قتلى بهجوم لحركة "الشباب" على مطعمين في مقديشو

15 يونيو 2017
2AB9F33F-713A-4507-99FB-9A5C7B89ADC1
+ الخط -



انتهى هجوم، شنّه ستة عناصر من حركة "الشباب" الإسلامية، بواسطة سيارة مفخخة وإطلاق نار، على مطعمين متجاورين في العاصمة الصومالية مقديشو، صباح الخميس، مع مقتل 18 شخصاً على الأقل.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الأمن الصومالية محمد أحمد عرب، أنّ "العملية انتهت الآن وقُتل المسلحون برصاص قوات الأمن".

وأوضح أنّ المهاجمين الستة (انتحاري وخمسة مسلحين)، "هاجموا أماكن عمل وقتلوا مدنيين أبرياء: قضى 18 مدنياً من بينهم سوري، وأصيب أكثر من عشرة أشخاص آخرين بجروح".

وبدأ الهجوم، قرابة الساعة 08:00 (17:00 توقيت غرينتش)، مساء أمس الأربعاء، عندما فجّر انتحاري سيارته المفخخة، عند مطعم وحانة "بوش تريتس"، ثم اقتحم مسلحون مطعم "بيتزا هاوس" المجاور. ويُعتقد أنّ السوري كان يعمل طاهياً في مطعم البيتزا.

وكان المطعمان يشهدان ازدحاماً بعد الإفطار، وخصوصاً من قبل الشباب والمغتربين الصوماليين. واستمر الهجوم عدة ساعات، قبل أن تتمكن قوات الأمن من الإجهاز على المسلحين المتحصنين في المطعم، بحسب المتحدّث باسم الوزارة.

وهجوم أمس الأربعاء، هو الأكبر الذي تشنّه حركة "الشباب" الإسلامية في رمضان.

وأمضى المسلحون الليل يجوبون المطعم، ويقتلون العالقين فيه، قبل أن يُقتلوا برصاص قوات الأمن التي أبطأت عمليتها بسبب الظلام.

هجوم هو الأكبر لـ"الشباب" برمضان (صادق ماكسامد/الأناضول) 

ووصف ناجون وشهود الفوضى التي عمّت بعد التفجير.

وقال عبد الكريم أحمد، أحد زبائن "بوش تريتس"، "كنت على وشك تناول العشاء حين وقع الانفجار ووقعت أرضاً"، مضيفاً "هرعت إلى المخرج المجاور وخرجت. رأيت الفوضى التي سببها الانفجار في كل مكان".

من جهته، قال عبد القادر محمد الذي كان بالقرب أيضاً، إنّه الانفجار الأكثر قوة الذي يسمع دويه منذ سنوات في مقديشو. وأضاف "كان الانفجار قريباً جداً، ورأيت الحريق الكبير الذي سبّبه. لقد اندلعت النيران في مطعم البيتزا وفي بوش تريتس. وكانت المنطقة بكاملها تبدو وكأنّها مكان مختلف".

وتحدّث آخرون عن رؤيتهم جثث أقرباء وأصدقاء. وقال عبد الوحيد علي، إنّ "أحد جيراني كان في عداد القتلى، فتاة بريئة. حين رأيت جثتها هذا الصباح، لم أتمكّن من حبس دموعي".

وشعر المصلون في مسجد مجاور بقوة الانفجار الذي دفعهم أرضاً فيما تحطم زجاج النوافذ. وقال أحد السكان المحليين "لا يمكن معرفة هذه المنطقة" بسبب الخراب. وأضاف "كان هناك مطعمان جميلان، وهذا الصباح إنّه الخراب التام والموت والدماء وأشلاء جثث في كل مكان".

خراب تام وموت ودماء وأشلاء جثث (صدق ماكسامد/الأناضول) 



وأعلنت حركة "الشباب"، التابعة لتنظيم "القاعدة"، مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت إنّها استهدفت "ملهى ليلياً" يرتاده "أجانب ومسؤولون من الحكومة والاستخبارات".

ومطعم "بيتزا هاوس" حيث قُتل معظم الضحايا المدنيين، هو مقصد شعبي للإفطار. أما "بوش تريتس" فهي فيلا بالقرب منه، حُوّلت إلى مقهى وملهى ليلي، وهو أمر نادر في مقديشو.

"بوش تريتس" فيلا حولت إلى مقهى وملهى (صدق ماكسامد/الأناضول) 

وتخوض حركة "الشباب"، منذ العقد الماضي، معارك للإطاحة بالحكومات المتعاقبة في مقديشو، وشنّت هجمات أيضاً في كينيا وأوغندا، اللتين تساهمان بقوة الاتحاد الأفريقي في البلاد، والبالغ عديدها 22 ألف عنصر.

ورغم أنّها طُردت من العاصمة في العام 2011، لا تزال هذه الحركة تسيطر على أقسام خارج مقديشو، حيث يهدّد الجفاف بالتسبّب بمجاعة هذه السنة.

(فرانس برس)


ذات صلة

الصورة
جنود صوماليون خلال تدريبات في مقديشو، 26 مايو 2022 (إرجين إرتورك/الأناضول)

سياسة

تبادلت مصر وإثيوبيا رسائل تحذير عسكرية أخيراً، على خلفية الوضع في الصومال وإقليم "أرض الصومال"، مع وصول سفينة محمّلة بالأسلحة من القاهرة إلى مقديشو.
الصورة
المخدرات مصدر تمويل رئيسي لحركة الشباب

تحقيقات

تمول حركة الشباب أنشطتها المحلية في الصومال، والإقليمية في دول الجوار، عبر تجارة المخدرات والضرائب التي تفرضها على من يعملون بها، في ظل الفوضى الأمنية
الصورة
Shukri Mohamed Abdi and Fathi Mohamed Ahmed, journalists at Bilan Media, Somalia's first all-women media team, use a mobile to record the news inside the Bilan Media studios in Mogadishu, Somalia August 20, 2023. REUTERS/Feisal Omar

منوعات

كثيراً ما يضحك الناس عندما تخبرهم فتحية محمد أحمد بأنّها تدير غرفة الأخبار الأولى والوحيدة التي تعمل بها نساء فقط في الصومال، أحد أخطر الأماكن على وجه الأرض بالنسبة إلى الصحافيين.
الصورة
لا تزال الصور النمطية السلبية مهيمنة رغم تطور مقديشو

تحقيقات

بعدما دمرت الحرب الأهلية 90% من مساحة مقديشو، نهضت عاصمة الصومال بعد عودة المغتربين من ذوي رؤوس الأموال والخبرات، وعملهم في إعادة الإعمار وتغيير واقع المدينة، بينما لا تزال في مواجهة مع الصور النمطية السلبية