في يوم 21 يوليو/تموز 2023 توقف قلب المغني خالد حناشي، أحد أعمدة "المالوف" والزجل في قسنطينة الجزائر. فهل مات حقا؟ أم أنها كذبة صيفيّة ساخنة، كذبة لم يحبّها أهل المدينة ولم يستسغها الزّجل ولا المحجوز ولا "المالوف"؟
أدركُ جيّدَا حجم الغضب الذي ينهش عقولكم وقلوبكم. ولهذا ستنظمون مسيرة ترفعون فيها الأعلام، أعلام القدس، وتحرقون أعلام العدو الصهيونيّ، وتقولونها عاليا إنَّ القدس عاصمة لفلسطينَ، وإنَّكم تضربون بقرار ترامب الأرض، وتدوسون عليه.
قال مَدني مزراق كلاماً غاضباً، مُنذرا الرئيس الذي لا نراهُ إلاَّ في الأحلام أنَّهُ سيفعل أموراً كثيرة تُحرجُ النّظام، والرئيس عبد العزيز بوتفليقة خصوصاً، فتُغلقُ القناةُ في دولةٍ، صارت مَدنيَّةً.
إنَّهُ شيءٌ يُضحكني بمرارة. دولة مَدنيَّة؟ ودُفعَةً واحدةً؟
حلمتُ، لكنَّني استيقظتُ على أفظَعِ كوابيسي، فلا مالكُ أتى ولا العازفُ نسجَ لحنَهُ هذا المساء، ولا العاشقانِ خرجا اليهِ. لم تتشابَك الأيدي، لم تُقرأ القصائدُ على ضفَّة الوادي، والغزالة أيضًا لا أعرف أينَ هي؟ لماذا تأخَّرت؟
سأنامُ الآنَ، طبعا بربطَةِ عنقي التي لبستها لهذا المساء، فوقَ منامتي، البَذلة غير المتناسقة الوحيدة التي أملكها، لا لشيءٍ الا لاثبتَ أنها لا تعني شيئاً. ربَّما حاولتُ الانتحار بربطة العنقِ نفسها في الصَّباحِ الباكر، بعدَ آخر سبات لي.