دلالات كثيرة حملتها مقابلة الفنان اللبناني المعتزل فضل شاكر، مع قناة (إل. بي. سي. آي) اللبنانية بدقائقها الأربع، والتي تحوي في طياتها العديد من المعاني الإنسانية، فكل ما طلبه شاكر "أن يعود ليعيش حياة طبيعية بين أهله وأصحابه".
كان فضل "حليق الذقن" في ظهوره التلفزيوني الأول منذ نحو العامين، والوحيد منذ مشاركته مرشده الروحي السابق أحمد الأسير في لقاء جرى قبل عامين مع روتانا خليجية؛ مما أحدث ضجة بين جمهوره وبين مختلف وسائل الإعلام العربية التي انقسمت بين مؤيد ومعارض، لظهور شاكر التلفزيوني الجديد.
ألة "العود" التي تصدرت خلفية الشاشة التلفزيونية في المقابلة، وصورة حفيده، يحملان مؤشرا قويا، على رغبة شاكر أن يتقبله الناس على اختلاف ميولهم ومواقفهم السياسية، كما كان محبوبا من الجميع منذ ظهوره مغنيا.
كما أن لهجة الحديث الهادئة والكلام المسترسل والمرتب بعناية، تشير إلى أن فضل يرسل رسائل إلى مختلف الجهات، التي تقف معه أو ضده، والرسالة مفادها أن السنوات الثلاث الأخيرة ولّت إلى غير رجعة، وأن انخراطه السابق مع الشيخ أحمد الأسير لم يكن سوى "غلطة الشاطر" التي لن يكررها، بدليل إعلانه أن علاقتهما معا "كانت سيئة" قبل أحداث "عبرا" العسكرية (بلدة تقع قرب مدينة صيدا الجنوبية) بين متشددين بزعامة الأسير والجيش اللبناني، والتي راح ضحيتها قتلى من الجنود اللبنانيين، والتي لم يشارك فضل فيها حسب تكراره تصريحه بذلك، وتأكيده أن قيادات الجيش اللبناني تعلم ذلك.
الحوار التلفزيوني الذي تناقلت مضمونه صفحات مواقع التواصل الإجتماعي وصفحات الفنانين والجمهور، والذي تم في بيت شاكر في مخيم "عين الحلوة" جنوب لبنان، لفت أنظار الجمهور الذي يطالب صاحب "يا غايب" و"ضحكت الدنيا"، بالعودة إلى المسارح والمهرجانات وإصدار الألبومات الغنائية.
لكن شاكر الذي رفض طلب المذيع بالغناء، علّق على سؤال عودته إلى الساحة الفنية بإجابة مقتضبة نصها: "لما ربنا يريد"، ما يفتح الباب مواربا أمامه للظهور إعلاميا مجددا، لإعلان عودته إلى الغناء، بعد انتهاء باقي القضايا الأمنية والإنسانية العالقة.
الظهور التليفزيوني النادر لفضل شاكر، يأتي كضرورة للرد على سيل الشائعات التي تحيط به فنيا وسياسيا.
فعلى الصعيد السياسي، أكد شاكر أنه أقام دعوى قضائية ضد منتحلي شخصيته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة موقع "فيسبوك"، إذ برّأ نفسه من التصريحات العنصرية والمذهبية التي تُطلق عبر صفحته بين الحين والأخر، مشيرا إلى أنه قام بالتحذير من منتحلي هويته عدة مرّات من خلال صفحته الرسمية الموثقة على "تويتر"، مطالباً القضاء اللبناني بتقصي من ينتحل شخصيته على الإنترنت.
كما أعلن تمنيه عودة الجنود اللبنانيين المختطفين على يد "داعش" و"جبهة النصرة"، مستنكراً هذه التصرفات، ورافضا مبدأ القتل والخطف، مثنيا على حكمة السيدة بهية الحريري، أخت رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، خلال الفترة الماضية، في التعامل مع العديد من القضايا التي تخص اللبنانيين.
إقرأ أيضا:
فضل شاكر: لا أملك حساباً فيسبوكياً لأحرّض من خلاله
فضل شاكر من مخبئه لـ"العربي الجديد":لن أسلّم نفسي لأحد