لن يُنقذك أحد. لا بد أن تكون قد قرأت هذه الكلمات. وأكثر، لا بد أنّك عرفتها منذ زمن بعيد، حين كانت الأمهات ينقلن خبرتهنّ في الحياة، كما يسمينها، إلى أطفالهن. أحدٌ لن ينقذك. أنتَ وحدك. لكنك تنتظر أمراً ما. ربّما منقذ أو أي حدث مهما يكن. تلك الأحداث التي نظنّ أنّها تصنع فرقاً في حياتنا. ونعيش من أجل هذه الأحداث.
أحدٌ لن يأتي لإنقاذك. ربّما يأتي إليك فقط. يقصدك ويتبادل معك حديثاً عابراً أو ثقيلاً. لا فرق. يصل محمّلاً بهموم وتفاصيل. وأنتَ، منذ ولدت، تنظر إلى وجهك في المرآة صباح كلّ يوم، وتسأله عن حياةٍ، عن لحظات تتشابك في رأسك، وعن مشاعر لم تفهمها يوماً، وعن كلماتٍ جعلتك في عداد المفقودين. أنتَ صرتَ مفقوداً في سجلات كوكب لا يسع تفاصيلك البسيطة.
فيك دفء لا يُحرق، وأحاسيس تكفي من حولك، ولطفٌ يصنع هدوءاً في محيطك، وأشياء أخرى. كلّ ما فيك هراء أنت الذي أخطأت في يومٍ بعيد حين لم تنظر إلى وجهك في المرآة، وآمنت به في أمسِهِ. وجهك كان كئيباً ولم تُصدّق ملامحه. لم تُنقذه يومها، وها أنت تحمل إثماً يكبر يوماً بعد يوم. وها أنت خارج كلّ دائرة كانت مغلقة يوماً. كلّ النقاط التي تعثر عليها لا تصنع دائرة تؤويك أو تنقذك.
لن يُنقذك أحد وستستمرّ في القفز بين النقاط ولا تثبت. وممنوع أن تعترف بذلك الحزن في داخلك. حزن لن تتمكّن من تشريحه وإن كان بديهياً إلى هذه الدرجة. أنتَ قويّ، هكذا يُخبرونك. من قال إنه عليك أن تكون ذلك القوي، وقد بتّ في حاجة إلى بكاء الهزيمة. أحدهم، بل كثيرين، صنعوا منك شخصاً بديلاً، بات يلتقيك كل يوم. وأنت من تكون بينهما، بين قديمك وجديدك. ترغب في أن تصير ضعيفاً، وتهرب منهما ومن الآخرين. الوحدة تعني ثرثرة أقلّ. جميعهم يحبّون الإكثار من كلمات لا طائل منها، ولا نهاية لها. يتكلّمون فقط.
اقــرأ أيضاً
وأنتَ مُتّهم إذا استمعت إلى موسيقى، وإذا قفزت فوق الرمال، وإذا رقصت. أنتَ مُتّهم لأنّك تسعى إلى قليل من الضوء. العيش في العتمة كالاستعداد للموتِ في قبرٍ. لا كلام في الرقص. جسدُك لن يكون مؤذياً مثل كلماتهم. ترقص وأنت حزين، وثغرك لا يبتسم إلّا في الدقائق الأخيرة. وهذا كثير عليك.
أحدٌ لن ينقذك. احزن كثيراً إلى أن تنتهي الأحزان المتجددة فيك، وإلى أن تصمت كلماتهم في رأسك. بقيت لك كلماتك القليلة الدافئة، تنشرها على أوراق سمراء. ربّما يقرأها كثيرون أو لا أحد. وربّما يُشفقون على حزنك ويسعون إلى الإحاطة بك. لكنّ أحداً لن يأتي لإنقاذك.
أحدٌ لن يأتي لإنقاذك. ربّما يأتي إليك فقط. يقصدك ويتبادل معك حديثاً عابراً أو ثقيلاً. لا فرق. يصل محمّلاً بهموم وتفاصيل. وأنتَ، منذ ولدت، تنظر إلى وجهك في المرآة صباح كلّ يوم، وتسأله عن حياةٍ، عن لحظات تتشابك في رأسك، وعن مشاعر لم تفهمها يوماً، وعن كلماتٍ جعلتك في عداد المفقودين. أنتَ صرتَ مفقوداً في سجلات كوكب لا يسع تفاصيلك البسيطة.
فيك دفء لا يُحرق، وأحاسيس تكفي من حولك، ولطفٌ يصنع هدوءاً في محيطك، وأشياء أخرى. كلّ ما فيك هراء أنت الذي أخطأت في يومٍ بعيد حين لم تنظر إلى وجهك في المرآة، وآمنت به في أمسِهِ. وجهك كان كئيباً ولم تُصدّق ملامحه. لم تُنقذه يومها، وها أنت تحمل إثماً يكبر يوماً بعد يوم. وها أنت خارج كلّ دائرة كانت مغلقة يوماً. كلّ النقاط التي تعثر عليها لا تصنع دائرة تؤويك أو تنقذك.
لن يُنقذك أحد وستستمرّ في القفز بين النقاط ولا تثبت. وممنوع أن تعترف بذلك الحزن في داخلك. حزن لن تتمكّن من تشريحه وإن كان بديهياً إلى هذه الدرجة. أنتَ قويّ، هكذا يُخبرونك. من قال إنه عليك أن تكون ذلك القوي، وقد بتّ في حاجة إلى بكاء الهزيمة. أحدهم، بل كثيرين، صنعوا منك شخصاً بديلاً، بات يلتقيك كل يوم. وأنت من تكون بينهما، بين قديمك وجديدك. ترغب في أن تصير ضعيفاً، وتهرب منهما ومن الآخرين. الوحدة تعني ثرثرة أقلّ. جميعهم يحبّون الإكثار من كلمات لا طائل منها، ولا نهاية لها. يتكلّمون فقط.
وأنتَ مُتّهم إذا استمعت إلى موسيقى، وإذا قفزت فوق الرمال، وإذا رقصت. أنتَ مُتّهم لأنّك تسعى إلى قليل من الضوء. العيش في العتمة كالاستعداد للموتِ في قبرٍ. لا كلام في الرقص. جسدُك لن يكون مؤذياً مثل كلماتهم. ترقص وأنت حزين، وثغرك لا يبتسم إلّا في الدقائق الأخيرة. وهذا كثير عليك.
أحدٌ لن ينقذك. احزن كثيراً إلى أن تنتهي الأحزان المتجددة فيك، وإلى أن تصمت كلماتهم في رأسك. بقيت لك كلماتك القليلة الدافئة، تنشرها على أوراق سمراء. ربّما يقرأها كثيرون أو لا أحد. وربّما يُشفقون على حزنك ويسعون إلى الإحاطة بك. لكنّ أحداً لن يأتي لإنقاذك.