كوميديا الموسم الرمضاني... "بـ100 وش"
مسلسلات كوميدية عديدة يشهدها الماراثون الدرامي الرمضاني، وعلى الرغم من أنه من المفترض أن يكون أبطالها أصحاب خبرة في عالم الكوميديا، إلا أن أعمالهم جاءت دون المستوى تماماً ونفر منها الكثيرون، في الوقت نفسه وعلى الرغم من عدم خبرة الفنانين نيلي كريم وآسر ياسين في الكوميديا، إلا أن مسلسلهما "بـ 100 وش"مسلسل كوميدي، استطاع أن يخطف الأنظار، ويكون هو العمل الكوميدي الوحيد في السباق الدرامي الذي أشاد به الجمهور والنقاد على حد سواء.
وعلى عكس التوقعات، خذل مسلسل "رجالة البيت" مشاهديه بعدما سبق وقدم بطلاه الفنانان أكرم حسني وأحمد فهمي بعض الأعمال التي جذبت الانتباه، وكان آخرها "ريّح المدام"، الذي احتوى على جرعة كوميدية عالية، وهو ما لم يحدث مع مسلسلهما الجديد الذي تعرض إلى هجوم وسخرية من الكثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لاعتماده على إطلاق الإيفيهات المستهلكة، وعدم وجود قصة تجذب المتلقي إليها.
يتنافس حالياً في السباق مسلسل "اتنين في الصندوق" لكل من الممثلين حمدي الميرغني ومحمد أسامة وبيومي فؤاد وانتصار. القصة من تأليف لؤي السيد وإخراج محمد مصطفى، وتدور أحداثها حول التوأم شوقي وزيكا اللذين يعملان في جمع القمامة ويتطلع كل منهما إلى تحقيق حلمه في العمل بالغناء والتمثيل. لكن جاء العمل حاملا للكثير من المواقف غير الضاحكة على الإطلاق من أبطاله، ووصفهم الجمهور بأنهم لا يليقون بتقديم عمل منفرد وكان عليهم الاستعانة بفنان "ثقيل" فنيا.
يعرض أيضاً مسلسل "عمر ودياب" الذي يقوم ببطولته الفنانون علي ربيع ومصطفى خاطر ومحمد محمود ومحسن منصور ونهال عنبر، والقصة من تأليف فاروق هاشم ومصطفى عمر وإخراج معتز التوني، ولم يلق العمل إعجاب المشاهدين، بل وصفه الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأنه ثقيل الظل.
وعلى الرغم من براعة الفنان القدير عادل إمام في تقديم الكوميديا منذ سنوات طويلة، إلا أن البعض وجده قد أخفق هذا العام، كما أن "فلانتينو" لم ينل جدلا أو أي ردود فعل من جانب رواد مواقع التواصل الاجتماعي مثلما سبق وحدث مع الكثير من أعمال الزعيم.
ولأول مرة تلفزيونياً، تقدم الفنانة نيلي كريم مسلسلاً كوميدياً بعد سلسلة من التراجيديا التي قدمتها على مدار السنوات الماضية وذلك من خلال مسلسل "بـ 100 وش"، الذي شاركها بطولته الفنان آسر ياسين، وإخراج كاملة أبو ذكرى. وعلى الرغم من عدم خبرة نيلي كوميدياً، إلا أنها هي وآسر ياسين استطاعا أن يخلقا حالة فنية خفيفة الظل للغاية، وأثنى الكثيرون عليهما رغم تشبيه البعض للعمل بأنه يشبه إلى حد كبير فيلم "عصابة حمادة وتوتو" للفنانين لبلبة وعادل إمام الذي أنتج عام 1982.
ولكن ماذا عن آراء النقاد في الأعمال الكوميدية التي قدمت بعد مرور عشرة أيام على انطلاق السباق الرمضاني؟
يقول الناقد طارق الشناوي في حديث إلى "العربي الجديد" متحدثاً عن مسلسل "فلانتينو" للفنان عادل إمام إن "نوعية الكوميديا التي قدمت في هذا العمل إلى حد كبير قديمة للغاية"، موضحاً أنه كان على كاتب المسلسل أيمن بهجت قمر أن يجدد في شكل عادل الكوميدي ويقدمه بإطار غير مستهلك إلى هذا الحد.
وأوضح الشناوي أن المسلسلات الكوميدية هذا العام لا تمت إلى خفة الظل بصلة من بعيد أو قريب؛ فكانت عبارة عن إيفيهات واسكتشات يقال إنها كوميدية. ويشير إلى أن الفائز هذا العام على مستوى الأعمال الكوميدية هو مسلسل "بـ 100 وش" الذي قدمته نيلي كريم بسلاسة وسهولة بالاعتماد على الكوميديا التي تنبع من المواقف التي تحدث على مدار أحداث العمل.
أما الناقد نادر عدلي، فقال في تصريحات لـ"العربي الجديد" إن مسلسل "بـ 100 وش" هو الحصان الرابح هذا العام على مستوى الأعمال الكوميدية، كما أن مسلسل "فلانتينو" وإن كان عملا جيدا إلا أن هناك بعض العوامل الناقصة به، مثل أن خطوط العمل ورغم مرور عشرة حلقات لم نجد بها تشابكا في الأحداث، مشيراً إلى أنه يرى أن الكوميديا تعد باستثناء هذا العمل غائبة تماما، كما سخر نادر من مسلسل "رجالة البيت"، ووصفه بأنه عمل لا يليق وبه جوانب من الابتذال، وتمنى من المنتجين الاهتمام بالجانب الكوميدي في دراما رمضان.
المساهمون
المزيد في منوعات