تفاوتت ردود الأحزاب والحركات السياسية والدينية في الداخل الفلسطيني، حول تصريحات الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، إياد مدني، التي أطلقها أمس في رام الله، داعياً المسلمين إلى زيارة القدس والأقصى بعشرات الألوف.
من هذه القوى مَنْ رأى أنّه يمكن للمسلمين، من غير الدول العربية والإسلامية، زيارة القدس تحت الاحتلال، ومنهم من رفض بالمطلق، وهناك من شدّد على أن الدول العربية يجب أن تتجنب التطبيع مع إسرائيل، في حين اعتبر البعض أن العمل على تحرير القدس أحق من زيارتها.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رحّب بموقف مدني، معتبراً أنّ "على الجميع أن يستمع إلى دعوة معالي الأمين العام، وعدم الإصغاء إلى الدعوات المضللة التي يطلقها البعض (بتحريم زيارة القدس وهي تحت الاحتلال)".
أما الرفض الصريح لزيارة مدني وتصريحاته، فجاء أولاً على لسان الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية (الشق الشمالي) في الداخل الفلسطيني، فنشر موقع الحركة تصريحات له، اعتبر فيها أن " الزيارة التي قام بها مدني للقدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، كانت عثرة مؤلمة ومؤسفة".
وأشار صلاح إلى أنّ مردود الزيارة "يصبّ في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي، في تكريس السيادة الباطلة للاحتلال على مدينة القدس والمسجد الأقصى"، مشيراً إلى أنّها مخالفة لقرارات كثير من علماء المسلمين، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
بدوره، أبدى رئيس كتلة "التجمع الوطني الديمقراطي" في الكنيست الإسرائيلي، النائب جمال زحالقة، موقفاً معارضاً لدعوة مدني، ورأى في حديثٍ لـ "العربي الجديد"، أنّه "يتوجب على منظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات العربية والإسلامية عامة، أن تعمل على تحرير القدس وتخليصها من الاحتلال، ولكن بعض هذه الجهات تستبدل ذلك بضريبة كلامية، كأنها تعتبر أنّ البديل عن تحرير القدس هو زيارتها وهذا الأمر مرفوض جملةً وتفصيلاً".
كما لفت إلى أنّ "الدعوات لزيارات من هذا النوع، هي وليدة التقاعس عن الدفاع عن القدس المحتلة".
من جهةٍ أخرى، قال النائب عن الحركة الإسلامية (الشق الجنوبي) في الكنيست الإسرائيلي، الشيخ ابراهيم صرصور، "أعتقد أنّ كل الاطراف توصّلت إلى حلّ أن كل الفلسطينيين في كل العالم مطالبون بزيارة القدس والأقصى، على اعتبار أنّ من حقهم العودة إلى فلسطين، وأيضاً المسلمون من كل أنحاء العالم من غير الدول العربية والإسلامية لهم أن يزوروا القدس، بحكم وجود علاقات دبلوماسية بين دولهم وإسرائيل، وإنما هناك تحفظ على زيارة المسلمين من الدول العربية والإسلامية".
وأضاف في حديثٍ مع "العربي الجديد": "نحن مع هذا الحل الوسط الذي يعزز دعم القدس والأقصى، على يد ملايين المسلمين الذين يعيشون في كل قارات العالم من غير الدول العربية والإسلامية، وأعتقد أنه إذا نجحت هذه المهمة سيكون هذا انتصارا للقدس والأقصى".
من جهته، اعتبر سكرتير "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، المحامي أيمن عودة، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أنّ "الأمر الجوهري هو أن القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية، والزيارات التي تأخذ بعداً دينياً لها ميّزة خاصة، ولكن الموقف الأصيل هو أن الدول العربية، شعوباً وقيادات، يجب ألاّ تقوم بأي عمل تطبيعي، قبل إقامة الدولة الفلسطينية".