خرقت قوات النظام السوري، الليلة الماضية، اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب شمالي غربي سورية، في وقت وصلت فيه تعزيزات عسكرية جديدة للجيش التركي إلى المنطقة، بينما تظاهر المئات من المهجرين في ريف حلب مطالبين بالعودة إلى مناطقهم التي سيطر عليها النظام السوري بعد إخراجهم منها.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام السوري قصفت بالصواريخ مواقع في محور قرية فليفل بريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من عناصر الفصائل المسلحة.
وبحسب المصادر تزامن القصف الصاروخي مع تحليق مكثف من قبل طيران الاستطلاع التابع للنظام السوري فوق المنطقة، كما تزامن مع دخول رتل عسكري جديد للقوات التركية إلى إدلب.
وتخضع تلك المنطقة لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن عنه في قمة موسكو بين تركيا وروسيا والتي جرت في الخامس من مارس/ آذار الماضي، ووثق "فريق منسقو استجابة سورية" أمس 17 خرقاً من قوات النظام للاتفاق خلال 24 ساعة فقط.
ودان الفريق بشدة الخروقات من قبل النظام السوري، مشيراً إلى أنها تأتي بهدف منع عودة النازحين والمهجرين إلى القرى والبلدات التي هجروا منها في المنطقة.
وبحسب ما ذكرته مصادر "العربي الجديد" فقد وصل الليلة الماضية رتل تركي مؤلف من 20 آلية عسكرية من بينها آليات لوجستية وآليات تحمل بيوتاً مسبقة الصنع إلى حدود مدينة إدلب، قبل توجهه إلى ريف المدينة الشرقي.
وجاء الرتل بعد ساعات من وصول رتل آخر مؤلف من 30 آلية إلى المنطقة، وذلك في إطار التعزيزات المتواصلة التي ترسلها تركيا إلى نقاطها في شمالي غربي سورية.
وأنشأت تركيا في شمالي غربي سورية أكثر من 50 نقطة عسكرية لها، أكبرها في معسكر المسطومة جنوب مدينة إدلب، حيث عززتها القوات التركية مراراً بمجموعات من القوات الخاصة.
وينتشر الجيش التركي في محيط الطريق الدولي "ام 4" انطلاقاً من ناحية سراقب شرق إدلب، ووصولاً إلى ناحية جسر الشغور غرب إدلب، ومنذ بداية العام عزّز الجيش التركي تلك المواقع بمئات الآليات والجنود.
إلى ذلك، تظاهر مئات المهجرين والنازحين في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، مطالبين تركيا والمجتمع الدولي بالعمل على طرد النظام السوري من القرى والبلدات التي استولى عليها في شمال غرب سورية وهجّر على إثرها مئات الآلاف من المدنيين.
وقبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، كان النظام السوري قد شنّ حملة عسكرية عنيفة سيطر خلالها على عشرات المناطق، من بينها مدن سراقب ومعرة النعمان وكفرنبل، وأسفرت الحملة أيضاً عن تهجير أكثر من مليون مدني نحو الحدود السورية التركية.
وعاد قسم من المهجرين والنازحين إلى ريفي إدلب وحلب وتحديداً إلى المناطق التي لم تسيطر عليها قوات النظام، مستغلين حالة الهدوء النسبي في المنطقة عقب وقف إطلاق النار فيها.