11 يوليو 2019
فوتوغرافيات مقرَّبة لأعداء اليمن
محمد الصهباني (اليمن)
أصبح مؤكدا أن القوى الوطنية الحقيقية في اليمن بلا ظهر سياسي، ولاصوت إعلامي ينتصر لقضيتها المصيرية، من أجل استعادة شرعية غدرت بها قوى إقليمية تخلت عن أواصر القربي، وصلة الجوار، ونحَّت الضمير الإنساني جانباً، ما شجع جماعة الحوثي الانقلابية أن تواصل مسلسل دورها الإجرامي بوحشية، في سياق تحالف ثلاثي إجرامي عصبوي، أضلاعه استبداد الشعب اليمني، فتخوض حروباً عبثية، كما لو أنها قوة خارقة، في تحقيق انتصارات ميدانية ليس باستطاعة الجيش الوطني، والمقاومة، وقوات التحالف تحقيقها.
وبات يصور للمغفلين اليوم بأن هذه الجماعة "قوة ضاربة" لا تقهر، وهي لم تكن لتستمد صمودها، لولا سريان تحالفها الخفي مع أجنحة النظام السابق، هذا فضلاً عن عوامل كثيرة. ومن ضمن مآسي الحرب في اليمن أن غالبية كبيرة من فئات الشعب لاتزال تعتقد، منذ الرابع من ديسمبر/ كانون الأول 2018، بأن الجماعة الانقلابية تحارب وحيدةً بمنأىً عن مشاركة أجنحة النظام السابق، وتناست بفعل تراكمية الأوجاع، والأوضاع المعيشية الصعبة، مسببات اندلاع الحرب، التي أشعلتها قوى الاستبداد، والتسلط. وفي المقابل، هناك تشتت في مواقف الكتاب والسياسيين اليمنيين، "النخبويين" خصوصا، في تحديد العدو الأول المتربص بتدمير مستقبل البلد، على الرغم من اتضاح الرؤية، وانكشاف الأطراف المحركة لعجلة الحرب.
مند 11 فبراير/ شباط 2011، ونحن نعايش، ليلاً ونهاراً، كتابات وتحليلات سياسية، وعسكرية، يفترض أن يكون لديها قدر من مستوى الوعي السياسي، في توضيح صورة البلد، وحاجاتها إلى تكاتف الجهود المجتمعية، في البحث عن بناء دولة يسودها الأمن والأمان، ودولة القانون، في إطار جيش وطني، يحمي سيادتها من الوصاية السعودية، والإماراتية، والخارجية، أيضاً، وليتنافس شرفاء الوطن المخلصون، على العلو به إلى مصاف التقدم والرقي، على مستوى مجالات الحياة السياسية، والنهضوية الشاملة. وهذا ليس مستحيلاً، إن أتيحت الفرص لأحرار اليمن، بعيداً عن تكريس حزب معين.
لكن كيف يمكنك فهم أغلب المطالبين بعودة النظام اليمني السابق، وهو من استمرأ حكم الشعب بـ"بالحديد والنار"، وبتغذية العنصرية، والسلالية، والطائفية، والمناطقية.
هذه السياسيات هي من أتاحت له فرص البقاء حاكماً، على رأس شعب، أشعل خلال 33 عاماً 17 حرباً داخلية، فضلاً عن عبثه بالمال العام، والوظيفة العامة، على نحو استبدادي بغيض، حتى أوصلنا إلى الانفجار العظيم، في 2011، مروراً بفوتوغرافيات تحالفه مع جماعة الحوثي.
قلت غير مرة إنه لايمكنني أن أقبل، بأي حال، كل من يشير إلى جرائم الحوثيين، في محافظة تعز، وبقية المحافظات، من دون أن يشير إلى أجنحة المخلوع علي عبدالله صالح، في المشاركة بهذه الجرائم، حتى اللحظة. وواهم من يعتقد أن الحوثيين قلبوا المجن على حليفهم صالح، دعكم من واقعة مقتله التي لا يمكن أن أتقبلها هكذا، لعدة معطيات كثيرة.
يقول الكاتب والأديب اليمني، أحمد السلامي "لا وجود لأي بعد عقائدي في تحالف (الحوثيين/ صالح) البعد الجهوي حاضر أكثر. نوع من الدفاع المستميت عن مركزية جهوية عاشت طويلاً في الحكم وتمتعت بهيلمانه وخيراته. هناك قاعدة اجتماعية وقبلية كانت مسترخية تماماً تعتمد اقتصادياً على هذا النوع من الاستحواذ، وتعتبره وضعاً طبيعياً وحقاً مكتسباً. الحوثي وصالح عنوان لتكتل اجتماعي قبلي يغلب عليه القلق على المصالح أكثر من الطائفية والمذهبية. الدين والمذهب والوطنية عندهم مجرد شعارات".
ولو طرحنا سؤالاً منطقياً، من هم أعداء التغيير، على مستوى الجمهورية اليمنية؟ لا شك في أنهم مراكز قوى الهضبة الزيدية، حصراً. فهل طُبع اليمنيون لأن يظلوا عبيداً لهذا النظام؛ عقداً فعقداً؟ كلا.
كانت تنقصنا قبيل وأثناء ربيع 11 فبراير العظيم، جبهة إعلامية، بخطاب مكثف؛ متحرّر من تبعية الأحزاب والولاءات الفردية، موجه بشكل خاص إلى أبناء "الجنوب" وأحرار اليمن بشكل عام: أنه لا يمكن أن نستعيد حقوقنا وكرامتنا كيمنيين، إلا بتلاحم شعبي عظيم، من أدنى البلاد إلى أدناه، للتخلص من كل أشكال الاستبداد السياسي القادم من الهضبة الزيدية، ينتصر للوطن، في مقاومة شريفة، تتجاوز أدوات الرياض وطهران وأبوظبي بالذات، وبقية أدوات الخارج عموماً.
وبات يصور للمغفلين اليوم بأن هذه الجماعة "قوة ضاربة" لا تقهر، وهي لم تكن لتستمد صمودها، لولا سريان تحالفها الخفي مع أجنحة النظام السابق، هذا فضلاً عن عوامل كثيرة. ومن ضمن مآسي الحرب في اليمن أن غالبية كبيرة من فئات الشعب لاتزال تعتقد، منذ الرابع من ديسمبر/ كانون الأول 2018، بأن الجماعة الانقلابية تحارب وحيدةً بمنأىً عن مشاركة أجنحة النظام السابق، وتناست بفعل تراكمية الأوجاع، والأوضاع المعيشية الصعبة، مسببات اندلاع الحرب، التي أشعلتها قوى الاستبداد، والتسلط. وفي المقابل، هناك تشتت في مواقف الكتاب والسياسيين اليمنيين، "النخبويين" خصوصا، في تحديد العدو الأول المتربص بتدمير مستقبل البلد، على الرغم من اتضاح الرؤية، وانكشاف الأطراف المحركة لعجلة الحرب.
مند 11 فبراير/ شباط 2011، ونحن نعايش، ليلاً ونهاراً، كتابات وتحليلات سياسية، وعسكرية، يفترض أن يكون لديها قدر من مستوى الوعي السياسي، في توضيح صورة البلد، وحاجاتها إلى تكاتف الجهود المجتمعية، في البحث عن بناء دولة يسودها الأمن والأمان، ودولة القانون، في إطار جيش وطني، يحمي سيادتها من الوصاية السعودية، والإماراتية، والخارجية، أيضاً، وليتنافس شرفاء الوطن المخلصون، على العلو به إلى مصاف التقدم والرقي، على مستوى مجالات الحياة السياسية، والنهضوية الشاملة. وهذا ليس مستحيلاً، إن أتيحت الفرص لأحرار اليمن، بعيداً عن تكريس حزب معين.
لكن كيف يمكنك فهم أغلب المطالبين بعودة النظام اليمني السابق، وهو من استمرأ حكم الشعب بـ"بالحديد والنار"، وبتغذية العنصرية، والسلالية، والطائفية، والمناطقية.
هذه السياسيات هي من أتاحت له فرص البقاء حاكماً، على رأس شعب، أشعل خلال 33 عاماً 17 حرباً داخلية، فضلاً عن عبثه بالمال العام، والوظيفة العامة، على نحو استبدادي بغيض، حتى أوصلنا إلى الانفجار العظيم، في 2011، مروراً بفوتوغرافيات تحالفه مع جماعة الحوثي.
قلت غير مرة إنه لايمكنني أن أقبل، بأي حال، كل من يشير إلى جرائم الحوثيين، في محافظة تعز، وبقية المحافظات، من دون أن يشير إلى أجنحة المخلوع علي عبدالله صالح، في المشاركة بهذه الجرائم، حتى اللحظة. وواهم من يعتقد أن الحوثيين قلبوا المجن على حليفهم صالح، دعكم من واقعة مقتله التي لا يمكن أن أتقبلها هكذا، لعدة معطيات كثيرة.
يقول الكاتب والأديب اليمني، أحمد السلامي "لا وجود لأي بعد عقائدي في تحالف (الحوثيين/ صالح) البعد الجهوي حاضر أكثر. نوع من الدفاع المستميت عن مركزية جهوية عاشت طويلاً في الحكم وتمتعت بهيلمانه وخيراته. هناك قاعدة اجتماعية وقبلية كانت مسترخية تماماً تعتمد اقتصادياً على هذا النوع من الاستحواذ، وتعتبره وضعاً طبيعياً وحقاً مكتسباً. الحوثي وصالح عنوان لتكتل اجتماعي قبلي يغلب عليه القلق على المصالح أكثر من الطائفية والمذهبية. الدين والمذهب والوطنية عندهم مجرد شعارات".
ولو طرحنا سؤالاً منطقياً، من هم أعداء التغيير، على مستوى الجمهورية اليمنية؟ لا شك في أنهم مراكز قوى الهضبة الزيدية، حصراً. فهل طُبع اليمنيون لأن يظلوا عبيداً لهذا النظام؛ عقداً فعقداً؟ كلا.
كانت تنقصنا قبيل وأثناء ربيع 11 فبراير العظيم، جبهة إعلامية، بخطاب مكثف؛ متحرّر من تبعية الأحزاب والولاءات الفردية، موجه بشكل خاص إلى أبناء "الجنوب" وأحرار اليمن بشكل عام: أنه لا يمكن أن نستعيد حقوقنا وكرامتنا كيمنيين، إلا بتلاحم شعبي عظيم، من أدنى البلاد إلى أدناه، للتخلص من كل أشكال الاستبداد السياسي القادم من الهضبة الزيدية، ينتصر للوطن، في مقاومة شريفة، تتجاوز أدوات الرياض وطهران وأبوظبي بالذات، وبقية أدوات الخارج عموماً.
مقالات أخرى
04 مايو 2019
22 مارس 2019
27 فبراير 2019