في مخيّم جباليا الصامد تسمع أحد الشباب يترنّم بأغنية لمارسيل خليفة، فيما يمسك أحدهم كتاباً لمحمود درويش، ويعلو صوته بمطلع من بيت شعر غزليّ حين تمرّ فتاة ما.
مرّت سنة على المقتلة المستمرة في غزّة، وأصبحتُ الآن بعيدة عن أشياء بسيطة تافهة للآخرين، أشياء لا تعني شيئاً للساسة والقادة؛ بيت صغير، سرير مريح، شرفة ضيقة..
بعد أن تحمّل جيل النكبة (1948) الكثير من الصعاب ليتعلم حروفه الأولى، ها هو التاريخ يكرّر نفسه في قطاع غزة، حيث يعاني الأطفال من تدمير المدارس وغياب التعليم.
إمّا أن تغادر مكانك في غزّة أو أن تموت، والمغادرة تعني أن تخرج على عجل، وتحمل القليل من متاعك، وربما لا تعثر على وسيلة مواصلاتٍ، أو لا تمتلك أجرتها حتى.