عاودت الجثث مجهولة الهوية الظهور مجددا في شوارع العاصمة العراقية بغداد، فضلا عن عمليات مهاجمة المنازل في وضح النهار واتساع عمليات الاختطاف؛ الأمر الذي أثار مخاوف أهالي العاصمة من تكرار سيناريو الفتنة الطائفية بين 2006 و2007.
وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية في حديث لـ "العربي الجديد" إن قوات الأمن عثرت خلال الأيام الخمسة الماضية على 63 جثة، بينها 32 جثة خلال يوم واحد ألقيت في مناطق متفرقة من بغداد، موضحا أن من بين الضحايا نساء وغالبيتهم من النازحين.
وأكد أن جميع هذه الجثث كانت عليها آثار طلقات نارية في أجزاء متفرقة من الجسد ومعظمها في الرأس والصدر، مضيفا في الوقت نفسه أن القوات الأمنية نقلت الجثث إلى دائرة الطب العدلي للتعرف إلى هويات أصحابها تمهيداً لتسليمها لذويهم.
ويشهد العراق تدهورا أمنيا ملحوظا بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، على مساحات واسعة من البلاد وفتوى الجهاد التي أطلقها رجل الدين علي السيستاني، التي تسببت بخلق عشرات المليشيات المسلحة ذات بعد طائفي واضح.
من جهته، كشف عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، علي جاسم سرهيد، في حديث خاص لـ "العربي الجديد" وجود معلومات استخبارية تؤكد تزايد حالات القتل والجثث امجهولة الهوية في العاصمة بغداد، مشيرا إلى أن أغلب الجثث تعود لفئة الشباب وقتلت من قبل "جهات منظمة" دون الإشارة إلى تلك الجهات.
اقرأ أيضاً:انتشار "داعش" واستراتيجيته في العراق: 41% بيد التنظيم
وأضاف سرهيد أن القوات الأمنية تعمل على ضبط الوضع، ومكافحة الجهات التي تقف وراء هذه الجرائم.
وفي سياق متصل، وصف ائتلاف الوطنية، الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، عمليات القتل التي تشهدها بغداد خلال الأيام القليلة الماضية بالمفتعلة لإخراج نازحي محافظة الأنبار، بعد تحمليهم مسؤولية التفجيرات الأخيرة التي ضربت بغداد، وإرجاعهم إلى تنظيم "داعش"، خصوصا مع تأزم الوضع الأمني هناك.
وأشارت الناطقة باسم ائتلاف الوطنية ميسون الدملوجي لـ "العربي الجديد" بكون انتشار جثث مجهولة الهوية في بغداد يدل على أن هناك دوافع أخرى غير القتل، مثل تضييق الخناق على نازحي محافظة الأنبار في بغداد لإجبارهم على العودة إلى منازلهم، على الرغم من انهيار الوضع الأمني في الأنبار، مضيفة أن لافتات السود سادت بعض مناطق بغداد لأبرياء ذهبوا لا لذنب يذكر سوى أنهم ينتمون إلى هذه الطائفة أو تلك.
إلى ذلك ذكر مركز بغداد لحقوق الإنسان في بيان له إن عناصر مسلحة تنتمي لمليشيات متنفذة، هددت من جديد وبشكل علني نازحي الأنبار بمغادرة العاصمة بغداد خلال 72 ساعة، مضيفة أن مليشيات أخرى قامت بطرد العديد، وهددت من تبقى بالقتل إذا لم يخرجوا من العاصمة.
في المقابل، حمل عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب عن محافظة الأنبار، محمد الكربولي، في حديث لـ "العربي الجديد" قيادة شرطة بغداد مسؤولية ما يتعرض له نازحو الأنبار من عمليات خطف وقتل وتغييب ممنهج وبوتيرة يومية متصاعدة، مؤكدا أن ما يتعرض له النازحون من استهداف لا يمكن السكوت عنه، وطالب بتشكيل لجنة مشتركة لوضع خطة أمنية تحفظ أمن وحياة وكرامة النازحين.
اقرأ أيضاً:غياب طيران التحالف يمكّن "داعش" من مصفاة بيجي