ويتهم حمدان الرفاعي والد إياس، في حديثه لـ"العربي الجديد"، مؤسسة الصليب الأحمر الدولي العاملة في الأراضي الفلسطينية بالتقصير في حالة ابنه المرضية، رغم شوقه لمعرفة أية معلومة تواسي قلقه، كما أنه لم يزره إلا بعد شهرين من علمه بمرضه، علاوة على المعلومات الخاطئة التي يوفرها الصليب لحالة إياس.
ولم يزر عبد الرفاعي ولده إياس، والمعتقل منذ عام 2006، ويقضي حكماً بالسجن 11 عاماً، إلا قبل شهرين، وينتظر زيارة أخرى في 13 من الشهر الجاري.
ولم يكن إياس الرفاعي يعاني من أية أمراض قبل اعتقاله، لكنه أصيب بسرطان الأمعاء داخل سجون الاحتلال وسط إهمال طبي من قبل سلطات الاحتلال، علاوة على نقص وزنه أكثر من 30 كيلوغراماً، وهو ما يجعل والده يدعو الصليب الأحمر للكشف عن ملفه الطبي، ويتساءل عمّا إذا كان للصليب الأحمر دور فاعل في قضية علاج ابنه أو الإفراج عنه، والذي يواجه مصيرًا غامضًا.
الناطقة الإعلامية للجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في القدس، نادية دبسي، أوضحت خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، على هامش ندوة عن دور الصليب الأحمر في قضية الأسرى الفلسطينيين، عقدت أمس الخميس بمدينة رام الله، أن عمل اللجنة يقتصر على إجراء خدمات إنسانية كوسيط محايد ما بين سلطات الاحتلال وما بين الطرف الآخر وهم الأسرى وذويهم.
وتضيف دبسي "تقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر خدماتٍ كتسهيل برامج زيارات أهالي الأسرى لأبنائهم داخل سجون الاحتلال، والوكالات والرسائل الاجتماعية والسلامات الشفهية، إضافة لمتابعة الأوضاع الصحية للأسرى بعد توفر المعلومات عن حالاتهم، وتقديم توصيات للسلطات الإسرائيلية فقط، إضافة إلى العمل منذ فترة على توفير زيارات خاصة لذوي الأسرى لأبنائهم".
من جانبه، يرفض مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" حلمي الأعرج، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن يقتصر دور الصليب الأحمر الدولي فقط على تقديم الحاجات الإنسانية للأسرى الفلسطينيين، وتقييد الاتفاقيات الموقعة صلاحياته، معتبراً أن "قضية فلسطين قد تجاوزت الجانب الإنساني في ظل وجود الاحتلال القائم منذ عقود، وعليهم أن يتعاملوا مع قضية فلسطين بخصوصية مختلفة والنظر لها على أنها قضية سياسية، كما تبين المادة الرابعة من اتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين تحت الاحتلال، والأسرى جزء من أولئك المدنيين".
ويطالب الأعرج الصليب الأحمر الدولي بضرورة العمل على تحقيق مطالب الأسرى الفلسطينيين، بما يتعلق بإغلاق ملف الاعتقال الإداري، ووقف سياسة اعتقال الأطفال، واعتبار الأسرى الفلسطينيين كأسرى حرب وغيرها من المطالب، وأن تعرّي هذه المؤسسة الدولية سياسة الاحتلال أمام المجتمع الدولي، انسجامًا مع دورها الفاعل.
بينما أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية عيسى قراقع، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن دور الصليب الأحمر قد تراجع عمّا كان عليه في السابق من عمل وفعالية بما يتعلق بقضية الأسرى الفلسطينيين، رغم نفي اللجنة الدولية المستمر لهذا التراجع.
وبين قراقع أن الصليب الأحمر يمتلك مصادر قوة تمكنه من مراقبة إسرائيل وما تقوم به، إذ إنهم ليسوا وسطاء، ما يتوجب عليهم أن يكون لهم مواقف في كل ما يتعرض له الأسرى داخل سجون الاحتلال، والضغط على إسرائيل من أجل احترام القوانين الدولية.
اقرأ أيضاً: الصليب الأحمر: الوضع الإنساني اليمني كارثي