هذا العام، وربّما الذي قبله، تبدو الفرحة ناقصة في صنعاء. مرّ أكثر من عشرة أشهر، من دون أن يتقاضى الموظفون الحكوميون رواتبهم، إضافة إلى توقّف الأعمال من جرّاء الحرب المستمرة منذ مارس/ آذار في عام 2015. ولا يجد الأهالي ما يقدمونه لأطفالهم في العيد الكبير، كما يسميه اليمنيون. ولمواجهة هذه الحاجة، تعمل بعض المبادرات الشبابية على توفير ما تيسر من ملابس، من خلال إقناع بعض المحال التجارية التبرع بها وتوزيعها على الأسر الفقيرة.
وأطلقت مبادرة "تو جاذر" في صنعاء رغم الصعوبات والمعوقات، بحسب رئيسة المبادرة أميرة خالد، التي تعمل حالياً على توفير ملابس العيد لعائلات فقيرة.
تقول لـ "العربي الجديد": "جاء عيد الأضحى، وآلاف الأسر لا تستطيع توفير لقمة العيش لأطفالها بسبب توقف الرواتب وفقدان الأعمال. فما بالك بملابس العيد؟ المبادرة التي أديرها تهدف إلى إدخال الفرحة إلى قلوب أطفال هذه العائلات". تضيف أن "البداية كانت من خلال مسح ميداني موسع للأسر المستهدفة في منطقة شملان الواقعة غرب مدينة صنعاء. أخذنا مقاسات الأطفال، وقصدنا بعض المحال التجارية لطلب الملابس".
وتلفت خالد إلى أنّ تجاوب التجار هذا الموسم بسيط جداً، وكما كان متوقعاً، في ظل الظروف الصعبة التي تؤثّر على الجميع. وتوضح أنّ هذا التحدي لم يثنهم عن الاستمرار في جمع التبرّعات. وعن الصعوبات التي تواجهها المبادرة، توضح أن بعض العائلات لم تكن تصدّق المتطوعين الذين يزورون العائلات الفقيرة لأخذ المقاسات، "لأنّ بعض المبادرات قدّمت لهم الوعود، وأخذت أسماءهم من دون أن تجلب لهم شيئاً". وتطالب التجار ورجال الأعمال القيام بواجبهم في مثل هذه الظروف، وتقديم المساعدات للفقراء.
بدوره، يوضح أحد المتطوعين في المبادرة، سهيل المقص، أن "مساعدة الفقراء تشعرنا بالارتياح والسعادة". يضيف لـ "العربي الجديد" أن "استمرار الحرب جعل معظم الناس في اليمن في حالة عوز، في ظل عدم قدرتهم على توفير قوت يومهم الضروري واحتياجاتهم الأساسية. لذلك، نحاول مساعدة هؤلاء قدر المستطاع، وإن كانت الإمكانيات شحيحة".
يلفت إلى عدم قدرتهم على التحرّك بحرية من جراء الأوضاع الأمنية المفروضة عليهم بسبب الحرب. ويدعو الشباب في المدن اليمنية إلى تشكيل مبادرات شبابية في شتى المجالات الإنسانية والأعمال الإغاثية، والعمل على التخفيف من معاناة الناس التي تتفاقم يومياً "في ظل عدم اهتمام السياسيّين بتوفير احتياجات المواطنين، لاسيما الفقراء منهم".
اقــرأ أيضاً
أما عبد السلام الأنسي، فقد أطلق مبادرة شخصية من خلال جمع تبرعات من أصدقائه الميسورين، بهدف شراء ملابس لأطفال الأسر الفقيرة في الحي الذي يسكنه. يقول: "لدي أصدقاء مغتربون في أميركا ودول الخليج. أحصل منهم على تبرعات من حين إلى آخر، وأشتري مساعدات غذائية أو ملابس أو مستلزمات مدرسية، وأوزعها على الأسر الفقيرة". يشير إلى أنه يعمل الآن على توزيع ملابس جديدة للأطفال الفقراء في منطقته.
ويوضح الأنسي أنه في البداية، كان يشعر بالضيق حيال معاناة بعض الأسر في منطقته "في المناسبات أو الأعياد، أرى الأطفال يرتدون ملابس مهترئة بسبب عدم قدرتهم على شراء ملابس جديدة، ما جعلني أبحث عن وسيلة لمساعدتهم، فبدأت التواصل مع أصدقائي". يضيف: "قدمت لهم إحصائيات عن هذه الأسر، فوافقوا على تقديم أموال بسيطة بين الحين والآخر لشراء الاحتياجات الضرورية، بما فيها ملابس العيد للأطفال". ويشير إلى أنّه استطاع توزيع ملابس على نحو 13 أسرة.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ نحو 10 أشهر، لا يتقاضى نحو مليون و200 ألف يمني، هم موظفو الجهاز الإداري للدولة، رواتبهم، من جراء الصراع بين الحكومة الشرعية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) على المصرف المركزي. ونقلت الحكومة مقره من العاصمة صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن، متهمة الحوثيين بإهدار الاحتياطي الأجنبي.
وكان البرنامج الإنمائي التابع لمنظمة الأمم المتحدة قد أعلن أن ثمانية ملايين شخص قد فقدوا دخلهم المادي، بسبب الحرب المتواصلة في البلاد، مشيراً إلى أن "ارتفاع وتيرة الحرب في البلاد منذ عام 2015 بشكل كبير، خلق أزمة غير مسبوقة في البلاد". أضاف أن 21.2 مليون شخص في اليمن في حاجة إلى مساعدات إنسانية، ويعاني 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، في وقت بات 7 ملايين منهم معرضين لخطر المجاعة. ويلفت إلى أن "المساعدات الإنسانية ليست كافية لمعالجة الأزمة الراهنة".
اقــرأ أيضاً
وأطلقت مبادرة "تو جاذر" في صنعاء رغم الصعوبات والمعوقات، بحسب رئيسة المبادرة أميرة خالد، التي تعمل حالياً على توفير ملابس العيد لعائلات فقيرة.
تقول لـ "العربي الجديد": "جاء عيد الأضحى، وآلاف الأسر لا تستطيع توفير لقمة العيش لأطفالها بسبب توقف الرواتب وفقدان الأعمال. فما بالك بملابس العيد؟ المبادرة التي أديرها تهدف إلى إدخال الفرحة إلى قلوب أطفال هذه العائلات". تضيف أن "البداية كانت من خلال مسح ميداني موسع للأسر المستهدفة في منطقة شملان الواقعة غرب مدينة صنعاء. أخذنا مقاسات الأطفال، وقصدنا بعض المحال التجارية لطلب الملابس".
وتلفت خالد إلى أنّ تجاوب التجار هذا الموسم بسيط جداً، وكما كان متوقعاً، في ظل الظروف الصعبة التي تؤثّر على الجميع. وتوضح أنّ هذا التحدي لم يثنهم عن الاستمرار في جمع التبرّعات. وعن الصعوبات التي تواجهها المبادرة، توضح أن بعض العائلات لم تكن تصدّق المتطوعين الذين يزورون العائلات الفقيرة لأخذ المقاسات، "لأنّ بعض المبادرات قدّمت لهم الوعود، وأخذت أسماءهم من دون أن تجلب لهم شيئاً". وتطالب التجار ورجال الأعمال القيام بواجبهم في مثل هذه الظروف، وتقديم المساعدات للفقراء.
بدوره، يوضح أحد المتطوعين في المبادرة، سهيل المقص، أن "مساعدة الفقراء تشعرنا بالارتياح والسعادة". يضيف لـ "العربي الجديد" أن "استمرار الحرب جعل معظم الناس في اليمن في حالة عوز، في ظل عدم قدرتهم على توفير قوت يومهم الضروري واحتياجاتهم الأساسية. لذلك، نحاول مساعدة هؤلاء قدر المستطاع، وإن كانت الإمكانيات شحيحة".
يلفت إلى عدم قدرتهم على التحرّك بحرية من جراء الأوضاع الأمنية المفروضة عليهم بسبب الحرب. ويدعو الشباب في المدن اليمنية إلى تشكيل مبادرات شبابية في شتى المجالات الإنسانية والأعمال الإغاثية، والعمل على التخفيف من معاناة الناس التي تتفاقم يومياً "في ظل عدم اهتمام السياسيّين بتوفير احتياجات المواطنين، لاسيما الفقراء منهم".
أما عبد السلام الأنسي، فقد أطلق مبادرة شخصية من خلال جمع تبرعات من أصدقائه الميسورين، بهدف شراء ملابس لأطفال الأسر الفقيرة في الحي الذي يسكنه. يقول: "لدي أصدقاء مغتربون في أميركا ودول الخليج. أحصل منهم على تبرعات من حين إلى آخر، وأشتري مساعدات غذائية أو ملابس أو مستلزمات مدرسية، وأوزعها على الأسر الفقيرة". يشير إلى أنه يعمل الآن على توزيع ملابس جديدة للأطفال الفقراء في منطقته.
ويوضح الأنسي أنه في البداية، كان يشعر بالضيق حيال معاناة بعض الأسر في منطقته "في المناسبات أو الأعياد، أرى الأطفال يرتدون ملابس مهترئة بسبب عدم قدرتهم على شراء ملابس جديدة، ما جعلني أبحث عن وسيلة لمساعدتهم، فبدأت التواصل مع أصدقائي". يضيف: "قدمت لهم إحصائيات عن هذه الأسر، فوافقوا على تقديم أموال بسيطة بين الحين والآخر لشراء الاحتياجات الضرورية، بما فيها ملابس العيد للأطفال". ويشير إلى أنّه استطاع توزيع ملابس على نحو 13 أسرة.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ نحو 10 أشهر، لا يتقاضى نحو مليون و200 ألف يمني، هم موظفو الجهاز الإداري للدولة، رواتبهم، من جراء الصراع بين الحكومة الشرعية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) على المصرف المركزي. ونقلت الحكومة مقره من العاصمة صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن، متهمة الحوثيين بإهدار الاحتياطي الأجنبي.
وكان البرنامج الإنمائي التابع لمنظمة الأمم المتحدة قد أعلن أن ثمانية ملايين شخص قد فقدوا دخلهم المادي، بسبب الحرب المتواصلة في البلاد، مشيراً إلى أن "ارتفاع وتيرة الحرب في البلاد منذ عام 2015 بشكل كبير، خلق أزمة غير مسبوقة في البلاد". أضاف أن 21.2 مليون شخص في اليمن في حاجة إلى مساعدات إنسانية، ويعاني 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، في وقت بات 7 ملايين منهم معرضين لخطر المجاعة. ويلفت إلى أن "المساعدات الإنسانية ليست كافية لمعالجة الأزمة الراهنة".