تركب ميرالي الكدياك القديم
وتبتعد مسرعة بين حقول الصبّار الصفراء
وقصب القصائد المنحني قليلاً
ومخالب النسور الجائعة.
تنظر ميرالي إلى الطريق الطويل
كليل شاعر جريح
يحتضر بين فكّي ثعبان الكون العظيم.
تدير زر الراديو ورجلها تضغط على الدواسة
فيخرج صوت بوب ديلان مبحوحا ككوابيس نسور غريبة
تنقر أذن الغيب
تزيد ميرالي من سرعة الكادياك
فتنشر الأغنية جناحيها
على الطريق كأجنحة قصيدة جاهلية كتبها الله
كم الساعة الآن يا ميرالي؟
تضحك ميرالي وتضحك آلهة الآزتيك في عينيها الواسعتين
من غزل الثعبان ذي الريش الغافي في المقعد خلفها
كملك مكسيكا العليل
أحط يدي على كتفها العاري
فتبرق السماء وترعد الأرض في براري الصبار المزهر
وتزيد في السرعة
كأنها تركب كل خيول الهنود الحمر الجامحة
أحط يدي على كتفها العاري
ولا تجيب
فالوقت ربما قلب ينزف في يد المحارب المهزوم.
يدها تبتسم فوق المقود الجلدي،
وشفتها البليلة قربان جديد لحجر الشمس.
وبالمناسبة ماذا يفعل وراءك هذا الثعبان ذو الريش جذلاً، حليقاً،
كشاعر خذلته أوزان الحقيقة؟
أو سائس نام فهربت خيوله إلى عين الغول المجنون؟
تضغط ميرالي على دوّاسة البنزين فتزيد سرعة الكادياك
ويقهقه الثعبان ذو الريش من غرور الريح وتواضع الطريق
فيسألها مبتسماً: كم الساعة الآن يا ميرالي؟
تضحك ميرالي
وتضحك آلاف الفراشات فوق جفنها الأيسر
من غزل الآلهة ودم ناوتل
تحطّ فراشات فمها الصغير على شعري
كقبلة ملائكة ريلكة الرهيبة.
تضع يديها معاً على المقود
وتنظر بفرح إلى الأفق المشتعل البعيد
كأنها جيمس دين يستعد للتمدّد على حجر القرابين من جديد.
تدمدم ميرالي بأغنية عن عشبة الخلود القديمة
وتغمز الثعبان ذا الريش النائم في عسل الحب
مازحة: أيها الثعبان ذو الريش كم يلزمك من الوقت لتعيد معلّقات
الأجداد؟
آلهة اليوم غافية لا تسمع أغنية بوب ديلان الحزينة
والثعبان يحلم بالجنة الموعودة
أما ميرالي فتدوس على الدواسة ويطير شعرها الأسود عالياً
كسرب غربان أفرحها العطش فأتت من بعيد لتحط على فم الهاوية.
كم الساعة الآن يا ميرالي؟
الساعة ساعة الطريق
الساعة ساعة الثعبان ذي الريش المنفوش
أيها الغريب!
* شاعر من المغرب