إذا كان الهجوم هو المسؤول عن تسجيل الأهداف، والدفاع هو المسؤول عن الحماية منها، فإن خط الوسط يعد "العمود الفقري" لأي فريق، لأنه القطعة التي تصل بين الجانبين ويضم لاعبين بمهام هجومية ودفاعية وربما واجبات مزدوجة.
على مدار السنوات الخمس الأخيرة أبرم ريال مدريد عدداً كبيراً من الصفقات لتعزيز خط وسطه هجومياً ودفاعياً، وذلك لعلاج مجموعة من العيوب المتنوعة تضمنت صفقات ناجحة وأخرى فاشلة، وغيرها الذي لا يمكن الحكم عليه الآن، ولكنها في نفس الوقت جعلت النادي ينفق مبلغاً ضخماً من المال، آخره الـ35 مليون يورو التي دفعها لضم الكرواتي ماتيو كوفاسيتش.
وتبلغ قيمة الأموال التي دفعها ريال مدريد بداية من 2010 وحتى الآن في صفقات لاعبي خط الوسط 297 مليون يورو تقريباً، أي ما يزيد على ربع المليار وهو مبلغ ضخم للغاية يصعب على البعض تخيله.
جيمس رودريغز:
كانت صفقة اللاعب الكولومبي مرتفعة حيث أنفق الريال 80 مليون يورو، ذهبت لخزائن موناكو الفرنسي من أجل ضم هداف مونديال البرازيل 2014، والحديث هنا عن لاعب وسط صاحب خصائص هجومية يمكنه اللعب كصانع ألعاب وجناح متأخر، ولكن الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب الريال السابق تمكن من إقناعه أيضاً بإضافة بعض المهام الدفاعية لمركزه.
لماذا تعتبر صفقة رودريغز ناجحة؟ لأن اللاعب بكل بساطة أثبت أنه لم يكن مجرد "فرقعة إعلامية"، ونجح في حجز مكان له في قلوب جماهير الملكي بعد رحيل أنخل دي ماريا، حيث تمكن من تسجيل 17 هدفا في كل المسابقات وصناعة 18، وهي أرقام ليست سيئة بالمرة بالنسبة لموسمه الأول.
توني كروس:
ربما تكون صفقة تدعيم خط الوسط الأنجح بالنسبة لريال مدريد خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث جاء كروس مثل جيمس عقب مونديال البرازيل قادماً من بايرن ميونخ الألماني مقابل 25 مليون يورو فقط.
أقنع كارلو أنشيلوتي كروس خلال الموسم الماضي باللعب في مركز متأخر بخط الوسط ليشكل محور ارتكاز متنوع المهام مع الكرواتي لوكا مودريتش، وكان الألماني على قدر المهمة وظل مستواه ثابتاً طوال الموسم.
لوكاس سيلفا:
كان السبب الرئيسي وراء تعاقد ريال مدريد مع اللاعب البرازيلي قادماً من كروزيرو البرازيلي في موسم الانتقالات الشتوية الأخير، هو إصابة الكرواتي لوكا مودريتش، لكي يعمل على تعويض غيابه.
أنفق الريال من خزائنه 14 مليون يورو لجلب اللاعب من ناديه البرازيلي، ولكنه لم يشارك سوى تسع مباريات فقط بإجمالي 427 دقيقة دون أي أداء يذكر، لذا ليس من الغريب سماع الأنباء التي تتحدث عن قرب إعارته.
سامي خضيرة:
انتقل الألماني صاحب الأصول التونسية لريال مدريد في عام 2010 من شتوتغارت مقابل 12 مليون يورو، وعقب مستواه المتميز في مونديال جنوب أفريقيا الذي توجت به إسبانيا.
وكانت مسيرة خضيرة مع الريال مليئة بمنحنيات الصعود والهبوط، فتارةً يكون جيدا وأخرى غير مقنع بالمرة، هذا إضافة لسلسلة إصاباته التي أصبحت لا تنتهي في الموسم الأخير، لذا فإنه كان لا مفر من رحيله حيث ذهب في سوق الانتقالات الصيفية الحالي ليوفنتوس الإيطالي.
مسعود أوزيل:
انتقل الألماني هو الآخر بعد تألقه في مونديال جنوب أفريقيا إلى ريال مدريد قادماً من نادي فيردر بريمين مقابل 15 مليون يورو، وهو على عكس مواطنه خضيرة يلعب في مركز متقدم كصانع ألعاب.
خلال الفترة التي لعب فيها أوزيل داخل ريال مدريد نجح في اكتساب حب الجماهير بسبب لمساته الساحرة، وكان عنصراً هاماً في حقبة المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، حيث شكل محطة إمدادات للثلاثي كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة وغونزالو إيغواين.
ورحل أوزيل عن ريال مدريد في 2013 نحو أرسنال الإنجليزي بفرمان من المدرب السابق للريال كارلو أنشيلوتي، في قرار أغضب عددا كبيرا من جماهير النادي.
آسيير إياراميندي:
انتقل الشاب الباسكي في يوليو/تموز 2013 من ريال سوسييداد إلى ريال مدريد كأغلى لاعب إسباني مقابل 40 مليون يورو، ووسط إشادة عدد كبير من الخبراء بمستواه ومنهم الثعلب الإيطالي أريغو ساكي.
البعض كان يصفه حينها بـ"تشابي ألونسو الصغير" في إشارة لزميله الجديد أثناء تلك الفترة في ريال مدريد، المخضرم تشابي ألونسو والذي يلعب حالياً في بايرن ميونخ بسبب الشبه بينهما في اللعب والأسلوب.
لم تسر الأمور كما يجب مع اللاعب، حيث لم يتمكن على مدار موسمين من تثبيت أقدامه بسبب أخطائه المتكررة في التوزيع والتمرير وقطع الكرات، في ظل حساسية مركزه ليصبح صديقاً لدكة الاحتياطيين.
لوكا مودريتش:
إنه "كرويف البلقان" وواحد من أكثر صفقات خط الوسط نجاحاً التي أجراها النادي الملكي خلال السنوات الماضية حيث انتقل للريال في موسم 2012-2013 قادماً من توتنهام الإنجليزي، بعد شد وجذب مع إدارة النادي الإنجليزي مقابل 35 مليون يورو.
منذ اللحظة الأولى تمكن "لوكيتا" من التعامل مع كل ما يطلب منه..اللعب كصانع ألعاب متقدم وكصانع ألعاب متأخر وكـ"بوكس تو بوكس"، وكعنصر في محور الارتكاز الثنائي، وكان لإصابته في الموسم الأخير مع ريال مدريد أثر كبير في انحدار مستوى الفريق للأسفل وخسارته الألقاب التي كان ينافس عليها.
إيسكو ألاركون:
إذا كانت كرة القدم فنا، فإن إيسكو بكل تأكيد من ضمن المنافسين على لقب بيكاسو القادم، حيث انتقل إلى ريال مدريد قبل بداية موسم 2012-2013 كأفضل لاعب صاعد في أوروبا مقابل 30 مليون يورو.
ولعب إيسكو خلال الموسمين الماضيين في مراكز متنوعة بخط الوسط، كلاعب وسط تقليدي وكصانع ألعاب وكجناح متحول لصانع ألعاب، ونجح خلال الموسم الماضي بالذات في تحسين جوانبه الدفاعية، كما كان يطالب المدير الفني السابق للفريق، كارلو أنشيلوتي.
وتخشى جماهير الريال كثيراً من أن يقدم فلورنتينو بيريز رئيس النادي على واحدة من نزواته الصيفية بالتخلي عن اللاعب لصالح يوفنتوس الإيطالي، كما تقول تقارير صحافية.
كاسيميرو وأسينسيو:
قصة الأول غريبة للغاية، حيث إنه كان لاعباً في صفوف ريال مدريد، ولكنه أعير الموسم الماضي لبورتو البرتغالي، ثم عاد لضمه قبل بداية الموسم الجديد بعد تفعيل بند يتيح للنادي الملكي استعادته مقابل دفع 7.5 ملايين يورو، أي أن الريال دفع هذا المبلغ في لاعب كان يخصه من البداية، ولكن يبدو أن هذا الموسم سيحمل أنباء جيدة بالنسبة له.
بالنسبة لماركو أسينسيو فإن الأمور لا تختلف كثيراً لأن النادي دفع ثلاثة ملايين ونصف مليون يورو لجلب اللاعب ذي الطابع الهجومي من مايوركا في سوق الانتقالات الشتوية الأخير، ولكنه تركه معاراً لدى هذا النادي حتى نهاية الموسم.
وشارك أسينسيو في فترة الإعداد للموسم الجاري مع الفريق، ولكن تشير التقارير إلى أن الريال ربما يفكر في إعارته لإسبانيول.
اقرأ أيضاً:بالفيديو..أفضل لاعب في العالم يُهدر هدفاً مُحققاً بغرابة شديدة