كلنا نذكر شخصية الحاج "عبد الغفور البرعي"، في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، عندما وقع في غرام بائعة الكشري، على عربة في الحارة التي سكنها، وارتقى منها سلم النجاح والثراء. وكيف كان يردد على مسمعها أن صناعة الكشري فن لا يجيده الجميع.
لكن الأم الفلسطينية، هند المصري، تفوقت على "أهل الكار"، وأدخلت طبق الكشري المصري إلى مدينة فلسطينية عريقة، لا تزال تعتز بأكلاتها التراثية والشعبية، إذ يعتبر إدخال وجبة مصرية، مجازفة لا تُعرف نتائجها، لكن هند رفقة زوجها وشقيق زوجها اجتازوا هذه المسميات بنجاح لافت.
تقول المصري، وهي أم لأربعة أولاد لـ"العربي الجديد"، إن: "البداية كانت مجرد فكرة ما لبثت أن تحققت، قبل أشهر فقط، عندما قررت أن أستغل دراستي وموهبتي في افتتاح مشروع جديد يدر دخلاً لعائلتي لاسيما في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة، وعدم توفر فرص العمل للأكاديميين".
تعلمت هند إعداد الكشري المصري، من خلال الإنترنت، لكن سرعان ما حولتها إلى دروس عملية، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعية، اكتسبت مهارة إضافية من شيف مصري، لقنها سر الصنعة.
وتوضح في سياق حديثها، أنها "بدأت بتجريب الكشري في المنزل، حتى توصلت إلى الطعم الذي توقعت أن يرضي الجمهور، وأطلقت على مشروعها اسم "طماطم"، الذي افتتحته في قلب مدينة نابلس، أمام الطلبة والطالبات خصوصاً".
ويؤكد زبائنها ممن تذوقوا الكشري في بلاد عربية أخرى، أن طعم "كشري هند" لا يقارن، وهي تحتفظ بسر البصل المقرمش لنفسها، وبدأت تعد أصنافاً أخرى، لتأمين وجبات رخيصة الثمن، وفي متناول الجميع، خاصة طلبة الجامعات الذين يفدون من قراهم ويعيشون في السكن الجامعي أو شقق مؤجرة، وبحاجة إلى وجبات مغذية ورخيصة، مثل الأكل "البيتي".