عماد صلاح... صناعة التحف من الورق

14 مايو 2016
من أعمال عماد صلاح (العربي الجديد)
+ الخط -
رغم ما تعانيه المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان من ظروف سيّئة، إلا أنها غنيّة بالمواهب من الشباب الذين يتحدّون ظروفهم الصعبة بالإبداع والأعمال الفنيّة. عماد أحمد صلاح، شاب فلسطيني (24 عاماً) من قرية الحولة قضاء مدينة صفد الفلسطينيّة، ومقيم في مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان)، يصنع من الورق كل شيء، من التحف إلى الأدوات المنزليّة.
يقول عماد لـ"العربي الجديد": "تعلمت مهنة التدفئة المركزية في معهد "سبلين" التابع للأمم المتحدة والمختص في تعليم الشباب الفلسطينيين، وعملت بمهنتي فترة، ولكن اتجهت بعدها لصناعة التحف والهدايا من الورق والكرتون لأنها كانت هوايتي، فالتحقت بدورة قصيرة لمدة ثلاثة أيام، كي أتعلم المبادئ الأساسية لهذا الفن".
ويضيف: "شكّلتُ أنا ومجموعة من أصدقائي فريق "عمل غاية الإبداعي"، المؤلّف من خمسة أشخاص، وبدأنا العمل في صناعة التحف من الورق والكرتون منذ سنة. وهذه التحف تشمل أواني الأزهار وعلب المناديل الورقيّة وعلبا للهدايا وبراويز الصور وحتى السلاسل والعقود".
ويشير عماد أحمد صلاح، بأنَّ هذا الفن نادر، ولا يوجد في منطقتنا من يعمل به لصناعة هذه الأشياء، وهي تندرج في خانة فنون إعادة التدوير، لأنها من الأوراق المستعملة في الصحف والبوسترات الدعائية والكرتون. وهي تحتاج لوقت وجهد في العمل، لأنها تُصنع من الورق والغراء، أو من عجينة الورق، أي عجن الورق بالماء، وعندما تجف تصير مادة صلبة ليتم صناعة المزهريات بها، "ثم أقوم بتلوينها كي تتماسك أكثر، ومنها نصنع العقود الملونة، فتظهر وكأنها مصنوعة من الأصداف أو من مواد صلبة، علماً أنَّ العقد الواحد يحتاج إلى خمسة بوسترات ملونة كي تتم صناعة حبّاته".
يستخدم صلاح أوراقاً من أنواع عدّة، ولكل تحفة نوعها الورقي الخاص الذي يستخدم في صناعتها. ورق الصحف يستخدم في الأعمال المصنوعة من عجينة الورق، لأنه يمكن نقعه في الماء لتشكيل الأواني المجوّفة، ثم يتم طلاؤها بمادة ملوّنة للحماية. أما ورق البوسترات الملوّنة، فيتم استخدامها في صناعة علب المناديل الورقية والعقود، وتظهر ألوانها بشكل متناسق وخاصة أنها أسمك من ورق الصحف.
يلفت صلاح إلى أنه يعرض منتوجات الفريق في المعارض خارج المخيم، ووجد إقبالاً من قبل الزوار، بعد أن كانوا في البداية مستغربين من طريقة صناعة التحف من الورق والكرتون، لأنها تعتبر أدوات جديدة بالنسبة لهم.




المساهمون