تحركت قوات عسكرية، فجر اليوم الخميس، نحو محافظة الأنبار لتحرير ما تبقى منها تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك عقب اجتماع رئيس الحكومة، حيدر العبادي، مع القيادات العسكرية وإصداره الأوامر بذلك.
وقال ضابط في قيادة العمليات المشتركة لـ"العربي الجديد"، إنّ "العبادي زار، في وقت متأخر من ليلة أمس، مقر قيادة العمليات المشتركة، واطلع على الخطط العسكرية التي تم وضعها لتحرير ما تبقى من الأراضي العراقية"، مبينا أنّه "درس خطة تحرير ما تبقى من محافظة الأنبار، والتي تعد من أولويات القوات العسكرية".
وأضاف الضابط أنّه "بحث إمكانية التحرك العسكري الواسع لتحرير المحافظة بشكل كامل، وأصدر أوامره بالتحرك العسكري نحوها".
وجاء هذا الاجتماع عقب تفجير نفذه انتحاري بحزام ناسف، ليلة أمس، داخل مقهى شعبي في بلدة هيت غربي الأنبار، وأسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 30 شخصا.
إلى ذلك، أكد ضابط في قيادة عمليات الأنبار لـ"العربي الجديد"، أنّ "قوات كبيرة من الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب تحركت، مع فجر اليوم، نحو بلدتي راوة والقائم، تنفيذا لأوامر العبادي بتحريرها"، مبينا أنّ "القوات ستلتحم بالقوات العسكرية المتواجدة على تخوم البلدتين، وتستلم القيادة، لتبدأ معركة تحريرهما".
وأضاف أنّ "تلك القوات ستنتظر توجيهات رئيس الحكومة ببدء الهجوم، وفقا للخطة العسكرية التي تم وضعها سلفا" ، منتقدا "إهمال الحكومة لملف تحرير المحافظة بشكل كامل وتأخيره حتى اليوم"، مبينا أنّ "ما تبقى من مناطق في محافظة الأنبار في راوة والقائم، وبعض المساحات القليلة، لا يشكل مساحات صعبة على قدرة القوات العراقية، وأنّ التأخر بتحريرها كلف الكثير من التضحيات".
وأشار المتحدث ذاته إلى أنّ "الخطة التي أعدت سابقا كانت تنص على التحرك العسكري في الأنبار، بالتزامن مع الحويجة، لكن تغيرا في الخطة أخر الأنبار، وكان بإمكان القوات العراقية التي حررت عكاشات وعنة أن تواصل تقدمها وتنهي هذا الملف".
ودعا إلى "ضرورة مسك الحدود من قبل القوات العراقية بعد الانتهاء من تحرير مناطق الأنبار، وأن يكون هذا الملف منوطا بالقوات العراقية حصرا دون "الحشد الشعبي" أو القوات العشائرية، لأنّ ضبط الحدود نقطة محورية في تأمين مناطق المحافظة لا يمكن إهمالها".
يشار إلى أنّ تنظيم "داعش" الإرهابي استغل انشغال القوات العراقية بمعركة الموصل وما أعقبها من معارك، لينفذ عمليات عنف وهجمات في محافظة الأنبار، تسببت بسقوط مئات القتلى والجرحى.