شنت الناشطة السياسية المصرية دعاء خليفة، وهي أحد مؤسسي حركة "تمرد" الداعية لتظاهرات 30 يونيو/ حزيران 2013 ضد الرئيس الراحل محمد مرسي، والمنسق العام للحملة الرسمية لترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي في محافظة الدقهلية، هجوماً حاداً على مدير مكتب رئيس جهاز المخابرات العامة، العقيد أحمد شعبان، متهمة ما يُعرف بـ"تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" بتدمير الحياة السياسية في مصر، على غرار ما حدث في ملف الإعلام.
ونشرت خليفة مقطع فيديو على صفحتها عبر موقع "فيسبوك"، الأربعاء، يظهر محادثة سابقة بينها وبين شعبان، معلقة: "القناة الأولى تقول عني إني امرأة سيئة السمعة... طيب يا سيادة المقدم (العقيد) أحمد شعبان، يا مسؤول الإعلام في مصر، ومسؤول الملف السياسي، وملف الشباب... مش أنا (ست الكل) التي كنت تستشيرها في كل كبيرة وصغيرة، ولما كنت بقولك غلط كنت بتقلب علي... وشوية وترجع تقولي كان معاكي حق؟!".
وأضافت خليفة: "طيب مش أنا اللي كنت بتوسط عشان تصالحك على الإعلاميين اللي قعدتهم في البيت... مش كنت عايزني في منصب نائب محافظ، وامسك أمين حزب مستقبل وطن في الدقهلية، وحاجات كتير ورفضت... عموماً أنا بقالي كتير بشتكي منك للرئيس (السيسي)، وكونك تقول عني كده في تلفزيون بلدي، فهذا يؤكد كلامي عنك في إنك مستهدفني، وبتشوه أي حد شريف، وكده الرئيس ماحمنيش منك... حالاً هأنزل كل كلامك لي على (واتسآب)، ويالا منتظرة القضية المُلفقة، وقرار حبسي!".
وقالت خليفة في تدوينة أخرى عن إحدى عضوات تنسيقية شباب الأحزاب: "الست دي بتتلمع بقالها 4 سنين، وحالياً هي الوحيدة اللي بتظهر في كل الفضائيات تقريباً... وكل المعدين عارفين مين موصي عليها بنفسه (في إشارة إلى شعبان)، وغير إنها بتكتب في أغلب المواقع... وسألني عليها كثير من الصحافيين الكبار، وقالوا لي كلام أكثر... وفي مؤتمر الشباب الماضي واجهتها بكل ما يُقال عنها، وسألتها هو أنتي ليه بتتدعي أنك شغالة مع الدولة... قالت لي بكل برود لأني فعلاً شغالة مع (....)، وذكرت الاسم".
وتابعت: "الكارثة إنها قالت لي إنها بتجهز نفسها لأن تكون مرشحة على قائمة مجلس النواب المقبل، ولو حد عنده الجرأة يطلع يرد، ويقول لنا جت منين، وإيه تاريخها، وتبع مين... لو ما فيش إجابة اسألوا المذيع محمد الباز، وكلهم عارفين الكارثة".
وفي تدوينة ثالثة، قالت خليفة: "أقصر طريق لتصحيح الخطأ هو الاعتراف به، وبما أنك مصمم على أن الخطأ صواب، برغم أن كل النتائج بتثبت أنه خطأ... فوجب علي، وعلى كل من حضر أو علم بالخطأ أن يتحدث... ما يفعله الكيان المصنوع المسمى بـ(تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين) سيدمر الحياة السياسية في مصر، زي ما حصل في الإعلام... كلامي ده مش وجهة نظر، لأني حاضرة التجهيز لهذا الكيان منذ عام 2017، ورفضت الانضمام له، وهاقول أسبابي كاملة".
وأوضحت بقولها: "الحمد لله أنا كنت صح، ولازم الرئيس يعرف كل شيء بيحصل في مصر... في كلمتين مهمين هأقولهم لحد بكرة، وأفوق، وهأقول الكثير... أنا لا ماسكة منصب، ولا عمري كنت في منصب، ولا عمري قلت إني أعرف مسؤول كبير... اللي بيعرفوا، وبيتفاخروا، اللي شغالين مع مسؤولين كبار، وبيظهروا يومياً في الفضائيات، وأخبارهم ليل ونهار على كل المواقع... وأستطيع كتابة أسمائهم اسماً اسماً، ولهم مناصب، ومعمولهم مواقع ومراكز لحقوق الإنسان، وغيره!".
وقالت خليفة: "أنا بدفع ضريبة إني كنت بأيد تمرد والسيسي، واستهدافي من أحد المسؤولين، ودي حقيقة، لأن فاض بي، واشتكيت لناس كثيرة جداً، وماحدش عملي حاجة... بل بتهدد بتلفيق قضية، وقبل كده تم التشهير بي على موقعين... وماكنتش بكتب عشان خاطر الرئيس، ودائماً كنت بسكت، وأقول مصلحة البلد أولاً... لكن اللي خلاني اكتب هو أن الاستهداف وصل لحياتي، وحياة أولادي، مع إصابتي بفيروس كورونا، ومابقاش نافع السكوت".
وزادت: "صعب جداً يا ريس بعد كل اللي عملته لبلدي يحصل لي كده، ولما الاستهداف ييجي من حد ظالم، ومفتري، وبيستقوى على امرأة، فده مشكلة ماتصحش في عهدك يا رئيس مصر... احتواء الأزمات في مهدها بينهيها، لكن الإصرار على تكرار الاضطهاد، والظلم، بيفقد أي إنسان قدرته على الصبر والتحمل".
ووجهت خليفة حديثها لشعبان، قائلة: "يا أحمد بيه، الإعلاميين اللي أنت شاريهم بالمناصب، وبيتأمروا بأمرك على (واتسآب)، واللي منعتهم حتى يسألوا علي، لانك غضبان علي جداً... وبالتالي ماحدش فيهم يجرؤ يكلمني، ولا حتى يدعيلي... حتى في الجرنال اللي أنا بشتغل فيه، واللي هو بتاع رئيسك المباشر، وماقدروش يكتبوا لي حتى دعوة بالشفاء".
وأضافت: "والله أنا ما زعلانة منهم، لأن اللي يوافق على ظلم أحد، هايذوق الظلم أضعاف في يوم ما... والحمد لله أنا عرفت مين فيهم الجبان اللي كان بيتصل، ويسأل عني... بس خاف يكتب لتشوف، وتتصل به، وتسب له الدين والملة زى عادتك، وبين اللي خاف أصلاً يتصل يسأل عني أو يكتب... لأنه عارف أنت غضبك شكله إيه، وهتعمل فيه إيه!"، على حد قولها.
وختمت خليفة: "أنا لسه عندي كتير أوي، وهأحكي الحقيقة كاملة، وهأقول كتير أوي، بس ادعوا لي استرد صحتى... مع إني عارفة أنك يا هاتحبسني، ياما هاتشوهني تاني في المواقع، زي ما عملتها كتير قبل كده.. يا اطلع على اتصال بأيمن نور، والإخوان... ودي النكتة بعينها بقى، ولو اتكررت هاطلع كلامك لي من شهرين عن مجلس الشيوخ!".
من جهتها، نفت "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" حديث خليفة عن رفضها الانضمام للتنسيقية، قائلة في بيان، مساء اليوم: "هذا الكلام عار من الصحة، والتنسيقية منذ تأسيسها في مطلع عام 2018، أخذت على عاتقها أن تكون حجر الزاوية في تنمية الحياة السياسية... وأن تكون منصة تجمع كل الأطياف والأيدلوجيات في حوار وعمل جاد هدفه البناء، وتقديم السياسة بمفهوم جديد، يحقق أحلام جيل من الشباب في دولة مدنية حديثة"، حسب زعمها.
وأضافت: "كانت وما زالت التنسيقية تتأنى، وتتوخى الحذر في عضويتها، حفاظاً على أهدافها، ومبادئها، وقد بدأت بعضوية 25 حزباً من الشباب السياسي الفاعلين... فهى لم تبحث عن عدد قدر ما بحثت عن مضمون يحقق هدفها في تنمية الحياة السياسية، ووضعت ضوابط صارمة للانضمام إليها سواء من الأحزاب أو السياسيين... ومن أهم شروطها أن لا يتجاوز عمر المتقدم 40 عاماً، وأن يكون حسن السمعة، ويقدم ورقة سياسات... وهذه شروط موضوعة على جميع صفحاتها، وضمن استمارة تسجيل عضويتها".
وأفادت بأن "خليفة سبق وتقدمت بطلب الانضمام للتنسيقية، لكن تم رفض طلبها لمخالفتها شروط الانضمام، وأهمها شرط العمر لأنها تخطت 40 عاماً، بالإضافة إلى شرط حسن السمعة، فلقد سبق فصلها من حركة تمرد بسبب خلافات مالية وأخلاقية، وأمور ننأى بأنفسنا عنها"، معتبرة أن "محاولات الهجوم، والنيل من التنسيقية الغرض منها عرقلة مسيرة النجاح والتقدم الذي يتحقق يوماً بعد يوم... وهذا الهجوم لم ولن يثنينا عن المضى قدماً نحو تحقيق ما تعاهدنا عليه من أجل رفعة الوطن وتقدمه!".
وشعبان هو ضابط جيش خدم بجهاز المخابرات الحربية في السابق، قبل أن ينتقل إلى مؤسسة الرئاسة مع وصول السيسي إلى سدة الحكم في عام 2014، إذ ارتبط برئيسه المباشر اللواء عباس كامل، بداية من العمل في المخابرات الحربية، ثم مكتب وزير الدفاع، حين كان يشغل الرئيس الحالي هذا المنصب في عهد مرسي، مروراً بالعمل في مؤسسة الرئاسة، وأخيراً لتأدية مهمة السيطرة على ملف الإعلام.
وبات شعبان حلقة الوصل الرئيسية في التواصل بين كامل، وبين "الأذرع الإعلامية"، فيوجه إليهم التعليمات، ويتابع أداء عملهم اليومي، ليقدم لرئيسه تقريراً يومياً بذلك. وعلى مدار نحو عام، كان شعبان يكتب مقالاً يومياً في صحيفة "اليوم السابع" المملوكة للمخابرات، تحت اسم مستعار هو "ابن الدولة"، حيث كان يحرص كافة العاملين بالحقل الإعلامي لمتابعته كل صباح لمعرفة خطوط التحرك اليومي، كي لا يتجاوزها أي منهم.
وحرص شعبان على التواصل يومياً مع كبار الصحافيين، ورؤساء التحرير، ومقدمي البرامج، عبر غروبات مغلقة على تطبيق "واتساب" لنقل التكليفات اليومية لهم. وتمكن شعبان، ومن فوقه كامل، من السيطرة على ملف الإعلام، وأخذ في إعادة تشكيله، وصناعة جيل جديد من الإعلاميين والصحافيين الذين يدينون بالولاء لمنظومة الحكم الجديدة، بعدما كون ما يُعرف بمجموعة شباب الإعلاميين، وهو تشكيل يضم عدداً من المذيعين والصحافيين، والكتاب الشباب، لنقل رسائل السيسي، وتوجيهاته، عبر وسائل الإعلام.
ولم يكن شعبان قد انتهى من تكوين مجموعة شباب الإعلاميين حتى أسند له رئيسه المباشر، مسؤولية الإشراف على تكوين تجمع شبابي جديد يكون مصنوعاً على أعين النظام، لضمان ولائه، فتم إطلاق مشروع "شباب البرنامج الرئاسي"، ثم عقد مؤتمرات الشباب الدورية التي تتم برعاية السيسي شخصياً. وهم الشباب الذين يتم زرعهم في الوزارات والمؤسسات الحكومية المختلفة، بعد اجتيازهم مجموعة من الدورات، من أجل صناعة جيل جديد من الكوادر الوسيطة التي تدين بالولاء المطلق للسيسي.