يحتدم الجدل في بريطانيا حول السماح بعودة شاميما بيغوم، مقاتلة "داعش" أو كما يعرفها الإعلام البريطاني "عروس داعش"، منذ أن عثر عليها في مخيم للاجئين السوريين، من قبل صحيفة "ذا تايمز" الأسبوع الماضي وبعدما غادرت بلدة الباغوز، آخر معقل لداعش في البلاد.
وبيغوم طالبة مدرسة، وواحدة من الفتيات الثلاث اللواتي غادرن لندن في عام 2015 للانضمام إلى التنظيم الإرهابي. بيد أنّها اليوم تتوسل العودة إلى بريطانيا. وكانت بيغوم قد أنجبت طفلاً في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن فقدت طفلين.
طغت قضية هذه الفتاة على الإعلام البريطاني منذ أسبوع، حتى أنّها كادت أن تطغى على مسألة "بريكسيت" التي تشغل الرأي العام البريطاني خلال هذه الفترة بشكل يومي. وأجرت العديد من الهيئات الإعلامية البريطانية مقابلات مع بيغوم جاءت فيها إجاباتها لتزيد من غضب الجمهور المتابع أحياناً بدلاً من إثارة عواطفه، ويظهر ذلك بجلاء على معظم وسائل التواصل الاجتماعي.
وبينما سارعت وسائل الإعلام البريطانية إلى إجراء مقابلات مع بيغوم بالجملة، كتبت أيضاً ما يُشير إلى موقفها من عودة الشابة البريطانية، وبينها أنّ بيغوم لم تعد طفلة، وعليها أن تتحمل مسؤولية أفعالها، بينما لو كانت لا تزال طفلة، كان على المملكة المتحدة إعادتها ورعايتها. وهنا، ظهر تباين في المواقف، فبينما دعا فريق إلى إعادتها لمحاكمتها في البلاد، كصحيفة "ذا غارديان"، رفض البعض الآخر عودتها مطلقاً، كبيرس مورغان الذي كتب ذلك على "تويتر" وأثار جدلاً أيضاً، فيما عنونت "ذا صن": "لا أسف، لا ندم، لا دخول".
وقالت بيغوم لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إنّ تفجير مانشستر أرينا عام 2017، كان نوعاً من الانتقام ورداً على الهجمات التي تعرّض لها التنظيم في سورية. وقارنت الهجوم بالهجمات العسكرية على سورية. وقالت إنها كانت ستسمح لابنها الراحل بأن يصبح مقاتلاً في داعش، لكنّها تريد لطفلها الجديد أن يكون "بريطانياً" وأن تعود إلى المملكة المتحدة معه.
ولم يكن عنوان صحيفة "تايمز"، الثلاثاء، مختلفاً "العروس الجهادية شاميما بيغوم تقارن تفجير مانشستر بالضربات العسكرية على سورية"، ولفتت الصحيفة إلى أنّ ساجد جاويد، وزير الداخلية، تعهّد بعرقلة أي محاولات من قبل بيغوم للعودة إلى البلاد، على الرغم من أن الخبراء القانونيين شككوا فيما إذا كان يملك الصلاحيات اللازمة للقيام بذلك.
وقال جاويد للبرلمانيين إنهم لا يستطيعون تجاهل التهديد من 350 جهادياً قد يحاولون العودة من سورية والعراق، وأكّد مجدّدا أنه هناك "عواقب" على قرار بيغوم بالانضمام إلى تنظيم داعش.
في المقابل، جاء عنوان "ديلي ميل"، الثلاثاء، ليظهر استماتة بيغوم ومدى رغبتها في العودة إلى بريطانيا. إذ قالت إنها مستعدة للذهاب إلى السجن إن سمح لها بالعودة إلى المملكة المتحدة مع ابنها المولود حديثًا. وتابعت الصحيفة أنّه يوم الإثنين، قالت بيغوم لكوينتن سومرفيل من "بي بي سي" إنها مستعدة للسجن، ولكنّها لا تزال تحمل "تعاطفا" لتنظيم داعش.
وقال سومرفيل في تغريدة على تويتر: "اعترفت شاميما بيغوم لـ بي بي سي نيوز أنها كانت فتاة ملصق "بوستر" لتجنيد مقاتلي داعش، وتعتذر لبريطانيا للانضمام إلى داعش، هي مستعدة لمواجهة السجن إذا سمح لها بالعودة". وفي تغريدات أخرى قال: "لا تزال تتعاطف مع داعش" وأنها "على الرغم من أن عمرها لم يتجاوز 15 عامًا عندما غادرت بريطانيا... كانت تعرف ما تفعله وكانت قادرة على اتخاذ قراراتها الخاصة".
اقــرأ أيضاً
وفي مقابلة خاصة مع شبكة "سكاي نيوز"، قالت بيغوم إنه "يجب على الكثيرين أن يتعاطفوا" معها عندما أبدت رغبتها في العودة إلى المملكة المتحدة. وإنّ سلطات المملكة المتحدة ليس لديها أي دليل على أنها "تقوم بأي نشاط خطير"، في ردّها على مخاوف من أنها قد تشكل تهديداً أمنياً.
وفي المقابلة التي أجرتها مع مراسل "سكاي سيتي" جون سباركس، زعمت أنها "مجرد ربة منزل" خلال السنوات الأربع التي أمضتها في كنف "داعش" في سورية، حيث تزوجت من مقاتل هولندي يدعى ياجو رايدجك، بعد ثلاثة أسابيع من وصولها إلى البلاد في عام 2015. ولعلّ أكثر ما أثار الجدل هو قولها أنها كانت موافقة على جرائم قطع الرؤوس وعمليات الإعدام التي نفذها المتطرفون لأنها سمعت أنّه "مسموح بها من الناحية الإسلامية".
أمّا "ذا صن" فكتبت: "لا شعور بالذنب... عروس داعش، ما زالت شاميما بيغوم تؤيد اغتصاب وقتل الأيزيديات". وتابعت الصحيفة أنّ "الخبراء منقسمون حول ما إذا كان ينبغي السماح لها بالعودة، وأنّ القانون الدولي يقول إن المواطنين البريطانيين لديهم الحق في العودة إلى المملكة المتحدة. وفي حال اعتبار أنّ الشخص يشكّل تهديدًا خطيرًا على البلاد، يمكن للحكومة تجريده من جنسيته، لكن فقط إذا كان يحمل جنسية أخرى".
وزعم محامي بيغوم، تسنيم أكونجي أنّ الفتاة تعرّضت لصدمة وقارنها بجندي "أصيب بصدمة" في الحرب العالمية الأولى. كما دعا أكونجي إلى "تحقيق عاجل" في كيفية تمكن بيغوم وأطفال المدارس الآخرين من السفر إلى سورية.
من جهتها، كتبت صحيفة "ميرور" أنّه من الممكن إلقاء القبض على شاميما بيغوم 'إذا عادت إلى المملكة المتحدة، بحسب تصريح مسؤولين من شرطة العاصمة. وفي المقابل قالت بيغوم إنّها مستعدة "لإعادة التأهيل" إذا سمح لها بالعودة.
وكشفت المفوضة كريسيدا ديك أنّه من الممكن أن تواجه بيغوم، ضباط مكافحة الإرهاب في حال عودتها إلى بريطانيا.
وقالت ديك لشبكة "إل بي سي": "إذا فعلت، تحت أي ظرف من الظروف، الوصول إلى حدودنا، يمكن أن يتوقع شخص ما في ظروفها، بالطبع، أن يتم التحدث إليه، وإذا كانت هناك ضرورة مناسبة، فمن المحتمل أن يتم القبض عليها والتحقيق معها بالتأكيد"... وأكملت إن كان هناك أدلة كافية لملاحقتها، فستتم مقاضاتها.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ هناك حالياً خططا لتغيير القانون لجعل السفر إلى نقاط إرهابية معينة جريمة جنائية، لكن هذا لن ينطبق بأثر رجعي على بيغوم.
ويعتقد أن حوالي 425 من المقاتلين الجهاديين المشتبه بهم، عادوا إلى المملكة المتحدة من سورية حتى الآن.
طغت قضية هذه الفتاة على الإعلام البريطاني منذ أسبوع، حتى أنّها كادت أن تطغى على مسألة "بريكسيت" التي تشغل الرأي العام البريطاني خلال هذه الفترة بشكل يومي. وأجرت العديد من الهيئات الإعلامية البريطانية مقابلات مع بيغوم جاءت فيها إجاباتها لتزيد من غضب الجمهور المتابع أحياناً بدلاً من إثارة عواطفه، ويظهر ذلك بجلاء على معظم وسائل التواصل الاجتماعي.
وبينما سارعت وسائل الإعلام البريطانية إلى إجراء مقابلات مع بيغوم بالجملة، كتبت أيضاً ما يُشير إلى موقفها من عودة الشابة البريطانية، وبينها أنّ بيغوم لم تعد طفلة، وعليها أن تتحمل مسؤولية أفعالها، بينما لو كانت لا تزال طفلة، كان على المملكة المتحدة إعادتها ورعايتها. وهنا، ظهر تباين في المواقف، فبينما دعا فريق إلى إعادتها لمحاكمتها في البلاد، كصحيفة "ذا غارديان"، رفض البعض الآخر عودتها مطلقاً، كبيرس مورغان الذي كتب ذلك على "تويتر" وأثار جدلاً أيضاً، فيما عنونت "ذا صن": "لا أسف، لا ندم، لا دخول".
Twitter Post
|
وقالت بيغوم لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إنّ تفجير مانشستر أرينا عام 2017، كان نوعاً من الانتقام ورداً على الهجمات التي تعرّض لها التنظيم في سورية. وقارنت الهجوم بالهجمات العسكرية على سورية. وقالت إنها كانت ستسمح لابنها الراحل بأن يصبح مقاتلاً في داعش، لكنّها تريد لطفلها الجديد أن يكون "بريطانياً" وأن تعود إلى المملكة المتحدة معه.
ولم يكن عنوان صحيفة "تايمز"، الثلاثاء، مختلفاً "العروس الجهادية شاميما بيغوم تقارن تفجير مانشستر بالضربات العسكرية على سورية"، ولفتت الصحيفة إلى أنّ ساجد جاويد، وزير الداخلية، تعهّد بعرقلة أي محاولات من قبل بيغوم للعودة إلى البلاد، على الرغم من أن الخبراء القانونيين شككوا فيما إذا كان يملك الصلاحيات اللازمة للقيام بذلك.
وقال جاويد للبرلمانيين إنهم لا يستطيعون تجاهل التهديد من 350 جهادياً قد يحاولون العودة من سورية والعراق، وأكّد مجدّدا أنه هناك "عواقب" على قرار بيغوم بالانضمام إلى تنظيم داعش.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
في المقابل، جاء عنوان "ديلي ميل"، الثلاثاء، ليظهر استماتة بيغوم ومدى رغبتها في العودة إلى بريطانيا. إذ قالت إنها مستعدة للذهاب إلى السجن إن سمح لها بالعودة إلى المملكة المتحدة مع ابنها المولود حديثًا. وتابعت الصحيفة أنّه يوم الإثنين، قالت بيغوم لكوينتن سومرفيل من "بي بي سي" إنها مستعدة للسجن، ولكنّها لا تزال تحمل "تعاطفا" لتنظيم داعش.
وقال سومرفيل في تغريدة على تويتر: "اعترفت شاميما بيغوم لـ بي بي سي نيوز أنها كانت فتاة ملصق "بوستر" لتجنيد مقاتلي داعش، وتعتذر لبريطانيا للانضمام إلى داعش، هي مستعدة لمواجهة السجن إذا سمح لها بالعودة". وفي تغريدات أخرى قال: "لا تزال تتعاطف مع داعش" وأنها "على الرغم من أن عمرها لم يتجاوز 15 عامًا عندما غادرت بريطانيا... كانت تعرف ما تفعله وكانت قادرة على اتخاذ قراراتها الخاصة".
وفي مقابلة خاصة مع شبكة "سكاي نيوز"، قالت بيغوم إنه "يجب على الكثيرين أن يتعاطفوا" معها عندما أبدت رغبتها في العودة إلى المملكة المتحدة. وإنّ سلطات المملكة المتحدة ليس لديها أي دليل على أنها "تقوم بأي نشاط خطير"، في ردّها على مخاوف من أنها قد تشكل تهديداً أمنياً.
وفي المقابلة التي أجرتها مع مراسل "سكاي سيتي" جون سباركس، زعمت أنها "مجرد ربة منزل" خلال السنوات الأربع التي أمضتها في كنف "داعش" في سورية، حيث تزوجت من مقاتل هولندي يدعى ياجو رايدجك، بعد ثلاثة أسابيع من وصولها إلى البلاد في عام 2015. ولعلّ أكثر ما أثار الجدل هو قولها أنها كانت موافقة على جرائم قطع الرؤوس وعمليات الإعدام التي نفذها المتطرفون لأنها سمعت أنّه "مسموح بها من الناحية الإسلامية".
Twitter Post
|
أمّا "ذا صن" فكتبت: "لا شعور بالذنب... عروس داعش، ما زالت شاميما بيغوم تؤيد اغتصاب وقتل الأيزيديات". وتابعت الصحيفة أنّ "الخبراء منقسمون حول ما إذا كان ينبغي السماح لها بالعودة، وأنّ القانون الدولي يقول إن المواطنين البريطانيين لديهم الحق في العودة إلى المملكة المتحدة. وفي حال اعتبار أنّ الشخص يشكّل تهديدًا خطيرًا على البلاد، يمكن للحكومة تجريده من جنسيته، لكن فقط إذا كان يحمل جنسية أخرى".
وزعم محامي بيغوم، تسنيم أكونجي أنّ الفتاة تعرّضت لصدمة وقارنها بجندي "أصيب بصدمة" في الحرب العالمية الأولى. كما دعا أكونجي إلى "تحقيق عاجل" في كيفية تمكن بيغوم وأطفال المدارس الآخرين من السفر إلى سورية.
من جهتها، كتبت صحيفة "ميرور" أنّه من الممكن إلقاء القبض على شاميما بيغوم 'إذا عادت إلى المملكة المتحدة، بحسب تصريح مسؤولين من شرطة العاصمة. وفي المقابل قالت بيغوم إنّها مستعدة "لإعادة التأهيل" إذا سمح لها بالعودة.
وكشفت المفوضة كريسيدا ديك أنّه من الممكن أن تواجه بيغوم، ضباط مكافحة الإرهاب في حال عودتها إلى بريطانيا.
وقالت ديك لشبكة "إل بي سي": "إذا فعلت، تحت أي ظرف من الظروف، الوصول إلى حدودنا، يمكن أن يتوقع شخص ما في ظروفها، بالطبع، أن يتم التحدث إليه، وإذا كانت هناك ضرورة مناسبة، فمن المحتمل أن يتم القبض عليها والتحقيق معها بالتأكيد"... وأكملت إن كان هناك أدلة كافية لملاحقتها، فستتم مقاضاتها.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ هناك حالياً خططا لتغيير القانون لجعل السفر إلى نقاط إرهابية معينة جريمة جنائية، لكن هذا لن ينطبق بأثر رجعي على بيغوم.
ويعتقد أن حوالي 425 من المقاتلين الجهاديين المشتبه بهم، عادوا إلى المملكة المتحدة من سورية حتى الآن.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|