في إطار الاحتجاجات المتواصلة في مدن وقرى محافظة الحسيمة، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دعا قادة في "حراك الريف" في المغرب، بينهم نبيل احمجيق، إلى إضراب عام لثلاثة أيام في الحسيمة، بدءاً من يوم غد الجمعة، في وقتٍ استمرت فيه التظاهرات المؤيدة للحراك في مختلف المدن.
وفي مقطع فيديو بثّه على شبكات التواصل الاجتماعي، طالب احمجيق سكان الحسيمة بالتزود بالأساسيات قبل انطلاق الإضراب.
وسبق أن أغلقت مجموعة من المتاجر والمقاهي أبوابها، استجابة لدعوة نشطاء الحراك في المدينة إلى إضراب عام يوم 18 من الشهر الماضي.
وبالإضافة إلى الناشط احمجيق، المختفي عن الأعين بسبب مذكرة اعتقال صادرة في حقه، وجهت الناشطة نوال بنعيسى، بدورها، دعوة إلى الإضراب، علما أنها أيضا مطلوبة للأمن.
وأعلنت بنعيسى، صباح اليوم الخميس، من خلال مقطع فيديو مصور، أنها ستسلم نفسها للشرطة قبل أن يتم القبض عليها أمام أبنائها، مضيفة أنها متمسكة بالحراك وسلميته، وأنه "شرف لها أن تُعتقل بسبب كلمة حق".
وعلى صعيد متصل، أطلقت والدة الناشط ناصر الزفزافي، متزعم الاحتجاجات، صرخة ضمن تصريح مصور لها نشره موقع إلكتروني ناطق بالفرنسية، هددت من خلاله بالانتحار هي وأبناؤها العاطلون عن العمل إذا لم يتم الإفراج عن ابنها متزعم الاحتجاجات.
وردت والدة الزفزافي الاتهامات التي طاولت ابنها وبعض رفاقه، بكونهم يتلقون تمويلات من الخارج، وتحديدا من الجزائر، من أجل إشعال الفتنة في الريف، وقالت وهي تشير إلى بيتها المتواضع: "أين أموال الخارج هذه. نحن ليس لدينا أموال المغرب، فبالأحرى أن توجد لدينا أموال الأجانب".
وباتت منطقة الريف عموما، ومدينة الحسيمة خصوصا، تنام كل ليلة على وقفات احتجاجية، ردا على اعتقال الناشط ناصر الزفزافي ورفاقه الآخرين، حيث شهد حي سيدي عابد في الحسيمة تظاهرة شعبية تطالب بإطلاق سراح المعتقلين.
ورفع مئات المحتجين، وسط هذا الحي الشعبي، ليلة أمس، شعارات رافضة للمقاربة الأمنية التي تنهجها السلطات لتهدئة الاحتقان في الحسيمة، وحملة الاعتقالات التي شنتها في صفوف عدد من النشطاء في المنطقة.
وأظهرت مقاطع فيديو تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، تدخّل رجال الأمن بالقوة لمنع وقفات احتجاجية في هذه المدن، في الوقت الذي استمرت فيه الاحتجاجات في بعض المدن الأخرى، مثل الحسيمة.
ونشر نشطاء حقوقيون صورا تظهر تعرّضهم لإصابات من جراء التدخل الأمني.
وسبق أن أعلن الوكيل العام (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف في الحسيمة، محمد لأقوير، ارتفاع عدد الموقوفين على إثر أحداث الحسيمة إلى 40، بينهم ناصر الزفزافي.
وبحسب هيئة الدفاع عن نشطاء الحراك، فقد تطوّع ما يزيد على 600 محامٍ للدفاع عنهم، وسيسمح بزيارتهم، اليوم الخميس، لأول مرة.
ولا تزال الاحتجاجات متواصلة في عدد من مدن وقرى محافظة الحسيمة بمنطقة الريف شمال شرقي المغرب، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
يذكر أن هذه الاحتجاجات المتواصلة منذ أكتوبر، تطالب بالتنمية و"رفع التهميش"، وذلك على إثر وفاة تاجر السمك، محسن فكري، الذي قتل طحنًا داخل شاحنة لجمع النفايات، خلال محاولته الاعتصام بها، لمنع مصادرة أسماكه.
وكان المتحدث باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، قد أكد، خلال مؤتمر صحافي، قبل أيام، أن مطالب سكان محافظة الحسيمة "مشروعة"، لكنه اتهم أطرافا محلية (لم يسمّها) بالسعي إلى "خلق حالة من الاحتقان الاجتماعي والسياسي" في المنطقة.