عاد التراشق الإعلامي، يوم الجمعة، بين حركتي "فتح" و"حماس"، في الوقت الذي يتضامن فيه الشعب الفلسطيني وفصائله مع الأسرى المضربين عن الطعام، إذ اتهمت "حماس" الأجهزة الأمنية في الضفة باعتقال النشطاء المتضامنين مع الأسرى، والاعتداء على مجموعة من النساء ذهبن للاعتصام أمام مقر الاستخبارات في طولكرم. في المقابل، اتهمت الأجهزة الأمنية "حماس" بالسعي إلى توتير الأجواء.
وعقب صلاة الجمعة، اعترضت الأجهزة الأمنية في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، مسيرة تضامنية مع الأسرى المضربين دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية، حينما اتجهت من وسط المدينة إلى مناطق الاحتكاك مع الاحتلال. ورفضت الأجهزة السماح للمشاركين بالتقدم.
في السياق، اتهم المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، عدنان الضميري، حركة "حماس" وقياداتها بتوتير الأجواء، من خلال وسائل عدة. وأضاف أن الأمن ضبط سيارة لعناصر الحركة، مساء الأربعاء في الخليل، "تحوي مواد تحريضية ضد السلطة ومحاولة زعزعة الأمن والسلم الأهلي في مناطق الاحتكاك مع الاحتلال، أو القيام بأنشطتها من دون إشعار الأجهزة الأمنية أو التنسيق مع القوى الوطنية والإسلامية".
وقال الضميري لـ"العربي الجديد": "لا يوجد لدينا فيتو على أنشطة "حماس" أو الفصائل الأخرى ما دامت وفق القانون والإجماع الوطني". وأضاف "نحن نريد مقاومة شعبية سلمية مدروسة حسب الاتفاقات التي تمت في إطار العمل الوطني وبالإجماع مع الفصائل". وأشار إلى أن "الأجهزة الأمنية لن تسمح بعودة الفوضى وجرّ الساحة إلى ذلك".
من جهته، نفى القيادي في حركة "حماس"، وصفي قبها، لـ"العربي الجديد"، أقوال الضميري، مؤكداً أنه "لا يوجد تحريض على السلطة، ولو كان هناك تحريض لوجد أيام الانقسام وقبل المصالحة". وشدد على أنه "لا يوجد في الضفة من يريد تسميم الأجواء كما تفعل الأجهزة الأمنية التي تعتقل المتضامنين من داخل خيم التضامن مع الأسرى المضربين، وهي ستختلق مبررات لأفعالها الشنيعة بحق المتضامنين".
واتهمت "حماس" الأجهزة الأمنية في طولكرم بالاعتداء على مجموعة من النساء اللواتي ذهبن للاعتصام أمام مقر الاستخبارات من أجل المطالبة بالإفراج عن الناشطين في مجال الأسرى، إسلامبولي بدير، نجل قائد شهيد في معركة مخيم جنين في العام 2002، والناشط محمد الهمشري.
كما اتهمت "حماس"، على لسان قبها، الأجهزة الأمنية بالاعتداء على مجموعة من نساء أسرى الحركة بينهن إخلاص صويص، زوجة رئيس الهيئة العليا لأسرى "حماس" في سجون الاحتلال عباس السيد، بالإضافة إلى الاعتداء على شقيقي المعتقل السياسي الناشط بدير عبد الفتاح وسيد قطب بالضرب والشتائم من قبل نحو 25 عنصراً في جهاز الاستخبارات الفلسطينية، وهو ما أكده سيد قطب بدير، شقيق إسلامبولي لـ"العربي الجديد".
ودعا قبها قيادات "حماس" والرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى العمل على تقديم من أعطى الأوامر بالاعتداء على النساء للمحاكمة والإفراج الفوري عن الناشطين المتضامنين مع الأسرى.
لكن محافظ طولكرم، عبد الله كميل، نفى لـ"العربي الجديد" الاعتداء على النساء، قائلاً: هذه معلومات غير صحيحة"، مشيراً إلى أن "تياراً في "حماس" لا يريد المصالحة ويريد توتير الأجواء واختلاق الأقاويل، ودفع النساء إلى الساحة من أجل توتير الأمور واستفزاز رجال الأمن ضمن خطة للصدام مع الأجهزة الأمنية، لكن رجال الأمن يدركون الخطة تماماً ولم يستفزوا من هؤلاء النسوة.
إلا أن إخلاص صويص اتهمت الأجهزة الأمنية باعتراض مجموعة من النسوة كانت برفقتهن حاولن المرور إلى مقر جهاز المخابرات في طولكرم. وأوضحت أنه أثناء "محاولتهن تخليص مصور قناة "الأقصى" المحسوبة على "حماس"، أحمد الخطيب، من اعتداء الأجهزة الأمنية عليه ومحاولة اعتقاله، والذي تمت مصادرة كاميرا التصوير منه، قام عناصر الأمن بالاعتداء عليهن "بشكل جنوني"".
في غضون ذلك، دعا عضو لجنة الحريات، خليل عساف، عبر "العربي الجديد" إلى عقد اجتماع عاجل للفصائل الفلسطينية، من أجل تعريف العمل الوطني المقاوم ضمن استراتيجية محددة، وتوضيح العلاقة الوطنية بين الفصائل والأجهزة الأمنية. واعتبر أن"حالة الانقسام لا تزال قائمة في الكثير من الأمور".