في مثل هذا اليوم...جزائر بلماضي تُسقط عمالقة أفريقيا بنجمة ثانية

20 يوليو 2020
المنتخب الجزائري حصد لقبه الأفريقي الثاني (بلال بن سليم/Getty)
+ الخط -

 

 

يصادف اليوم 19 يوليو/ تموز، الذكرى الأولى لتتويج منتخب الجزائر ببطولة أمم أفريقيا 2019 بمصر، والذي يعتبر الثاني بعد ذلك المحقق عام 1990 في النسخة التي احتضنتها البلاد.

ويحمل هذا الفوز مزايا خاصة، نذكر منها أن المنافسة لعبت لأول مرة بـ24 منتخباً وفي فصل الصيف، في وقت أن منتخب "محاربي الصحراء" لم يكن ضمن قائمة المرشحين للتتويج باللقب، نظراً للظروف الصعبة التي كان يمر بها وعدم وجود جهاز فني مستقر بعد تناوب العديد من الأسماء، إلى غاية التعاقد مع جمال بلماضي شهر أغسطس/ آب 2018، ليبدأ برسم طريق النجاح لرفقاء القائد رياض محرز.

23 يونيو 2019: بداية مبشرة

وضعت قرعة بطولة أمم أفريقيا، منتخب الجزائر في مجموعة ثالثة متوازنة نسبياً، ضمت منتخبي كينيا وتنزانيا وكذلك السنغال، الذي كان أبرز المرشحين للفوز باللقب القاري، وفي الجولة الأولى من البطولة، لعب "الخضر" ضد منتخب كينيا على استاد "الدفاع الجوي"، والذي آل فيه الفوز للجزائريين بهدفي بغداد بونجاح من ركلة جزاء ثم رياض محرز في ختام الشوط الأول.

27 يونيو 2019: الخضر يروضون "أسود التيرانغا"

دخل منتخب الجزائر لقاء الجولة الثانية من المنافسة والترشيحات كلها تصب في صالح منتخب السنغال المدجج بنجومه يتقدمهم ساديو ماني وكاليدو كوليبالي، لكن رجال المدير الفني جمال بلماضي أبهروا المتابعين بانضباطهم التكتيكي وقوتهم البدنية، جعلت نجوم السنغال عاجزين عن صناعة أدنى تهديد لمرمى رايس وهاب مبولحي، لكن ذلك لم يكن هاجساً ليوسف بلايلي، الذي في بداية الشوط الثاني استطاع تسجيل هدف لمنتخب "المحاربين"، وبذلك الفوز بهدف نظيف والتأهل رسمياً للدور الثاني.

1 يوليو 2019: الجزائر تستعرض بالتشكيلة الاحتياطية

وبعد ضمان التأهل للدور الثاني، قرر بلماضي إعطاء الفرصة للاعبين آخرين من أجل تسجيل مشاركتهم في هذه البطولة، وهذا خلال لقاء الجولة الأخيرة من دوري المجموعات ضد تنزانيا، إلا أن اللاعبين الذين دخلوا المباراة أظهروا استعدادات قوية مكنتهم في الشوط الأول فقط من ضمان الفوز بثلاثية دون رد، سجل منها آدم أوناس ثنائية، وهدف لإسلام سليماني، ومنه يحقق "الخضر" تأهلهم بالعلامة الكاملة وبشباك نظيفة.

7 يوليو 2019: الجزائريون يؤكدون قوتهم

واجه منتخب الجزائر في الدور الـ(16) منتخب غينيا الذي كثيراً ما يشكل صعوبات "للخضر" في المباريات التي جمعتهما سابقاً، لكن هذه المرة لم يترك عطال ورفقاؤه الفرصة لذلك، بعدما أكدوا أنهم أفضل منتخب في البطولة ليدكوا شباك غينيا بثلاثية دون رد، تداول على تسجيلها كل من بلايلي، محرز وأوناس، ومنه التأهل دون عناء للدور الربع النهائي.

11 يوليو 2019: دموع وأفراح...ونهاية "دراماتيكية"

وفي ذلك الدور، اصطدم منتخب الجزائر بمنتخب ساحل العاج أحد المرشحين للقب، في مباراة كانت الأصعب للمنتخب العربي طوال البطولة نظراً للأحداث التي شهدها اللقاء، رغم أن البداية كانت لصالح "المحاربين" بهدف سفيان فيغولي، قبل الحصول في الشوط الثاني على ركلة جزاء، كان تسجيلها سيضمن بنسبة كبيرة الفوز للجزائر، إلا أن الحظ لم يحالف بغداد بونجاح في ذلك بعد أن اصطدمت كرته بالعارضة، وهذا ما جعله ينهمر بالبكاء في موقف مؤثر جداً للاعب وزملائه.

وجاء بعد تضييع بونجاح لركلة جزاء السماح لمنتخب "الفيلة" من تسجيل التعادل عن طريق جونثان كودجيا، وهو أول هدف تتلقاه الشباك الجزائرية في البطولة، لتمر المباراة إلى الوقت الإضافي ثم ركلات الترجيح، وسط ترقب ودموع من عطال وبلماضي وبعض اللاعبين، لكن تألق مبولحي والتركيز الذي أظهره الجزائريون في تلك الضربات، سمحت لهم بالخروج غانمين بورقة التأهل، في إحدى أصعب مباريات الجزائر في تاريخهم في المنافسة.

14 يوليو 2019: "حطها فالغول يا رياض...حطها فالغول"

وبعد أن خرجوا سالمين من موقعة استاد "السويس الجديد" واستطاعوا الإطاحة بمنتخب "الفيلة"، توجه الجزائريون نحو استاد "القاهرة الدولي" لمواجهة عملاق أفريقي آخر، في النصف النهائي، وهو منتخب نيجيريا الذي يعد هو الآخر كابوساً "للخضر" على مرّ تاريخه، لكنه لم يمنع رفقاء القائد محرز من تأكيد توهجهم في المنافسة، بعدما كان لاعب مانشستر سيتي وراء تحقيق التأهل للمباراة النهائية، بعد أن سجل الهدف الأول بمساعدة مدافع المنافس، ورغم تعديل نيجيريا النتيجة في الشوط الثاني من ركلة جزاء، إلا أن اللحظة الأخيرة من المباراة شهدت كتابة تاريخ جديد، بعد أن وقع محرز هدف التأهل للنهائي بمخالفة مباشرة، جرت حناجر الجزائريين واحتفالاتهم، ووسط عبارة شهيرة من المعلق حفيظ دراجي "حطها فالغول يا رياض..حطها فالغول".

19 يوليو 2019: الكأس الغالية تعود إلى أحضان الجزائر

ولم يكن على المباراة النهائية ضد منتخب السنغال، إلا أن تكلل الظهور المميز جداً للمنتخب الجزائري في العرس القاري بمصر، وهذا ما تأكد بهدف مبكر سجله بغداد بونجاح وهو الوحيد في المباراة، كان كافياً "للمحاربين" من أجل تحقيق اللقب الذي غاب عنهم منذ ثلاثة عقود، وفي عام استثنائي كانت تشهده البلاد في عز "الحراك الشعبي السلمي"، الذي أطاح بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

محطات وأرقام

حظي المنتخب الجزائري بكامل أجهزته بتكريم رفيع المستوى من قبل السلطات المحلية بعد عودته مرصعاً باللقب القاري، واستقبال شعبي أسطوري منذ أن حطت طائرة المنتخب بمطار هواري بومدين.

وفاز الشاب إسماعيل بن ناصر بلقب أفضل لاعب في البطولة، رغم أن نجم ميلان الحالي كان يسجل مشاركاته الأولى فقط مع هذا المنتخب.

ويعد هدف المباراة النهائية الذي سجله بغداد بونجاح، هو ثاني أسرع هدف في المباريات النهائية، بعد هدف المصري محمد دياب العطار في نهائي 1957 بعد مرور 21 ثانية فقط، كما أن هدف بونجاح يعد الأسرع في تلك النسخة الـ32.

وبعد الفوز بلقب أمم أفريقيا، عادل منتخب الجزائر سجل منتخبي ساحل العاج والكونغو الديمقراطية بلقبين.

ويُعتبر جمال بلماضي هو المدرب الوطني رقم 11 الذي يُحقق لقب بطولة أمم أفريقيا، في حين حملت الألقاب الـ(21) الأخرى أسماء مدربين أجانب.

وبسط المنتخب الجزائري سيطرته على مواجهته مع المنتخب السنغالي، فقد استطاع الفوز عليه في آخر خمس مباريات مع تعادل وحيد، كان في بطولة أمم أفريقيا 2017.

وكانت بطولة أفريقيا 2019، فرصة للحارس رايس مبولحي، ليكون الأكثر مشاركة في تاريخ المنافسة مع المنتخب الجزائري بـ15 مباراة، ومتفوقاً على الحارس السابق مهدي سرباح.

واعتمد جمال بلماضي في هذه البطولة على كل اللاعبين، ولم يُشارك فقط ثنائي الحراسة، ألكسندر أوكيدجة وعزالدين دوخة.

المساهمون