19 ابريل 2021
كفّوا البكاء
بعد سبعة أعوام من تجاهل عالمي، ملحوظ ومتزايد، لما يرتكب في بلادنا (سورية) من جرائم روسية/ إيرانية/ أسدية ضد شعبنا، لم تخرج معظم ردود فعلنا إلى اليوم عن الميل إلى تحميل الآخرين المسؤولية عما يجري لنا، وغمرهم بالشتائم. لم تكن هذه السنوات السبع كافيةً لأن نفكر بأن علينا نحن أنفسنا مسؤولية ما عن الذي وصلنا إليه.
إذا كان العالم لا يريد مساعدتنا، أو تفهم قضيتنا العادلة، ألا نريد نحن مساعدة أنفسنا والانتصار لقضيتنا، أم أن دورنا يجب أن يقتصر على شتم الآخرين، والامتناع، في الوقت نفسه، عن القيام بواجبنا تجاه شعبنا، المرشح جديا للإبادة، فلا يكون موقفنا هو الوجه الآخر لموقف العالم منا، ونتوقف عن شتمه، لأنه لا ينصفنا، ونبدأ بما علينا فعله لإنقاذ أنفسنا من محنةٍ أصبح من المسلم به عموما أن ما اعتمدناه إلى اليوم من سياساتٍ ومواقف لن يخرجنا منها.
من المفهوم أن يتسلل اليأس إلى نفوسنا، بسبب موقف العالم منا، لكنه ليس مفهوما أن نسهم بتقصيرنا في تعميق يأسنا، وتحويله إلى إحباط يسبق عادة الهزيمة، وما يصحبها من تحول الصراع ضد النظام إلى صراعاتٍ تدميرية في صفوف شعبنا، تمعن في تمزيقه أكثر مما هو ممزق، وتغرقه في حالٍ من التخبط، لطالما قادت الثورات إلى الفشل.
بدل الشكوى الدائمة من ظلم العالم وانحيازه إلى موتنا، أليس من واجبنا أخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار في حساباتنا، لمواجهتها في إطار خطط مدروسة نبلورها ونطبقها أخيرا لترميم أوضاعنا وإصلاحها، ليس فقط بسبب دورها الذي لا يجوز أن نستهين به، بالنسبة لابتعاد العالم عنا، وإنما أيضا، وقبل كل شيء، لأن صمودنا اليوم وانتصارنا غدا رهنٌ بمبارحة واقعنا المريض، وإصلاح مواقف الدول منا، وإقناعها بأن مصالحها لن تكون محفوظةً عندنا، إلا بقدر ما تكون حقوقنا مصونةً عندها، وأننا طرفٌ مقرّر في الصراع، سيحدد أيضا من سيفوز أو سيهزم، ومن مصلحتها تبديل مواقفها من النظام، إذا كانت تريد حقا حصة من الفوز.
بعد ستة أعوام من إدانة مواقف العالم، حان الوقت كي ندير ظهرنا لهذا النهج العبثي، ونلتفت إلى ما أهملناه دوما: وضعنا نحن، وضع قوانا السياسية والعسكرية، ووضع شعبنا في الداخل والخارج، ونمط ما اتخذناه من مواقف، وبلورناه من رؤى وبرامج، لمواجهة ما مررنا ونمر به من تحديات، ووضع ممارساتنا والأساليب التي استخدمناها في معركتنا الشاقة، من أجل حريتنا، وما قمنا به من تدابير، كي لا يتقدم أعداؤنا علينا، ونجد أنفسنا محكومين بردود فعل تترك لهم المبادرة والخطوات الاستباقية، وتجبرنا على انتهاج سياساتٍ لا يمكن أن يحترمها أحد، قليلةٍ أو عديمة الترابط، لحاقية وجزئية، وتفتقر إلى الواقعية والانسجام، مثلما كانت سياساتنا خلال نيفٍ وستة أعوام، لم نتعلم خلالها الكثير.
إذا كانت الدول تتخذ موقفا ظالما منا، هل هذا سببٌ كافٍ لأن نتخذ، نحن أيضا، الموقف نفسه من أنفسنا وثورتنا، ونظل أسرى علاقات مركزها الآخر وليس نحن، على الرغم من أننا نحن أصحاب قضيتنا، وليس هو أو أي أحد سوانا.
منذ سبعة أعوام، ونحن نندب حظنا، وندين ظلم العالم وتجاهله لنا. أما حان الوقت، كي نخرج من هذا المرض الذي جعل منا ندّابين بكائين، لا خير فيهم لقضيتهم وشعبهم الذي يتعرّض على أيديهم لأفدح ظلمٍ وتجاهلٍ ينزل بهما.
إذا كان العالم لا يريد مساعدتنا، أو تفهم قضيتنا العادلة، ألا نريد نحن مساعدة أنفسنا والانتصار لقضيتنا، أم أن دورنا يجب أن يقتصر على شتم الآخرين، والامتناع، في الوقت نفسه، عن القيام بواجبنا تجاه شعبنا، المرشح جديا للإبادة، فلا يكون موقفنا هو الوجه الآخر لموقف العالم منا، ونتوقف عن شتمه، لأنه لا ينصفنا، ونبدأ بما علينا فعله لإنقاذ أنفسنا من محنةٍ أصبح من المسلم به عموما أن ما اعتمدناه إلى اليوم من سياساتٍ ومواقف لن يخرجنا منها.
من المفهوم أن يتسلل اليأس إلى نفوسنا، بسبب موقف العالم منا، لكنه ليس مفهوما أن نسهم بتقصيرنا في تعميق يأسنا، وتحويله إلى إحباط يسبق عادة الهزيمة، وما يصحبها من تحول الصراع ضد النظام إلى صراعاتٍ تدميرية في صفوف شعبنا، تمعن في تمزيقه أكثر مما هو ممزق، وتغرقه في حالٍ من التخبط، لطالما قادت الثورات إلى الفشل.
بدل الشكوى الدائمة من ظلم العالم وانحيازه إلى موتنا، أليس من واجبنا أخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار في حساباتنا، لمواجهتها في إطار خطط مدروسة نبلورها ونطبقها أخيرا لترميم أوضاعنا وإصلاحها، ليس فقط بسبب دورها الذي لا يجوز أن نستهين به، بالنسبة لابتعاد العالم عنا، وإنما أيضا، وقبل كل شيء، لأن صمودنا اليوم وانتصارنا غدا رهنٌ بمبارحة واقعنا المريض، وإصلاح مواقف الدول منا، وإقناعها بأن مصالحها لن تكون محفوظةً عندنا، إلا بقدر ما تكون حقوقنا مصونةً عندها، وأننا طرفٌ مقرّر في الصراع، سيحدد أيضا من سيفوز أو سيهزم، ومن مصلحتها تبديل مواقفها من النظام، إذا كانت تريد حقا حصة من الفوز.
بعد ستة أعوام من إدانة مواقف العالم، حان الوقت كي ندير ظهرنا لهذا النهج العبثي، ونلتفت إلى ما أهملناه دوما: وضعنا نحن، وضع قوانا السياسية والعسكرية، ووضع شعبنا في الداخل والخارج، ونمط ما اتخذناه من مواقف، وبلورناه من رؤى وبرامج، لمواجهة ما مررنا ونمر به من تحديات، ووضع ممارساتنا والأساليب التي استخدمناها في معركتنا الشاقة، من أجل حريتنا، وما قمنا به من تدابير، كي لا يتقدم أعداؤنا علينا، ونجد أنفسنا محكومين بردود فعل تترك لهم المبادرة والخطوات الاستباقية، وتجبرنا على انتهاج سياساتٍ لا يمكن أن يحترمها أحد، قليلةٍ أو عديمة الترابط، لحاقية وجزئية، وتفتقر إلى الواقعية والانسجام، مثلما كانت سياساتنا خلال نيفٍ وستة أعوام، لم نتعلم خلالها الكثير.
إذا كانت الدول تتخذ موقفا ظالما منا، هل هذا سببٌ كافٍ لأن نتخذ، نحن أيضا، الموقف نفسه من أنفسنا وثورتنا، ونظل أسرى علاقات مركزها الآخر وليس نحن، على الرغم من أننا نحن أصحاب قضيتنا، وليس هو أو أي أحد سوانا.
منذ سبعة أعوام، ونحن نندب حظنا، وندين ظلم العالم وتجاهله لنا. أما حان الوقت، كي نخرج من هذا المرض الذي جعل منا ندّابين بكائين، لا خير فيهم لقضيتهم وشعبهم الذي يتعرّض على أيديهم لأفدح ظلمٍ وتجاهلٍ ينزل بهما.