وكان لتلك الحرب منظور مختلف بالنسبة إلى الأطفال الصُم الذين عاشوا ويلاتها في غزة.
وقال طفل أصم من غزة فقد أباه وخمسة من أشقائه فيها ويُدعى محمد الجذبة (14 عاماً)، عن طريق مترجمة للغة الإشارة، "إحنا حاولنا ان نوصل هذه النظرة للعالم. إلي بره (في الخارج) ليشوفوا إيش المعاناة اللي بيعانيها أطفال قطاع غزة. بالذات الصُم لأن ما كان في أي شيء واضح لإلنا. طبعا نحنا في الطريق كثير كنا نتعرض أحيانا لقصف. أحيانا لغارات. ما فيه حدا سالم كان من الحرب. إحنا حاولنا نجسد هذه المعاناة عن طريق الأفلام الكرتونية والحمدلله رب العالمين كثير انبسطنا لإنها لاقت إعجاب الجميع".
وفي جمعية أطفالنا للصُم.. يتجه الأطفال إلى الرسم للتعبير عن تجاربهم ومخاوفهم في صورة رسوم. تتفاوت الرسوم بين دبابات وصواريخ ودخان كثيف وجنود وأناس يهربون ومشاهد عامة لدمار واسكتشات لحمامة ترمز للسلام.
وقالت ماندي سرداح مسؤولة شؤون الموظفين في الجمعية التي تديرها الأمم المتحدة "مهمة جمعية أطفالنا للصُم والمدرسة في قسم الإرشاد كمان أن (يتم) عمل تفريغ نفسي للصُم. وشو المعاناة اللي عانوها والمشكلات اللي واجهوها. طبعا اكتشفنا كثير مشكلات تأثر وعانى منها الطلاب والطالبات الصُم نتيجة تأثرهم بالحرب".
وبمساعدة كاميرا خاصة تنبض تلك الرسوم بالحركة.
وقالت مُعلمة تُدعى سعاد عوض "أنتجنا تقريبا خمسة أفلام من شغل الأطفال والأفلام عبارة عن خلفيات شغل بنختار القصة وبتبدأ. الفيلم بيكون عبارة عن ثلاث خلفيات أو أربع خلفيات. بنقوم بتلزيق وتحريك الفيلم بواسطة كاميرا بتساعدنا على تحريك هذه المقاطع كأفلام الكرتون اللي نحنا بنتفرج فيها على التلفزيون".
ولا تهدف الرسوم المتحركة إلى الترفيه فقط بل تقدم نوعاً من العلاج للأطفال الصُم.
قالت طفلة تُدعى آية أبو طويلة (14 عاماً) عبر مترجمة لإشاراتها "نحنا الصُم مثلنا مثل الناطقين ربنا الحمدلله بيعطينا موهبة الرسم وما بنختلف عنهم كثير وكثير بنشارك في معارض وكثير لوحاتنا بتلاقي إعجاب الجميع".
وأجبرت تلك الحرب أسرة الفتاة المؤلفة من ثمانية أفراد، بينهم أب أصم وثلاثة أشقاء مثله على اللجوء إلى أقارب لهم وما زالوا يقيمون لديهم حتى الآن.
وتأسست جمعية أطفالنا عام 1992، وتتولى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تمويلها.
وتستضيف الجمعية 500 طالب من الصُم وتساعد مئات آخرين سنوياً.