يأتي عيد الفطر على الفلسطينيين هذا العام والحال غير الحال، فلا توجد مظاهر في الشوارع تشير إلى اقتراب حضوره، لا كعكَ عيد أعِدَّ في المنازل، ولا ملابس جديدة ولا ألعاب أطفال أو حفلات أو رحلات، فالحزن والركود يكسوان الأسواق التجارية، ومقاومة العدوان الاسرائيلي هي الشغل الشاغل للجميع.
ورغم امتلاء أسواق الضفة الغربية التجارية، بالبضائع ومنها الحلويات والملابس الجديدة، والفواكه بأنواعها، إلا أن معظم المواطنين يمرون من الأسواق دون شراء أي من هذه البضائع، ويكتفون بالسلع الضرورية.
ولم يكن الوضع الحالي جيداً بالنسبة للتجار الذين ينتظرون هذه المواسم، لتحسين المبيعات، لكنهم أبدوا خلال لقاءات متفرقة مع مراسل "العربي الجديد" تضامنهم مع غزة.
ويقول أحد التجار: "عندما يتعلق الأمر بغزة والمقاومة، علينا أن نصمت".
الحال نفسه ينطبق على الفنادق في الضفة الغربية، التي تراجعت نسبة حجوزاتها بنسبة 60 في المئة عما كانت عليه خلال عيد الفطر للسنة الفائتة، حيث لا سياح من فلسطينيي الداخل، ولا سياح من مدن الضفة المختلفة الراغبين بقضاء العيد في مدن أخرى غير تلك التي يعيشون فيها.
يقول المدير العام لأحد أكبر الفنادق في فلسطين، طلب عدم ذكر اسمه، إن حجوزاته انخفضت بنسبة 75 في المئة عما كانت عليه خلال مواسم الأعياد الماضية، بسبب عدم رغبة الناس بتغيير الجو، تضامناً مع غزة، "كما أننا آثرنا عدم تنظيم أية حفلات خلال أيام العيد".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم التاسع عشر على التوالي، مخلفاً 900 شهيد، و5850 جريحاً، حتى صباح اليوم السبت، عدا تدمير أكثر من 1500 منزل كلياً.
أما مكاتب السياحة، فلم يكن حالها أفضل من القطاعات السابقة، إذ يقول نائب نقيب أصحاب محال السياحة ووكلاء السفر، خليل الكرد، لـ"العربي الجديد": "إن تراجعاً بنسبة 80 في المئة طرأت على الرحلات السياحية الداخلية والخارجية، خلال أيام العيد".
يذكر أن فعاليات شعبية ووطنية دعت الفلسطينيين إلى أداء صلاة العيد، بعدها يجري التوجه في مسيرات إلى مقابر الشهداء في كل مدينة، يتبعها الانطلاق نحو نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي نصرة لغزة وما يجري فيها.