يوم الثلاثاء، 26 مايو/ أيار الماضي، أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، في لبنان، ضمن مسائل متصلة بحالة التعبئة العامة المفروضة على البلاد لمكافحة فيروس كورونا الجديد، أنّ الكمامة باتت إلزامية، اعتباراً من يوم الجمعة 29 مايو، مع توقيع غرامة بقيمة 50 ألف ليرة لبنانية (33 دولاراً بحسب سعر الصرف الرسمي)، بحق كلّ من لا يضع كمامة أثناء تنقله على القدمين.
يوم الأحد، 31 مايو، ومن ضمن تعميم جديد لوزير الداخلية محمد فهمي، يحدد المرحلة الرابعة من إجراءات التعبئة العامة وما فيها من تخفيف لقيود الإقفال، نصّت الفقرة الأولى من المادة الأخيرة المؤلفة من فقرتين، وبدت كأنّها دخيلة بموقعها من النص وبخطها العريض، على "عدم ارتداء الكمامات عند ممارسة الرياضة".
حسناً فعل التعميم الأخير، إذ تدارك خطراً صحياً أكيداً يحتمل أن يؤدي إلى كوارث. فعدا عن الضيق في التنفس، المضاعف، لدى كلّ من يبذل جهداً بدنياً وهو يضع الكمامة، جاء دليل طبي على الخطر من مدينة ووهان الصينية في الخامس عشر من الشهر الماضي، إذ انهار شاب صيني بعد ركضه نحو 3 كيلومترات بالكمامة، بسبب ضرر رئوي أحدثته كمامته بالذات. وبينما أجرى الأطباء جراحة عاجلة لسدّ ثقب تعرضت له رئته، فقد فسروا حالته بالضغط الكبير الذي تعرضت له رئتاه بسبب تسارع أنفاسه وهو يركض واضعاً الكمامة.
أعفي المتريضون في لبنان، إذاً، من الكمامة، لكنّ غيرهم يشتكون أيضاً، ليس فقط من الناحية الطبية وفيها أنّ الكمامة يدور جدل كبير جداً حول فوائدها ومضارها مهما كان النشاط الذي يمارسه من يضعها أو المكان الذي يوجد فيه، بل هناك شكوى من الحرّ أيضاً. وهناك شكوى من الناحية المعيشية، خصوصاً أنّ البلاد في أزمة، والكمامات ارتفعت أسعارها فجأة.
ولا تغيب النكتة عن ذلك، إذا قال أحدهم إنّ الجميع باتوا "لصوصاً". ونشر آخر، بعد إعلان أحد المسؤولين أنّ في الإمكان تصنيع الكمامة منزلياً من قطعة ملابس، صورة لشخص يضع كمامة مصنوعة من سروال داخلي. كذلك، لا تغيب روح المؤامرة، إذ قال أحدهم إنّ فرض الكمامات جاء بعد إعلان أحد المصانع اللبنانية عن بدء تصنيع كمامات، متهماً المسؤولين بمحاباة المصنع.
اقــرأ أيضاً
في كلّ الأحوال، ستطبق الأجهزة الأمنية غراماتها على من لا يلتزم، وإن كان بعض هؤلاء لا يصدقون السلطة، حديثها وقديمها، في شيء على الإطلاق، فلماذا يصدقونها في مسألة "فوائد الكمامة" التي تبقى مجرد نظرية من ضمن نظريات عدة متضاربة، كثرت في زمن كورونا، خصوصاً أنّ منظمة الصحة العالمية أعلنت أنّ الكمامة توفر "حماية زائفة"؟ لكن، وبما أنّ هناك استثناءات للمتريضين، لا مانع من استثناء آخرين؛ من يضعون نظارات طبية، مثلاً، فهؤلاء يمنعهم الضباب المتصاعد من الكمامة من الرؤية بعد التصاقه بزجاج النظارات، وهو استثناء ضروري مؤكد للسلامة العامة، على العكس من الكمامة المشكوك جداً في ضرورتها.
يوم الأحد، 31 مايو، ومن ضمن تعميم جديد لوزير الداخلية محمد فهمي، يحدد المرحلة الرابعة من إجراءات التعبئة العامة وما فيها من تخفيف لقيود الإقفال، نصّت الفقرة الأولى من المادة الأخيرة المؤلفة من فقرتين، وبدت كأنّها دخيلة بموقعها من النص وبخطها العريض، على "عدم ارتداء الكمامات عند ممارسة الرياضة".
حسناً فعل التعميم الأخير، إذ تدارك خطراً صحياً أكيداً يحتمل أن يؤدي إلى كوارث. فعدا عن الضيق في التنفس، المضاعف، لدى كلّ من يبذل جهداً بدنياً وهو يضع الكمامة، جاء دليل طبي على الخطر من مدينة ووهان الصينية في الخامس عشر من الشهر الماضي، إذ انهار شاب صيني بعد ركضه نحو 3 كيلومترات بالكمامة، بسبب ضرر رئوي أحدثته كمامته بالذات. وبينما أجرى الأطباء جراحة عاجلة لسدّ ثقب تعرضت له رئته، فقد فسروا حالته بالضغط الكبير الذي تعرضت له رئتاه بسبب تسارع أنفاسه وهو يركض واضعاً الكمامة.
أعفي المتريضون في لبنان، إذاً، من الكمامة، لكنّ غيرهم يشتكون أيضاً، ليس فقط من الناحية الطبية وفيها أنّ الكمامة يدور جدل كبير جداً حول فوائدها ومضارها مهما كان النشاط الذي يمارسه من يضعها أو المكان الذي يوجد فيه، بل هناك شكوى من الحرّ أيضاً. وهناك شكوى من الناحية المعيشية، خصوصاً أنّ البلاد في أزمة، والكمامات ارتفعت أسعارها فجأة.
ولا تغيب النكتة عن ذلك، إذا قال أحدهم إنّ الجميع باتوا "لصوصاً". ونشر آخر، بعد إعلان أحد المسؤولين أنّ في الإمكان تصنيع الكمامة منزلياً من قطعة ملابس، صورة لشخص يضع كمامة مصنوعة من سروال داخلي. كذلك، لا تغيب روح المؤامرة، إذ قال أحدهم إنّ فرض الكمامات جاء بعد إعلان أحد المصانع اللبنانية عن بدء تصنيع كمامات، متهماً المسؤولين بمحاباة المصنع.
في كلّ الأحوال، ستطبق الأجهزة الأمنية غراماتها على من لا يلتزم، وإن كان بعض هؤلاء لا يصدقون السلطة، حديثها وقديمها، في شيء على الإطلاق، فلماذا يصدقونها في مسألة "فوائد الكمامة" التي تبقى مجرد نظرية من ضمن نظريات عدة متضاربة، كثرت في زمن كورونا، خصوصاً أنّ منظمة الصحة العالمية أعلنت أنّ الكمامة توفر "حماية زائفة"؟ لكن، وبما أنّ هناك استثناءات للمتريضين، لا مانع من استثناء آخرين؛ من يضعون نظارات طبية، مثلاً، فهؤلاء يمنعهم الضباب المتصاعد من الكمامة من الرؤية بعد التصاقه بزجاج النظارات، وهو استثناء ضروري مؤكد للسلامة العامة، على العكس من الكمامة المشكوك جداً في ضرورتها.