وقالت الوزارة في بيان إن "وزير التعليم العالي، حسين الشهرستاني، صادق على توصية لجنة التحقيق التي ثبت لديها استغلال الأكاديمي المشار إليه، لموقعه في الكلية وابتزاز بعض الطالبات طلباً لأمور غير أخلاقية".
وأشار البيان إلى أن "قرار العزل يستند إلى أدلة وشهود تم الاستماع إلى إفاداتهم من لجنة التحقيق المشكلة لهذا الغرض"، لافتاً إلى أن" كلية اللغات أحالت إحدى طالباتها إلى لجنة انضباط الطلاب، وتم اتخاذ قرار فصلها نهائياً على خلفية اشتراكها في القضية نفسها".
وأكد البيان، أن الوزارة "لن تتهاون مع أية ممارسة سلبية من شأنها أن تنتهك حرمة الجامعات العراقية".
من جهتها قالت إحدى طالبات جامعة بغداد، وتدعى سهى الترك، لـ"العربي الجديد، إن "قصة الأستاذ والطالبة أحدثت ضجة كبيرة في الأوساط الطلابية"، مؤكدة استغلال بعض الأساتذة مناصبهم وفرض أمور تندرج تحت جرائم التحرش الجنسي على الطالبات مقابل النجاح.
وأشارت الترك إلى أن "بعض الأساتذة يلجأون إلى أساليب قذرة مع الطالبات، حيث يقوم الأستاذ بإعطاء الطالبة في المادة التي يدرسها درجات قليلة ويطلب منها أموراً جنسية مقابل النجاح. الظاهرة موجودة في أغلب الجامعات العراقية، وبعضهم يلجأ إلى إجبار الطالبة على ما يريد مقابل النجاح".
وتؤكد أن "هناك طالبات تركن الدراسة بسبب هكذا أمور، حيث يجبر الأستاذ الطالبة على الرسوب أو الخضوع لتحرشه بها جنسياً. أحياناً عن طريق لمس جسد الطالبات داخل الغرف المخصصة للأساتذة في الكليات، أو الحصول على مواعيد شخصية خارج أوقات الدوام الرسمي. بحيث تكون الطالبة لقمة سائغة وسهلة".
وتشير الطالبة إلى أن "هناك عشرات الأساتذة على شاكلة الأستاذ المعزول من وزارة التعليم العالي، وفي جميع الكليات يوجد أساتذة يستغلون مناصبهم من خلال إجبار بعض الطالبات، على مراجعتهم من خلال إعطاء درجات ضعيفة، وبهذا تكون الطالبة راسبة وبحاجة إلى درجات للنجاح ليستغل هذا الوضع لاستغلالها جنسياً، أو دفع رشى".
من جانبه، يقول عضو رابطة الأساتذة الجامعيين، عمر الجبوري، إن "إعلان وزارة التعليم العالي عزلها أستاذاً جامعياً لممارسته غير الأخلاقية مع الطالبة، يعتبر أمراً شائعاً في الجامعات العراقية، ولكن يجب وضع تعليمات من الوزارة بهذا الصدد، وهناك في المقابل طالبات يتحرشن بالأستاذ الجامعي، لتحقيق غايات جنسية أو بحثاً عن درجات مميزة".
وتابع الجبوري، "الانفتاح الحاصل في العلاقات الاجتماعية والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ساهمت كلها بشكل كبير في إيجاد حالة من الانحلال الخلقي في المجتمع العراقي". مطالباً وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بوضع لجان رقابية تقوم بفرض عقوبات صارمة على الأستاذ أو الطالبة أو الطالب في حال ثبت بالدليل وجود تحرشات جنسية أو استغلال في منح الدرجات لإنجاح أو رسوب الطلاب.
يذكر، أن الجامعات العراقية تفرض إجراءات مشددة على أساتذتها وطلابها، من حيث الالتزام بالتعليمات الخاصة بالاختلاط أو تلك التي تخص الدرجات، وتسعى إلى فصل الذكور عن الإناث وتأنيث الكوادر التعليمية الخاصة بكليات الفتيات، وتذكيرها في كليات الذكور، لكن لم يطبق الفصل حتى اليوم.