في قديم الزمان، عندما لم تكن هناك كاميرات تسمح للصيادين بتوثيق صيدهم الثمين، اخترع اليابانيون طريقة طباعة فريدة من نوعها تسمىGyotaku
Gyo يعني الأسماك، وتاكو يعني الانطباع، حيث يتشارك الحبر وجسد الأسماك الطازجة للخروج بلوحة فنية فريدة.
منذ مئات السنين، والصيادون اليابانيون اعتادوا على أن يحملوا معهم إلى البحر الورق والحبر والفرش، حيث يفركون الأسماك التي اصطادوها بحبر سومي غير السام، ومن ثم يطبعونها على ورق الأرز. بعد ذلك، ينظفون الأسماك ويبيعونها في الأسواق، وأحياناً يعيدونها ثانية إلى البحر إن بقيت حية.
في منتصف القرن الثامن عشر، بدأ الصيادون بإضافة تفاصيل أكثر دقة لبصمات السمك على أوراقهم، كالعين والحراشف وتزيينات أخرى. وقد ازدهر هذا الفن خلال فترة إيدو، تحت رعاية أحد النبلاء، يُدعى اللورد ساكاي، الذي كان صيادو الأسماك يجلبون له لوحاتهم، إلى أن امتلأ قصره بها. ولكن بعد هذه الفترة، بدأت شعبية Gyotaku بالتلاشي.
اليوم، يحاول فنانون معاصرون إحياء هذا النموذج، عبر محاولات صحيحة وخاطئة، بعد أن شكلوا تقنيات Gyotaku خاصة بهم. يبدأون بتنظيف الأسماك وإعدادها للطباعة، بمجرد أن تكون جافة، ويعلقون الزعانف على اللوحة، مستخدمين أسلوبين.
في الطريقة المباشرة، يوضع الحبر مباشرة على الأسماك، ثم تُغطى بأوراق الأرز الرطب، ويضغطون عليها حتى تنطبع على الورق.
وفي الطريقة غير المباشرة، يلصق الورق على الأسماك باستخدام عجينة الأرز. ثم يستخدمون كرة من القطن مغطاة بالحرير لنشر الحبر على الورق. غير أن نزع الورقة عن جسد السمكة من دون أن تتمزق، عادة ما يكون صعباً جداً، لذلك فإن العديد من الفنانين لا يفضلون هذا الأسلوب. وعلى أية حال، فإن كلا الأسلوبين لا يتركان بصمة مطابقة للسمكة المستخدمة.
اقرأ أيضاً: أمل.. الطفلة السورية التي وُلدت وندبة الحرب على جبينها