعة والتايكواندو، بينما كان أداء رياضيي الألعاب الجماعية خافتا، واكتفوا بالتواجد في الأدوار الأولى من المسابقات التي شاركوا فيها.
وكانت الميدالية الأولى لتونس من نصيب المبارزة إيناس بوبكري، التي خاضت مباراة البرونز
وهي مصابة، لتنجح في الفوز على الروسية أيدا شاناييفا، وتعرضت بوبكري لإصابة أسفل الظهر خلال منافسات الدور نصف النهائي أمام الإيطالية إليزا دي فرانشيسكا، ولكنها واصلت لتلامس المجد بميدالية أولمبية.
أما الميدالية الثالثة فحصدها لاعب التايكواندو الصاعد أسامة الوسلاتي في وزن 80 كغم. ولم يوفق الوسلاتي في التأهل للنهائي بعد خسارته بشكل مفاجئ أمام الإيفواري شيخ صلاح سيسيه 7-6. وفي منافسات الميدالية البرونزية نجح اللاعب التونسي في الفوز على الأميركي المخضرم ستيفن لوبيز.
المغرب والإمارات
وحصدت كل من المغرب والإمارات برونزية وحيدة في المنافسات لكل منهما، وكانت الأولى من نصيب الملاكم المغربي محمد الربيعي، وذلك بعد خسارته في نصف النهائي أمام الأوزبكي شاخرام غياسوف، في منافسات وزن الملاكمة الأولمبية وزن 69 كلغ، وكانت التوقعات تشير إلى إمكانية حصولة على ما هو أكثر من البرونز. أما ميدالية الإمارات فحصدها سيرجيو توما، في منافسات الجودو لوزن أقل من 81 كغم، لتكون الميدالية الثانية في تاريخ البلاد. وفاز سيرجيو في مباراة المركزين الثالث والرابع على الإيطالي ماتيو ماركونتشيني.
الكويت والبحرين
بالرغم من استبعادها من المنافسات إلا أن الكويت كانت حاضرة بنجوم "تحت الراية الأولمبية"، بعدما حقق فهيد الديحاني الميدالية الذهبية في منافسات الرماية "دابل تراب"، بينما حقق عبد الله الطرقي برونزية منافسات السكيت، ولكن لسوء الحظ لن يتم احتساب الميداليتين للبلاد بسبب إيقاف اللجنة الأولمبية الدولية، على خلفية التدخلات السياسية في الرياضة.
أما البحرين فحققت ميداليتين ذهبية وفضية عن طريق روث جيبيت التي دخلت التاريخ بأول ذهبية للبلاد في سباق 3000 متر، وأونيس كيروا التي حققت الميدالية الفضية في منافسات الماراثون.