غسان سركيس: الرياضة تحتاج إلى بيئة اقتصادية حاضنة

07 سبتمبر 2014
المدرب غسان سركيس (ربيع مغربي/فرانس برس/getty)
+ الخط -
أشار المدرب الرياضي اللبناني، غسان سركيس، إلى أن الأنشطة الرياضية، شأنها شأن جميع القطاعات في البلاد، تأثرت بسبب الاوضاع الاقتصادية والسياسية، حيث تراجعت نسب المشاركة في الأنشطة الرياضية لدى المواطنين، الذين انصرفوا إلى تأمين مستلزماتهم الأساسية.
وقال في مقابلة مع "العربي الجديد": " الرياضة تحتاج إلى بيئة اقتصادية تساعدها على الاستمرار والتطور".
وهذا نص المقابلة:

* كيف تصف لنا، اليوم، الواقع الرياضي في لبنان في ظل هذا التراجع الاقتصادي؟ وهل في رأيك تتأثر الأنشطة الرياضية بما يحصل داخل البلاد؟

لا يمكن القول إن الواقع الرياضي، اليوم، في وضع صعب، ولا يمكن القول أيضاً إنه جيد. الأنشطة الرياضية، وخصوصاً في لبنان، تعاني منذ سنوات، ولا شك في أن الأوضاع السياسية والاقتصادية تلعب دوراً في دعم الأنشطة الرياضية.
وأعتقد أن الظروف السيئة، التي يمر بها أي بلد، سواء لبنان أو غيره من الدول الأخرى، تؤثر على مجمل الحياة، وبالتالي تؤثر على الأنشطة الرياضية، ونحن في لبنان تأثرت الأنشطة لدينا خلال السنوات الماضية.

* هل تأثرت الأنشطة الرياضية في لبنان بشكل فعلي نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية؟ وأي نوع من الأنشطة الرياضية كان الأكثر تأثراً؟

كما قلت سابقاً، لبنان عانى من الأوضاع المتشنجة سياسياً، وقد تأثرت البيئة الاقتصادية، وخصوصاً المعيشية، وانعكس هذا الواقع على الأنشطة الرياضية، حتى أن المواطنين ليسوا كالسابق مهتمين بالأنشطة الرياضية. اللبناني بات همه تأمين لقمة عيشه، والمؤسف في هذا المشهد أن الأوضاع المعيشية باتت صعبة في لبنان، والغلاء بات شعاراً للبنان، والشعب اللبناني لا يزال متحملاً هذا الغلاء، وهذا أمر غريب فعلاً. هل تأقلم اللبناني مع غلاء المعيشة؟.

* اللبناني يبحث عن لقمة عيشه، وهذا أمر مفهوم، هل هواة الرياضة ومشاريع النجوم، مستقبلاً، أيضاً انصرفوا عن تتبع الأنشطة الرياضية بحثاً عن لقمة العيش؟

حتى اليوم لا يمكن القول إن اللبنانيين انصرفوا مائة في المائة عن متابعة الأنشطة الرياضية، بل لا يزال هناك اهتمام من قبل الأهالي، على سبيل المثال، لتعليم أولادهم الرياضة، وإدخالهم في النشاطات الرياضية. فعلى سبيل المثال، هناك تسجيل دائم في الأندية الرياضية لتدريب الأولاد، وحثهم على ممارسة الأنشطة الرياضية من كافة الأعمار.
ويمكن القول إن الأنشطة الرياضية، ككرة السلة، وكرة القدم، ما زالت المتنفس الوحيد للبنانيين، وبالتالي، لا يزال هناك اهتمام من قبل المواطنين اللبنانيين بالشؤون الرياضية، كما أن هواة الرياضة لم يتخلوا عن ممارسة هواياتهم على الرغم من الأوضاع، لكن الحركة بشكل عام تأثرت. يتوقع أن تكون هناك أعداد أكبر لمشتركي الأندية.

* هل يمكن القول إن هناك أنشطة رياضية تأثرت أكثر من غيرها، وبرأيك ما اهتمامات الشباب اللبناني اليوم؟

نعم هناك أنشطة رياضية باتت في المقدمة، ولديها جمهور خاص، فعلى سبيل المثال كرة السلة وكمال الأجسام باتا من الأنشطة الرياضية الهامة، والتي لا يستغني عنها اللبناني وتستقطب جمهوراً كبيراً من كافة الشرائح الاجتماعية. وفي المقابل، هناك أنشطة أخرى، مثل كرة المضرب، لم تعد في المستوى نفسه، الذي كانت عليه قبل سنوات.
وهنا لا بد من التنويه بأن هذه الأنشطة، أي كرة السلة وكمال الأجسام، هي من الأنشطة، التي تستحوذ على اهتمام كافة الفئات، ولا تتأثر بالأوضاع المعيشية، نظراً لحب المواطن لها، بينما نشاطات أخرى، ربما وبسبب الأوضاع المعيشية، يصرف المواطن النظر عنها.

*هل يوجد لدينا محترفون للأنشطة الرياضية أم لدينا هواة؟ وما السبب في ذلك؟

في لبنان هناك محترفون، وهناك لاعبون يتمتعون بالكفاءة والقدرة العالية على رفع اسم لبنان عاليا بين الدول، كما أن هناك هواة كثر، ربما لم تسمح لهم الظروف بالاحتراف، وإظهار قوتهم وقدراتهم الرياضية، كما ان الاحتراف ليس أمراً سهلاً، فهو يحتاج إلى طاقات بشرية ومادية، ونحاول في لبنان تأمين هذه الكوادر.

* ما رأيك بتعدد الوظائف في لبنان، وهل يمارس الرياضي أكثر من مهنة لتأمين مكتسبات حياته؟

للأسف، الشعب اللبناني برمته لا يعيش على دخل واحد، فهو يحتاج إلى مصادر عدة لتأمين مدخوله، والرياضي شأنه شأن أي مواطن، يحتاج إلى تأمين مستلزمات أساسية لحياته اليومية، وبالتالي يضطر إلى العمل في أكثر من وظيفة لتأمين احتياجاته، ولا يمكن للرياضي الاتكال على راتبه فقط من ممارسة الأنشطة الرياضية لتأمين كافة مستلزماته.
وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها، وهنا يختلف الوضع عن الخارج، ففي الدول الغربية يمارس الرياضي فقط نشاطه الرياضي، ويكون هذا النشاط كافياً لتأمين احتياجاته اليومية، بينما في لبنان، فإن الرياضي يضطر إلى العمل لتأمين مستلزماته الأساسية.

دلالات
المساهمون