قصائد جديدة لـ "سعيد الباز"

06 يناير 2015
+ الخط -


من عادتي ترتيب الصباح 
مثل بستانيّ مصاب بالخرف 
من عادتي وضع فنجان القهوة 
بشكل 
كارثيّ 
على حافة المرمدة 
تدخين السيجارة بالمقلوب 
والتساؤل أكثر من مرّة 
عن السبب 
الحقيقيّ 
في أن يأتي الصباح 
مكللا بكلّ هذا الضوء 
لا تسبقه 
سوى فضيحة أشواك 
مصابة بعادة الوضوح.

2

تلك الأنفاس
الملتصقة في رهبةٍ بزجاج النافذة
تلك الشراشف
المرتبكة الأوضاع فوق سرير النائم
ذلك الدولاب
المتحامل على نفسه
من أجل أن يتعامد مع الجدار
وذلك السقف
الذي يحلو له أن يتشابه
مع مرآة البهو.
مخلوقات تجهد نفسها
بإقناعك أحيانًا
بأنّ ما من حاجة لمغادرة
الغرف.

3

في السابق
كان بإمكانك أن تكون جدّيًا
وصالحًا لشيء
مثل فزّاعة الحقل
حين هجرها الحصادون
وعادت ملهاة للأولاد.
الآن،
صرت أعمى القرية
الذي يتمتم
فيما يقعي بجانبه المساء.

4

لم أكن سيّئا إلى ذلك الحدّ
كانت يدي
قد ألفت ليّ عنق الفطنة
قبل مصافحة اليأس
وزرع الشكوك في الأسرّة
قبل
انهيار النوم
من الطابق العاشر لليقظة.
ففي الغرف المنسية
عادة ما نصادف الشخص
الذي يدير وجهه
باتّجاه الجدار
وبمودّة رفيق الطريق
يديم النظر
في ما يُظنّ أنّه النافذة
أو أيّ مكان آخر
في حاجة ما، إلى الأفق.


5

كان على هذا العالم 
أن يكون مجرّد غرفة
بنزيل مغروز مثل مسمار 
في حائط،
بلا شرفة، وبلا جيران.
سوى
صورة شخص ينظر عميقًا
باتّجاه الجدار.


6

أبسبب أعشاش الطيور
أم بسبب المستظلّين
أم بسبب الوقوف
امتلكت هذه الشجرة العالية
هذا القدر من الحنوّ؟


7

الحياة قد لا تعلّمك
كيف تروّض الأفعى
في أسرّة الآخرين.
الحياة قد لا تعلّمك
كيف تعبّ السمّ
من أقداح الآخرين.
الحياة خطيرة
يا صديقي
لا تعلّمك
سوى شحذ مزيد من السكاكين
بشريان الوقت
الحياة يا صديقي
خطيرة جدّا
إلى حدّ أنّ الموت
قد يصادفك في أحد 
الممرات
في هيئة شخص أليف
فتخاله أكثر أمانًا.
المساهمون