10 ديسمبر 2017
قسنطينة .. عاصمة كوابيسي العربية
جهاد زهري
كاتب وروائي وإعلامي من مدينة قسنطينة في الجزائر. يعبّر عن نفسه بالقول "جئت الى هذا العالم كي أحتج".
كنتُ أنتَظرُ الكثيرَ يومَ سمعتُ أنَّ قسنطينة ستكونُ عاصمَةً للثقافة العربيَّة، وعلى الرغمَ من كلّ ما قيلَ، إلاَّ أنَّني كنتُ متفائلاً جِدًا، فأجمل مُدنِ الكَونِ ستعودُ بعدَ غيابٍ دامَ حقبَةً من الفَجائعِ واليتمِ والنَّكَد الذي حلَّ بالمَدينَةِ الى وَاجِهَةِ الحياةِ، ستزَفّ قسنطينتي عروسًا من جَديدٍ.
حلمتُ كثيرًا، وتصوَّرتُ العاشقينَ يمسِكُ الواحدُ فيهم يدي مَحبوبَتهِ، يسيرانِ بَعيدًا إلى المَدى الذي ترسُمُهُ الموسيقى من العازفِ الذي بدونِ خَجَلٍ، أو خوفٍ، يعزفُ لَحنَهُ المسائيَّ لَهُما، كل ما في الأمر أنَّ قسنطينة عاصمة للثقافة العربيَّة.
حلمتُ كثيرًا، تماديتُ إذ تَصَوَّرتُ أنَّ مالك حَدَّاد يطوفُ المَدينَةَ، أزقتها، شوارعَها، فرحا مبتسما، يبدأ من باب الواد ويختار وِجهَتَهُ التي يَمضي إليها، ستكونُ الجسور بالتأكيد، ستكونُ الهوَّة السَّحيقة بعيداً، حيثُ يضربُ وادي الرمال موعِدًا معَ الشعراء هُناكَ.
أذكر جيدا أنَّهم نَظفوا المَكانَ، لطالما قلتُ في نفسي إنَّهم يفعلون ذلكَ، لأنّهم يعلمون أنَّ مالك سيزور المَدينة، أذكُرُ جيداً أني حلمتُ بهذا كله، كنتُ أصرُخُ فرَحا، وكُنتُ أنتَظر أن أرى غزالة مالك تطوف المَدينة، يلاحِقُها الشعراء من كل حَدب وَصوب.
حلمتُ، لكنَّني استيقظتُ على أفظَعِ كوابيسي، فلا مالكُ أتى، ولا العازفُ نسجَ لحنَهُ هذا المساء، ولا العاشقانِ خرجا إليهِ. لم تتشابَك الأيدي، لم تُقرأ القصائدُ على ضفَّة الوادي، والغزالة أيضًا لا أعرف أينَ هي؟ لماذا تأخَّرت؟
لا يَختَلِفُ حالُ المَدينة عن حال كل المُدُنِ تَحتَ قصفِ المُستَعمر. أرجوكم لا تزوروها إلا في الأدب والروايات، وأعد الجميع أنَّني لن أحلم بعدَ الآن.
حلمتُ كثيرًا، وتصوَّرتُ العاشقينَ يمسِكُ الواحدُ فيهم يدي مَحبوبَتهِ، يسيرانِ بَعيدًا إلى المَدى الذي ترسُمُهُ الموسيقى من العازفِ الذي بدونِ خَجَلٍ، أو خوفٍ، يعزفُ لَحنَهُ المسائيَّ لَهُما، كل ما في الأمر أنَّ قسنطينة عاصمة للثقافة العربيَّة.
حلمتُ كثيرًا، تماديتُ إذ تَصَوَّرتُ أنَّ مالك حَدَّاد يطوفُ المَدينَةَ، أزقتها، شوارعَها، فرحا مبتسما، يبدأ من باب الواد ويختار وِجهَتَهُ التي يَمضي إليها، ستكونُ الجسور بالتأكيد، ستكونُ الهوَّة السَّحيقة بعيداً، حيثُ يضربُ وادي الرمال موعِدًا معَ الشعراء هُناكَ.
أذكر جيدا أنَّهم نَظفوا المَكانَ، لطالما قلتُ في نفسي إنَّهم يفعلون ذلكَ، لأنّهم يعلمون أنَّ مالك سيزور المَدينة، أذكُرُ جيداً أني حلمتُ بهذا كله، كنتُ أصرُخُ فرَحا، وكُنتُ أنتَظر أن أرى غزالة مالك تطوف المَدينة، يلاحِقُها الشعراء من كل حَدب وَصوب.
حلمتُ، لكنَّني استيقظتُ على أفظَعِ كوابيسي، فلا مالكُ أتى، ولا العازفُ نسجَ لحنَهُ هذا المساء، ولا العاشقانِ خرجا إليهِ. لم تتشابَك الأيدي، لم تُقرأ القصائدُ على ضفَّة الوادي، والغزالة أيضًا لا أعرف أينَ هي؟ لماذا تأخَّرت؟
لا يَختَلِفُ حالُ المَدينة عن حال كل المُدُنِ تَحتَ قصفِ المُستَعمر. أرجوكم لا تزوروها إلا في الأدب والروايات، وأعد الجميع أنَّني لن أحلم بعدَ الآن.
دلالات
جهاد زهري
كاتب وروائي وإعلامي من مدينة قسنطينة في الجزائر. يعبّر عن نفسه بالقول "جئت الى هذا العالم كي أحتج".
جهاد زهري