قصف وقنص في إدلب وروسيا تجهز ذريعة "استخدام أسلحة كيميائية"

12 سبتمبر 2020
مخاوف من تصعيد ميداني لروسيا والنظام (عز الدين إدلبي/ الأناضول)
+ الخط -

عاودت قوات النظام السوري، اليوم السبت، قصف العديد من قرى جبل الزاوية جنوبي إدلب، شمال غربي البلاد، فيما لجأت روسيا إلى الحديث مجدداً عن تحضيرات تقوم بها فصائل المعارضة لاستخدام السلاح الكيميائي في إدلب بغية اتهام النظام، وهي مزاعم تسبق عادة التصعيد الميداني من جانب روسيا والنظام.
وقالت مصادر "العربي الجديد" إن قوات النظام قصفت، فجر وصباح اليوم، بالمدفعية والصواريخ مناطق البارة وفليفل والفطيرة وكنصفرة وسفوهن وبينين في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، فيما تشهد أجواء المنطقة تحليقاً مستمراً لطائرات الاستطلاع الروسية.
وكانت قوات النظام والمسلحون الموالون لها استهدفوا الليلة الماضية بالرشاشات الثقيلة محاور بلدة كفر حلب، بريف حلب الجنوبي الغربي.  كما شنت أمس طائرات حربية روسية غارات على ريف إدلب الغربي، فيما ألقت طائرة استطلاع، يرجح أنها إيرانية، أكثر من 10 قنابل على مواقع الفصائل عند نقاط التماس مع قوات النظام في جبل الزاوية وبلدة البارة في ريف إدلب الجنوبي.
من جهتها، أعلنت "غرفة عمليات الفتح المبين" أنها تمكنت من قتل عدة عناصر من قوات النظام خلال الساعات الماضية.
وقالت مصادر محلية لـ "العربي الجديد"، رفضت الإفصاح عن هويتها، إن سرية القنص في "غرفة عمليات الفتح المبين" تمكنت من قتل عنصرين لقوات النظام قنصاً على جبهة جوباس في ريف إدلب الجنوبي، صباح اليوم السبت.
وذكرت شبكة "إباء" المقربة من "هيئة تحرير الشام" إن مقاتلي "الفتح المبين" تمكنوا من قنص "عنصر تابع لمليشيات الاحتلال الإيراني على محور الشيخ عقيل بريف حلب الغربي، إضافة إلى قنص ضابط وعنصرين من مليشيات الاحتلال الإيراني على محور بالا بريف حلب الغربي".
إلى ذلك، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن "جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) تجري تحضيرات لتنفيذ استفزازات باستخدام أسلحة كيميائية بريف إدلب الجنوبي لاتهام الجيش السوري".
وقال رئيس مركز التنسيق الروسي الجنرال ألكسندر غرينكيفيتش، في بيان له أمس، إنه وفقاً للمعلومات فإن "الإرهابيين يخططون للقيام بتصوير الاستفزازات في منطقة جبل الزاوية بمشاركة مراسلين أجانب، لنشرها لاحقاً على الإنترنت ووسائل الإعلام لاتهام الجيش السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين".
وتأتي الاتهامات الروسية بعد ساعات من رفض منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إغلاق ملف النظام السوري الخاص بالعثور على مواد كيميائية يمتلكها داخل البلاد.
كما يتزامن ذلك مع تصعيد عسكري روسي في الشمال السوري، تجلى مؤخراً بشن غارات جوية استهدف عدد منها محيط مخيمات النازحين.

وسبق أن وجهت روسيا اتهامات مماثلة لـ"هيئة تحرير الشام" وفصائل المعارضة والدفاع المدني السوري قبيل عمليات تصعيد سابقة ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
وفي الـ9 من يوليو/ تموز الماضي، زعمت القاعدة الروسية في حميميم أن "هيئة تحرير الشام"، بالتعاون مع الدفاع المدني السوري، تخطط لتنفيذ عملية استفزازية بأسلحة كيميائية في منطقة بلدات سفوهن وفطيرة وفليفل بريف إدلب واتهام النظام بتنفيذها.
كما اتهمت وزارة الدفاع الروسية "تحرير الشام" والدفاع المدني بالتخطيط لهجمات مشابهة في أكتوبر/ تشرين الأول ومارس/ آذار 2019 وأغسطس/ آب 2018. وأكدت تقارير سابقة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية استخدام قوات النظام أسلحة كيميائية، من بينها غاز السارين السام، ضد مناطق كانت تخضع لسيطرة المعارضة.

المساهمون