فتحت السلطات المصرية، اليوم الثلاثاء، معبر رفح البري بالتنسيق مع الجهات الحكومية في غزة بعد قرابة شهرين من إغلاقه أمام عودة العالقين في الخارج إلى القطاع وستة أشهر أمام سفر الفلسطينيين من غزة إلى الخارج، ضمن الإجراءات الحكومية المتخذة لمواجهة جائحة كورونا.
وسيسمح خلال فترة العمل في المعبر، التي تستمر ثلاثة أيام من الثلاثاء حتى الخميس، بسفر حملة الجوازات والإقامات المصرية، وحملة الجوازات الأجنبية، والمرضى للسفر من غزة للخارج، إلى جانب عودة العالقين في مصر إلى غزة.
وأغلقت حركة حماس التي تدير شؤون القطاع معبر رفح في 22 مارس/آذار المنصرم، بعد تسجيل إصابات في صفوف العائدين إلى غزة إذ كان مقرراً له أن يفتح مطلع يوليو/ تموز الماضي، غير أن الإغلاق استمر حتى جرى فتحه استثنائياً اليوم.
وتسبب إغلاق المعبر في زيادة أعداد العالقين داخل القطاع وخارجه، في حين تتذرع الجهات الحكومية في غزة بالواقع الصحي وإجراءات مواجهة فيروس كورونا لإغلاق المعبر، لا سيما وأن الآونة الأخيرة أطلقت مئات المناشدات لفتح المعبر بشكلٍ عاجل.
وسبقت فتحَ المعبر الذي يعتبر المنفذ الوحيد لسكان القطاع على العالم، سلسلةٌ من الإجراءات التي اتخذتها الجهات الحكومية في غزة استعداداً لاستقبال قرابة 2000 فلسطيني عالقين في الأراضي المصرية منذ أسابيع.
وعملت وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة، على تدشين غرف حجر صحي جديدة بدير البلح وسط القطاع، إلى جانب تخصيص أماكن جديدة للعزل بعد إنهاء استخدام المدارس والفنادق وتسليمها للجهات التابعة لها.
وأعلنت الصحة في وقتٍ سابق، عن زيادة الطواقم الطبية في معبر رفح لسحب عينات لجميع العائدين وإجراء الفحص المخبري السريع والتي تظهر نتائجه خلال 10 دقائق للاطمئنان المبدئي على سلامة العائدين، من أجل التمكن من عزل أي حالة تُكتشف إصابتها بفيروس كورونا فوراً في غرف مجهزة بالمعبر إجراءً أوليًّا.
في الأثناء، قال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، إن استقبال الدفعة الرابعة من العالقين خارج القطاع يزيد من احتمالية ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا، خاصة وأن المناطق الملاصقة للقطاع أصبحت موبوءة.
وأضاف القدرة لـ"العربي الجديد"، أن الأعباء ستزداد على المنظومة الصحية في قطاع غزة بعد إدخال الدفعة الجديدة من العالقين، لاسيما وأن الواقع الصحي يعاني من أزمات كبيرة بفعل ظروف الحصار وغياب الدعم اللازم لها ونقص الأدوية والمستهلكات الطبية.
وأشار الناطق باسم الصحة إلى الاستعدادات التي أجرتها الجهات الحكومية في غزة والتي سبقت فتح المعبر من أجل استقبال الدفعة الجديدة، مؤكداً وجود عدة سيناريوهات وخطط للتعامل مع الواقع الصحي في غزة في ظل جائحة كورونا.
ومنذ مارس/آذار المنصرم، سجل القطاع 81 إصابة بفيروس كورونا كانت جميعها لعائدين عبر معبري رفح وبيت حانون/إيرز، تعافت منها 71 حالة وبقيت 9 إصابات في مستشفى العزل قيد العلاج، فيما سُجلت وفاة سيدة.