عين المبعدين من الضفة والقدس على الهبّة الجماهيرية

يشير المغربي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الانتفاضة الحالية تحظي باهتمام كبير على صعيد الأسرى المحررين المبعدين للقطاع في ظل عدم قدرتنا على الوصول إلى المدن والقرى التي أمضينا فيها سنوات طويلة حيث الملاحقة المستمرة من قبل الاحتلال لعائلات الأسرى المبعدين". ويلفت المغربي إلى أنّ "انتفاضة الشعب الفلسطيني الحالية في الضفة الغربية والقدس المحتلة تتميز عن سابقها بالمشاركة الشبابية الواسعة، وعدم وجود أي لون سياسي يقود هذا الحراك المنتفض في وجه الممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى وكافة التراب الفلسطيني".
ويعتقد المغربي أنّ الهبّة الجماهيرية ستعمل على وقف المخططات الإسرائيلية الرامية للسيطرة على المسجد الأقصى في الفترة الحالية، على الرغم من شح الإمكانات التي يستخدمها الشبان الفلسطينيون في المواجهة مع الاحتلال. ويلفت المغربي إلى أنّ عائلات الأسرى المحررين المبعدين من الضفة إلى القطاع لم تسلم من الملاحقات الأمنية في الضفة الغربية، سواء على يد الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، أو جيش الاحتلال الذي يبعث برسائل تهديد للأسرى المبعدين في غزة.

ويرى المغربي أنّ الهبّة الجماهيرية المتواصلة في الضفة الغربية والقدس المحتلة حققت نجاحاً كبيراً في ظل عجز الاحتلال عن السيطرة عليها، ووقف العمليات الفردية التي يقوم بها الشبان والتي أسهمت في زعزعة الأمن الإسرائيلي.
أما الأسير المحرر، والمبعد إلى غزة، محمد حمادة، فلم يكن هو الآخر بعيداً عن متابعة الهبة الجماهيرية التي دخلت أسبوعها الخامس على التوالي في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة، مستغلاً إلمامه الواسع بالشأن الإسرائيلي، واتقانه للغة العبرية. ويوضح حمادة لـ"العربي الجديد" أنّ الهبة الجماهيرية الحالية تحظى بمتابعة واسعة على صعيد الأسرى المبعدين من الضفة الغربية والقدس المحتلة الى القطاع، بفعل الفصل الجغرافي الذي يقوم به الاحتلال، وعدم قدرتهم على الوصول لمدنهم التي عاشوا فيها.

اقرأ أيضاً: مواجهات على حدود غزّة وسقوط عشرات الجرحى

ويشير إلى أنه على الرغم من الانفصال الجغرافي إلا أنّ الأسرى المبعدين إلى القطاع يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة كـ"فايسبوك" و"وواتساب" للتواصل مع عائلاتهم وأصدقائهم والبقاء على إطلاع يومي بصورة الأحداث والتداعيات من مصادرها على الأرض. ويقول حمادة وهو أحد الأسرى المقدسيين المبعدين في صفقة تبادل الأسرى لغزة، إنّ الهبة الجماهيرية الحالية نجحت في إحباط المخططات الإسرائيلية الرامية لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى، والسماح بالتقسيم الزماني والمكاني في ظل حالة الصمت العربي والدولي.

وينوه الأسير المحرر إلى أن الاحتلال على الرغم من إبعاده للأسرى إلى القطاع إلا أنه كثف في الآونة الأخيرة من عمليات الملاحقة لعوائلهم واقتحام البيوت وإبلاغ عائلات الأسرى المحررين بضرورة ابتعادهم عن الأحداث أو إعلان تأييدهم للعمليات الفردية في الضفة الغربية. ويلفت إلى أن "الاحتلال، نظراً لعدم قدرته على الوصول للمبعدين في غزة أو الدول العربية، إلا أنه يقوم بالتضيق على عوائلنا على خلفية مشاركاتنا التلفزيونية، أو ما نقوم بنشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

أما الأسير المحرر المبعد إلى غزة، منصور ريان، فيؤكد لـ"العربي الجديد"، أنّ الهبة الجماهيرية الحالية نجحت في وقف الكثير من المخططات الإسرائيلية في المسجد الأقصى ومحاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني وصولاً لإفراغ مدينة القدس المحتلة من الفلسطينيين.
ويقول ريان إنّ الانتفاضة الحالية لم تختلف كثيراً عن سابقاتها من الانتفاضات الفلسطينية التي اندلعت على مدار سنوات الثورة في وجه المخططات الإسرائيلية الرامية لنزع أي وجود فلسطيني على الأراضي المحتلة والمقدسات والمؤسسات الإسلامية والمسيحية.
ويشير إلى دور شبكات التواصل الاجتماعي في الانتفاضة المشتعلة حالياً بالضفة والقدس، والتي تؤدي دوراً بارزاً في عملية الوصول إلى المعلومات وعرض الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وعرض بطولات الفلسطينيين.
ويتابع الريان "لقد نجح الشباب الفلسطيني هذه المرة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحشيد الرأي العام المحلي والعربي والدولي ضد الجرائم والممارسات الإسرائيلية المستمرة وعمليات التصفية الميدانية تحت ذرائع أمنية واهية".

اقرأ أيضاً: الخارجية الفلسطينية تسلم "الجنائية الدولية" مذكرة حول جرائم إسرائيل