كشفت مصادر تركية، اليوم الأربعاء، أن نحو 210 سوريين عادوا إلى المناطق المحررة في شمال غرب سورية، ضمن برنامج العودة الطوعية الذي تنظمه بلدية إسنيورت التركية، والذي يتطلب تقديم طلب للبلدية قبل أن يتم تجميع الأشخاص الراغبين في العودة، ونقلهم عبر حافلات مجانية من أمام البلدية إلى معبر كلس الحدودي.
وقال صاحب شركة خدمات، السوري تمام الحاج، لـ"العربي الجديد"، إن بعض السوريين باتوا يفضلون المجازفة بالعودة بعد حملات ملاحقة المخالفين، وأوضح أن "دوريات البوليس في باسنيورت على المخالفين أو من لا يحملون بطاقة الحماية المؤقتة (كيملك) متواصلة، ويتم احتجاز المخالفين في مركز حجز بالقسم الآسيوي لمدينة إسطنبول، ومنهم من يتم ترحيلهم إلى الداخل السوري إن كانوا متهمين بجرائم، ومنهم يذهبون إلى ولايات أخرى ليحصلوا على (كيملك)".
وأكدت مصادر تركية أن عدد السوريين المسجلين في اسنيورت لا يتجاوز 50 ألف شخص، في حين يوجد أكثر من 150 ألفاً آخرين مخالفين، وأرجعت المصادر الأسباب إلى تشجيع رئيس البلدية السابق من حزب العدالة والتنمية السوريين عبر افتتاح مدرسة للسوريين سعتها ألفا طالب في عام 2016، وتجاهل البلدية التدقيق على دخول السوريين، أو طلب أية وثائق خلال منحهم بطاقة الحماية المؤقتة، في حين يفعل رئيس البلدية الجديد من حزب الشعب المعارض عكس ذلك.
وناقش رئيس بلدية أسنيورت، كمال دنيز بوزكورت، مع رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، أمس الثلاثاء، المشكلات الديمغرافية وقضية اللاجئين، وقال أوغلو عقب اللقاء إن "شخصًا واحدًا من بين كل 15 شخصًا في إسطنبول يعيش في إسنيورت، وأنا شخصيا أعيش في منطقة مجاورة، وأعرف هذا الهيكل الحضري منذ 30 عامًا تقريبًا. نأمل في زيادة جودة حياة الناس، وزيادة شوارعهم وحدائقهم ومؤسساتهم التعليمية".
ويحاول ممثلو السوريين في إسطنبول التخفيف من حدة موجة الكراهية التي تبثها بعض الأحزاب التركية المعارضة للتخفيف من معاناة السوريين بعد موجة الملاحقة المستمرة منذ نحو شهرين، والتقى ممثلون عن السوريين أمس بمسؤولين أتراك، فيما يسمى "اللجنة السورية التركية" المعنية بمتابعة أوضاع اللاجئين.
وأكد المجتمعون قرارات منح "كيملك إسطنبول" لأصحاب الأعمال والمشاريع الحاصلين على تراخيص عمل قبل أكثر من 3 أشهر، بالإضافة إلى طلاب الجامعات، والحالات الإنسانية كالأيتام والأرامل، إلى جانب العوائل التي لدى أبنائها قيود مدرسية في ولاية إسطنبول.
وقال مدير دائرة الهجرة في مدينة إسطنبول، رجب باتو، إن التعامل مع أصحاب تلك الحالات سيتم حسب الأولوية، مشيراً إلى أنه بدأ العمل بشأن طلاب المدارس، وتم إنهاء تجهيزات افتتاح مركزين لاستقبال المراجعين من السوريين، أحدهما يقع في إسنيورت، ويستقبل المراجعين حتى الساعة 11 مساء، بما فيها أيام العطلة، أما المركز الثاني فيقع في منطقة "إسنلر".
وكشف باتو أنه تم تسجيل 15 ألف لاجئ سوري في المدن المتاح التسجيل فيها، مشدداً على ضرورة التعاون مع جميع الهيئات لمراجعة حجم العمل الكبير المطلوب، ودعا في الوقت ذاته إلى رفع مستوى التنسيق لحل كافة المشكلات التي يعاني منها اللاجئون السوريون في تركيا.
وفي سياق متصل، أكد نائب مدير إدارة الهجرة التركية، محمد سنان يلدز، اليوم، أن "عدد السوريين المقيمين داخل الأراضي التركي بموجب قانون الحماية المؤقتة تجاوز 3.6 ملايين شخص"، وكشف يلدز أن "تركيا تستضيف أعداداً كبيرة من الأجانب من مختلف الجنسيات، كالعراق وأفغانستان وباكستان ودول آسيا الوسطى، وأن السوريين يشكلون النسبة الكبرى من بينهم".