وفي تمام الساعة الثالثة فجرا، أحكم جنود الاحتلال سيطرتهم على المنطقة وحاصروا المنزل من كافة الجهات، لتبدأ عملية الاقتحام، والاعتداء على أفراد العائلة وعددهم 11 فردا، وتفتيش كل زوايا المنزل، وتخريب محتوياته، ومن ثم طلب الجنود الطفل ماضي على الفور.
اعتقل الطفل وسط صراخ أفراد العائلة تحت تهديد سلاح جنود الاحتلال، فيما يقول شقيقه خضر ماضي لـ"العربي الجديد" إن الجنود لم يسمحوا لمحمود أن يرتدي ملابسه، واعتقلوه بهمجية وهم يعصرون رقبته بأيديهم.
من جهتها سجلت العائلة مقطع فيدو يوثق جزءا من لحظة الاعتقال، تبدأ شقيقته بالبكاء خوفا على إخوتها بعد أن أشهر الجنود السلاح في وجههم لتهديدهم، ثم تحاول الأم القلقة على طفلها الصغير أن تقنع جنود الاحتلال بأن يعتقلوه بلطف بدل العنف الذي يكسر بكل الأحوال قلبها خوفا.
واقتاد الجنود الطفل الصغير وصوت أمه وشقيقته يلاحقه حتى الباب "دير بالك على حالك يما، دير بالك على حالك يا محمود، أنتا زلمة".
يقول خضر إن الجنود اعتقلوه بعنف، وتعاملوا معه بالقوة رغم أنه طفل صغير، وكأنه مطلوب لديها منذ سنوات، وعند حصار المنزل بدا المشهد أن المعتقل كان أكبر من ذلك بكثير.
محمود ماضي طفل يحب مدرسته كثيرا، تغلب الأنشطة الرياضية على طابع حياته، وهو كبقية أطفال المخيم، يحب لعب كرة القدم، والسلة، وكرة التنس، ولديه الكثير من الأصدقاء، عدا أنه يشارك في الكثير من الأنشطة المجتمعية في المخيم، وحتى تلك التي تنفذها المؤسسات في غالبية مدن الضفة الغربية المحتلة.
ترعرع ماضي وسط عائلة مكافحة ترفض الاحتلال بكل أشكاله، وغالبية من بالمنزل اعتقلوا أو أصيبوا، كما أصيب هو أيضا عام 2014 وهو في العاشرة من عمرة برصاصة في الجبين، وسبق أن اعتقل بعد الإصابة مرتين لأيام قبيل أن يطلق سراحه.
لدى الطفل محمود، شقيق شهيد يدعى عمر ماضي، استشهد عام 2016 إبان أحداث الهبة الجماهيرية الفلسطينية التي اندلعت مطلع أكتوبر/تشرين الأول، حينها أخذ محمود عهدا بإكمال حلم شقيقه عمر الذي كان يطمح بأن يصبح طبيبا، لكن الاحتلال لا يريد ذلك ومحمود الآن خلف القضبان.