لا يبحث الفنان عن إجابات محدّدة لمجمل الأسئلة التي يقدّم بها معرضه، إنما يتخذها ذريعة لتناول حالات إنسانية مختلفة يسعى من خلالها إلى استكشاف ماهية الفن ومغزى الأشياء في الواقع وفي اللوحة أيضاً، تتنوّع عبر خمسين عملاً معروضاً.
يشير جبر إلى أنه اختار عنوان المعرض لأن "هناك أشياء كثيرة أمر وأفكر بها، ولست وحدي في ذلك وإنما كثير منا يفعل ذلك"، والمرحلة هنا ليست مرحلة واحدة وإنما عدة مراحل تحمل ملامح اللحظة الآنية، وعلاقتها بكل ما سبق، منها ما هو شخصي وما هو فني ومنها ما هو سياسي أو ديني.
تُظهر إحدى اللوحات آثار أقدام سارت فوق جثة منهكة يطلّ منها وجه متهالك شبه متآكل رغم عدم تقدّمه في العمر، وفي لوحة ثانية تتداخل وجوه تعود إلى الحضارة المصرية القديمة مع أخرى تنتمي إلى هذا العصر مثل بالونات مليئة بالهواء.
يميل جبر إلى استحضار شخصياته في مناخات من الكوميديا السوداء تعكس حجم الاضطرابات والتناقضات التي تعيشها بفعل حيرتها والتباس معنى وجودها، حيث توضّح الفنانة وئام المصري في تقديمها المعرض بقولها "تتحول الأعمال إلي دفتر يوم يات يعتمد عليها الفنان الشاب لتسجيل تلك المواقف الحياتية في الشارع أو البيت".
تضيف "لم يشغل الفنان نفسه بموضوع واحد ليربط به كل الأعمال المقدمة للعرض وإنما كان يسلّم نفسه لا شعورياً إلى الأحداث اليومية التي تقع في محيط حياته سواء مسّته شخصياً أو تعلقت بأحد أقرانه المقربين منه ليخرج لنا المعرض كمجموعات منفصلة من الأعمال".
يُذكر أن جبر ولد عام 1999 في القاهرة، وشارك في العديد من المعارض بين عامي 2016 و2018، ومنها مسابقة الأعمال الفنية الصغيرة المقام في غاليري "إيزل آند كاميرا" وفاز بجائزتها والتي ضمّ هذا المعرض بعضاً منها.