في متابعتها للتحقيقات في التدخّل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة وتقصي طبيعة الاتصالات التي أجراها عدد من مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع مسؤولين روس، وفي ظل الحديث عن محاولات بذلتها موسكو لتأمين قناة اتصال سرية للتفاوض مع فريق ترامب حول سورية ومسائل أخرى، تحدثت مصادر إعلامية أميركية عن أدوار محتملة قام بها مسؤولون إماراتيون وإسرائيليون، على الأقل على صعيد ترتيب اجتماعات سرية بين مسؤولين ورجال أعمال روس وبين أفراد من فريق ترامب.
الملفت أكثر أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لم تُبلّغ من قبل السلطات الرسمية الإماراتية بزيارة ولي عهد أبوظبي إلى نيويورك، بل علمت بها من خلال تقارير وسائل الأمن الأميركية التي لاحظت وجود اسم بن زايد عند التدقيق بهوية ركاب إحدى الرحلات الجوية المتجهة من أبوظبي إلى نيويورك. كما كشفت وسائل إعلام أميركية عن دور إماراتي إسرائيلي في ترتيب اجتماع سري في أحد منتجعات جزر السيشل بين مسؤولين في فريق ترامب وممثل شخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وحسب دبلوماسيين أميركيين، فقد توطّدت العلاقات الإماراتية الإسرائيلية قبل سنوات، وتحديداً بعد الجدل الذي أثاره حصول شركة إعمار الإماراتية على حقوق إدارة أحد الموانئ الأميركية خلال إدارة الرئيس السابق جورج بوش. لكن الكونغرس أوقف المشروع بعد جهود قادها السيناتور الديمقراطي تشاك شومر، وهو عضو مجلس شيوخ عن نيويورك ومعروف بعلاقته القوية باللوبي الصهيوني. حينها قررت الإمارات الاستعانة بعدد من شركات العلاقات العامة ومنظمات الضغط في الكونغرس لحماية مصالحها في الولايات المتحدة، وكذلك قررت العمل على كسب ودّ اللوبي الإسرائيلي في واشنطن.
وتوطّدت العلاقة أكثر بين اللوبي الإماراتي، حين كان لا يزال طري العود في الولايات المتحدة، مع اللوبي الإسرائيلي الأكثر نفوذاً خلال السجال الذي سبق توقيع الاتفاق النووي الإيراني وزيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن وإلقاء خطابه الشهير أمام الكونغرس، فاختار السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة التنسيق مع "إيباك" واللوبي الإسرائيلي للضغط على إدارة أوباما ومنعها من توقيع الاتفاق.