في ملعب "ويمبلي" الواقع في العاصمة البريطانية لندن، يترقب عشاق كرة القدم مباراة توتنهام أمام نظيره يوفنتوس في دور الـ16 من مسابقة دوري أبطال أوروبا بعدما كان لقاء الإياب قد انتهى بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما.
الجميع يعلم أن تسجيل هدفين خارج الديار يعتبر أمراً مهماً في عالم كرة القدم، وتحديداً في دوري الأبطال بسبب عامل "فارق الهدف المسجل على ملعب الخصم"، أي أن توتنهام يحتاج للتعادل بهدف لمثله أو بدون أهداف كي يتأهل للدور التالي شرط ألا يخسر.
في مباراة الذهاب بمدينة تورينو، فاجأ يوفنتوس الجميع عبر هجماته المرتدة وتقدم بهدفين وكان قريباً من تسجيل الهدف الثالث لولا أن المهاجم الأرجنتيني غونزالو إيغوايين أضاع ركلة الجزاء.
السبيرز لم يستسلم في المباراة واستطاع العودة بفضل مهارة لاعبيه، وتحديداً الهداف هاري كين والدنماركي إريسكين الذي جعل الحارس الإيطالي جيانلويجي بوفون يعاني فعلياً.
حسابات الإياب
في لقاء العودة ستكون مهمة اليوفي صعبة، بعدما ظهر غير قادرٍ على مجاراة توتنهام، ولكن هل بالفعل لن ينجح في التأهل؟
يمتلك توتنهام أسلحة قاتلة قادرة على صناعة الفارق في وسط الملعب والخط الأمامي، لكنه دائماً ما يعاني في الخط الخلفي ولا سيما من ناحية الظهيرين، وبالتالي قد تكون هنا مشكلة المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينيو، وسيعمل الأخير على الاستحواذ على الكرة ومحاولة مباغتة الزوار الذين دائماً ما برهنوا أنهم قادرون على الخروج بأفضل النتائج في أصعب الظروف، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالدفاع، كما حصل أمام برشلونة في الموسم الماضي.
النقطة الإيجابية لتوتنهام هي امتلاكه عناصر سريعة وحاسمة ومتناغمة، لكن الأمر المهم سيكون على الصعيد الذهني والنفسي، فنادي يوفنتوس متمرسٌ في مسابقة دوري أبطال أوروبا واستطاع أن يصل للنهائي في السنوات الأخيرة مرتين، صحيحٌ أنه لم يحقق اللقب إلا أن بإمكانه استدراج أي خصم إلى حيث يريد مع المدرب ماسيمليانو أليغري.
جاهزية الطرفين والنتائج
وتتمنى جماهير السيدة العجوز أن يحضر المهاجم الأرجنتيني غونزالو إيغوايين في التشكيلة الأساسية، فهداف الفريق يعاني من مشاكل عضلية، لكنه استطاع إكمال التدريب بشكل طبيعي مع زملائه.
وحقق الفريقان في الفترة الأخيرة نتائج إيجابية للغاية منذ اللقاء الأخير بينهما، فنادي توتنهام تعادل في كأس الاتحاد الإنكليزي أمام فريق روشادلي 2-2 قبل أن يهزمه في مباراة الإعادة بنتيجة 6-1، كما هزم كلاً من كريستال بالاس وكذلك هادرسفيلد قبل أيام.
أما نادي يوفنتوس فيدخل هذه المباراة بينما الحزن مخيم على أجواء الكرة الإيطالية بعد وفاة قائد ومدافع نادي فيورنتينا، دافيدي أستوري، في غرفة الفندق الذي كان ينزل فيه قبيل مباراة فريقه أمام نظيره أودينيزي في الجولة السابعة والعشرين من مسابقة الدوري الإيطالي، وهو الذي كان لاعباً دولياً في المنتخب، وزامل الكثير من لاعبي البيانكونيري على غرار جيانلويجي بوفون وأندريا بارزاغلي وجورجيو كيليني وكذلك كلاوديو ماركيزيو وآخرين.
ومنذ مباراة التعادل أمام توتنهام، فاز يوفنتوس في ثلاث مباريات صعبة للغاية، كان أولها على حساب تورينو في الديربي بهدفٍ من دون مقابل ثم أطاح أتلانتا في نصف نهائي الكأس، وعاد وهزم لاتسيو على ملعب الأولمبيكو في العاصمة روما، لكنه سجل ثلاثة أهداف في اللقاءات الثلاثة، وهذا الأمر يطرح الكثير من أسئلة الاستفهام، خاصة أن الجماهير بدأت تشعر بتراجع مستوى الفريق وتحميل المسؤولية لأليغري.