ولفتت الصحيفة إلى أن الشعبة الجديدة، التي سيطلق عليها شعبة "الاستراتيجية والدائرة الثالثة"، ستكون مسؤولة عن تخطيط وإدارة المواجهة ضد إيران وكل مصادر التهديد التي تمثلها دول ومناطق لا تشترك مع إسرائيل في حدود جغرافية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إلزام الشعبة الجديدة بمواجهة المخاطر التي تشكلها دول لا تشترك بحدود مع إسرائيل، يمثل تعديلاً على الخطة متعددة السنوات "تنوفا" التي أعدها كوخافي، حيث إن هذه الشعبة كان من المقرر أن تتخصص بمواجهة إيران فقط.
أبرزت "يسرائيل هيوم" أنه في أعقاب التعديل على الخطة، تقرر تقسيم شعبة التخطيط في هيئة الأركان إلى شعبتين: "شعبة بناء القوة" بقيادة العميد تومر بار، و"شعبة الاستراتيجية والدائرة الثالثة" بقيادة العميد طال كالمان، حيث ستجري ترقيتهما إلى رتبة لواء.
وفي مؤشر على طابع المهمات التي ستوكل إلى الشعبتين، أشارت الصحيفة إلى أن كلاً من بار وكالمان قد خدما في السابق في سلاح الجو.
وأضافت ليلاخ شوفال، المراسلة العسكرية للصحيفة، أنه في إطار التحولات الجديدة، تقرر إخضاع كل من "لواء العلاقات الخارجية" و"لواء الاستراتيجية" إلى "شعبة الاستراتيجية والدائرة الثالثة".
وحسب شوفال، قرر كوخافي إدخال هذه التعديلات، على الرغم من أن خطة "تنوفا" لم يقرّها المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، ولم تُخصَّص الموازنات اللازمة لتطبيقها.
وأعادت شوفال إلى الأذهان حقيقة أن القرار بتشكيل شعبة داخل هيئة الأركان تُعنى بشكل خاص بتخطيط وإدارة المواجهة ضد إيران جاء انطلاقاً من افتراض مفاده أن التهديدات التي تمثلها طهران ستشغل إسرائيل خلال السنوات القادمة.
وحسب الصحيفة، إن تشكيل الشعبة الجديدة يعني أن المهمة اليومية الرئيسة للواء في الجيش سيكون مواجهة إيران، مشيرة إلى أن هذا التطور يكتسب أهمية كبيرة، على اعتبار أن إيران تحاول حالياً الخروج من الضائقة الاستراتيجية التي علقت بها؛ حيث إنها تواجه أخطر أزمة اقتصادية في تاريخها، إلى جانب تأثيرات انتشار وباء كورونا، الذي مسّ بنحو خطير بالاقتصاد الإيراني، وهو ما أثار تململاً في أوساط الشعب الإيراني.
ولفتت إلى أن إيران في سعيها إلى الضغط لوقف العقوبات ضدها، تلمّح للعالم إلى أنها تقترب من الحصول على كمية من اليورانيوم بمستوى تخصيب متدنٍّ، اللازم لبناء قنبلة نووية، وهو ما جعل المؤسسة العسكرية في تل أبيب تصل إلى استنتاج بضرورة العودة إلى الاهتمام بالملف الإيراني واستثمار مقدرات وموارد لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، بشكل يمكن إسرائيل من العمل والمواجهة إذا قررت القيادة الإيرانية إنتاج السلاح النووي.
وفي السياق، ذكر موقع "واللا" أن قيادة الجيش سلمت وزير الحرب بني غانتز تقديراً مفاده أن إيران بإمكانها الحصول على كمية اليورانيوم اللازم لإنتاج قنبلة نووية في غضون نصف عام. وأشار الموقع إلى أن التقدير جاء على الرغم من أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تؤكد أن إيران لم تقم بزيادة تستغل أزمة كورونا عبر زيادة مستوى التخصيب.
وفي تقرير أعده المعلق العسكري أمير بوحبوط، لفت "واللا" إلى أن المؤسسة العسكرية في تل أبيب تقدّر أن حصول إيران على الكمية الكافية من اليورانيوم اللازم لإنتاج سلاح نووي يعني انهيار الاتفاق الذي توصلت إليه مع القوى العظمى، ما يجعل إسرائيل مجبرة على دراسة كل الخيارات التي يمكن اللجوء إليها لمواجهة هذا التطور.
وأضاف أنه حسب المعلومات التي قدمت لغانتز، بات الإيرانيون يستخدمون في تخصيب اليورانيوم أجهزة ضغط مركزي متطورة وسريعة من طراز "IR-6"، بهدف تحسين قدرتهم على الوصول إلى السلاح النووي إذا قرروا ذلك.
وأشار "واللا" إلى وجود مؤشرات على تراجع اهتمام الإدارة الأميركية بالملف النووي الإيراني، مشيراً إلى أن تل أبيب تتخوف من أن تفضي نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية في حال فوز المرشح الديمقراطي جون بايدن إلى توقف التعاون القائم بين واشنطن وتل أبيب لمواجهة طهران.